ما حكم الإقامة في بلاد غير المسلمين للدراسة؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها نصه: ما حكم الإقامة في بلاد غير المسلمين للدراسة؟ حيث إنني سافرت لبلد من بلاد غير المسلمين لدراسة الهندسة فأخبرني أحد الأصدقاء: أنَّه لا يجوز لي الإقامة في تلك البلاد لمجرَّد الدراسة؛ إذ لا تجوز الإقامة ببلاد غير المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا بَرِىءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ» رواه أبو داود، فهل تجوز إقامتي في تلك البلاد لمجرد الدراسة؟
وقالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة: الإقامة في بلاد غير المسلمين للدراسة جائزة شرعًا ما دام المقيم يأمن على دينه ونفسه وعرضه، ويتمكن من إقامة شعائر دينه مع المقام بينهم.
حكم الإقامة في بلاد غير المسلمين للدراسة
وتابعت: على ذلك، فإذا كان طلب علم ما مطلوبًا من جهة الشرع كانت كل الوسائل المؤدية إلى تحصيله مطلوبة شرعًا، ما لم تكن تلك الوسيلة محرمة في ذاتها أو مؤدية إلى محرَّم.
وأوضحت: فمتى كانت الإقامة في بلاد غير المسلمين وسيلةً لتحصيل علمٍ ما، وأَمِنَ المقيم فيها على دينه ونفسه وعرضه، وقدَرَ على إقامة شعائر دينه من غير منعٍ أو تضييق؛ كانت الإقامة حينئذٍ مشروعة.
وأضافت: فعن صالح بن بشير بن فديك رضي الله عنه، قال: خرج فديك رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إنَّهم يزعمون أنَّه من لم يهاجر هلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا فديك، أقم الصلاة، وآتِ الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وأكملت: بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فالإقامة في بلاد غير المسلمين للدراسة جائزة ما دام المقيم يأمن على دينه ونفسه وعرضه، ويتمكن من إقامة واجبات دينه مع المقام بينهم.