طلبت ميراثي فرفض شقيقي أن يعطيني حقي بل وقطع علاقته بي.. أزهري يرد
رد الدكتور عطية لاشين، على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين، نصه: طلبت ميراثي من أبي بعد وفاته فرفض شقيقي أن يعطيني حقي في أبي بل وقطع علاقته بي، فما حكم ذلك؟
طلبت ميراثي فرفض شقيقي أن يعطيني حقي بل وقطع علاقته بي.. أزهري يرد
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على فيس بوك: إن الأحكام الشرعية المتصلة بالميراث لا تقبل القسمة على اثنين أي ليس فيها الرأي والرأي الآخر فأحكامها قطعية لا تقبل تعطيلا، ولا تغييرا، ولا منعا، ولا حرمانا، ولا نقصانا؛ لأنها ثابتة بدلائل قاطعات، وآيات محكمات تولى هذا التقسيم ربنا الكريم بنفسه ولم يدع بيان ذلك لملك مقرب، ولا نبي مرسل.
وتابع: وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن هذا الأخ الوارد في السؤال ارتكب أمرين عظيمين، وكبيرتين فظيعتين الواحدة منها كفيلة بحرمانه من دخول الجنة فما بالك إذا اجتمعا.
وواصل العالم الأزهري: الكبيرة الأولى: -
- فهي تعطيل نص قاطع محكم الدلالة في كتاب الله عز وجل هذا النص الذي عطله هذا الأخ بجشعه وطمعه قول الله عز وجل: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أوكثر نصيبا مفروضا.
- حيث أثبت النص الكريم المحكم المساواة بين الابن والبنت في ميراث الوالد وإن اختلف مقدار كل منهما، وأي عمل على خلاف ما حكم به هذا النص فهو من أعمال الجاهلية التي كان عليها أهلها قبل بزوغ شمس الإسلام.
- روى المفسرون في سبب نزول الآية السابقة أن أوس بن ثابت الأنصاري توفي عن: زوجة، وابنتين وولدي عم فأخذ ولدي ابن عم المتوفى المال كله ولم يعطيا زوجة المتوفي ثمنها ولا ابنتي المتوفي ثلثيهما فجاءت زوجة المتوفي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شاكية قائلة: إن أوس بن الثابت مات،وترك علي بنتين، وليس عندي ما أنفقه عليهما وترك أبوهما ما لا رغدا هو عند سويد وعرفجة لم يعطياني ولا بناتي من هذا المال شيئا،وهن في حجري فأنزل الله قوله: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون.
واستطرد العالم الأزهري: الكبيرة الثانية:
- كبيرة قطيعة الرحم فالأخ حينما طلبت أخته ميراثها من أبيها أرعد وأبرق وأزبد وغضب غضبا شديدا وقطع على إثر ذلك صلته بشقيقته فهذه القطيعة عمل محرم وتعتبر إفسادا في الأرض كبيرا، وتمزيقا لحبائل المودة والمحبة قال الله سبحانه: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحاكم، حرم على نفسه الجنة بهذه القطيعة قال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يدخل الجنة قاطع رحم.
واختتم: أناشد هذ الأخ أن يعلن توبته من هاتين الكبيرتين قبل أن يموت ويتدارك الأمر قبل فوات الأوان وإلا عض أصابع الندم ولا ينفعه الندم حينئذ.
