تذكرة مجانية للسينما
• من القصص الأمريكية الحقيقية والغريبة اللي حصلت في التسعينات وكان ليها صدى مش قليل وقتها لما مواطن أمريكي اسمه "جيم" طلع الصبح عشان ياخد عربيته ويروح بيها الشغل ويوصل قبلها أولاده للمدرسة بس خرجوا مالقوش العربية!.. موقف جديد على "جيم" وعلى المنطقة كلها بصراحة لإن النوعية دي من الجرائم ماكنش معتاد في المدينة الهادية دي بالذات.. طب والعمل؟.. اضطر يوصل أولاده للمدرسة وبعدها عمل بلاغ في الشرطة بخصوص العربية المسروقة وهو دمه بيغلي وكومة من الأسئلة بتنهش في خلايا مخه!.. مين اللي قرر يإذيني بالشكل ده؟.. مين اللي بيكرهني كده؟.. أنا عملت إيه وحش في مين عشان يسرقني؟.. أسئلة فضلت بدون إجابة وبسبب حيرته في التدوير على إجابات ليها ماكنش قادر يشتغل في اليوم ده وكل محاولات أصدقاء العمل في التخفيف عنه باءت بالفشل.. رجع البيت مع واحد صاحبه وصله بالعربية بتاعته ونزله قدام باب البيت وسلم عليه ونزل.. قبل ما يتجاوز الجنينة الصغيرة اللي في البيت عشان يوصل للباب لفت نظره حاجة اتهيأله إنه شافها بطرف عينه!.. لف رقبته بسرعة وهو بيقول يا رب اللي في بالي يطلع صح.. عربيته واقفة في مكانها زى ما ركنها امبارح بالظبط!.. إيه الجنان ده!.. جرى عليها ولقاها عربيته فعلًا وفحصها عشان يشوف لو فيها حاجة اتسرقت أو كده بس لقى كل الكماليات بتاعتها وكل تفاصيلها موجودة تمام التمام.. أومال إيه اللي حصل؟.. لقى ظرف صغير متطبق وملزوق في الدركسيون ففتحه ولقى فيها كذا ورقة صغيرة ليهم شكل مميز وورقة بيضا مكتوب فيها: (خالص اعتذاري لك.. أنا أحد جيرانك وأنا لست بسارق لكن زوجتي كانت في حالة ولادة صعبة واضطررت أن آخد سيارتك دون إذنك.. أعتذر منك للمرة الثانية وأرجو أن تقبل اعتذاري وتقبل معه هديتي لك ولأسرتك وهي تذاكر سينما لفيلم "روبين ويليامز" الجديد).. أمر مريب وغريب والحقيقة يبسط في نفس الوقت!.. "جيم" دخل حكى لمراته القصة ولأولاده برضه لما رجعوا من المدرسة وكلهم كان عندهم فضول يعرفوا مين من جيرانهم اللي عمل كده بس "جيم" اللي ماكنش عايز يضيع الفرصة شاف إن مش مهم هو مين لكن الأهم حاجتين.. الأولى إن اللي عمل كده اعتذر، والتانية هي تذاكر السينما الهدية اللي جت في وقت مناسب خصوصًا إن بكره ويك إيند وهتبقى فرصة عظيمة إنهم يروحوا الفيلم.. مراته والأولاد اقتنعوا بوجهة نظره وقاموا اتشيكوا ولبسوا واتحركوا على السينما عشان يقضوا سهرة لطيفة كانت من أحلى الخروجات اللي خرجوها.. لما رجعوا وفتحوا نور الشقة لقوا الشقة كلها على الأبيض.. بلاطة!.. بيتهم اتسرق.. واللي هو مش اتسرق المجوهرات والفلوس والحاجات اللي ليها قيمة واضحة بس.. لأ.. حتى العفش اتسرق.. يعني اللي سرق ده كان عارف إن محدش في البيت ووصلت بيه البجاحة إنه يجيب عربية نقل كبيرة عشان يشحن فيها العفش كله!.. يا بجح!.. في وسط الصالة لقى "جيم" ورقة صغيرة متطبقة ولما فتحها بعصبية لقى فيها سؤال من 3 كلمات: (هل أعجبكم الفيلم؟).
• مؤخرًا وبناء على دراسة عملها ونشرها مجموعة من الباحثين في جامعة Wageningen الهولندية تم الإعلان إن الهدايا اللي بيتم إهداءها مع الاعتذار من طرف لطرف تاني بعد أى غلطة في حقه واللي بتكون هدايا مادية زى المجوهرات أو الموبايلات أو الورد هي هدايا ذات تأثير سلبي جدًا ومش بتفيد الاعتذار!.. إزاى؟.. قالوا في الدراسة لإن الطرف التاني اللي هياخد الهدية كل ما يبص عليها بدون وعي هيفتكر المشكلة سبب الزعل ومش هيقدر ينساها!.. طب والحل؟.. الاعتذار اللفظي المقترن بأفعال ملموسة على فترات متتالية هو أكبر دليل على رغبة الطرف الأول في الإعتذار وتصديقه إنه فعلًا حس بغلطته ومش هيكررها.
• المآمنة لكل كلمة "آسف" عمّال على بطّال أفقدت الكلمة معناها بالذات مع وجود اللي بقوا يستبيحوا الغلط مادام الثمن في النهاية كلمة من 3 حروف!.. مش كل "أنا آسف" لازم يكون وراها سامحتك.. مش كل "أنا آسف" شرط إن صاحبها يكون بيعنيها.. مش كل "أنا آسف" لازم تكون متزوقة بهدية غالية.. سهل تعتذر، صعب تخليني أصدق اعتذارك.. الأسف الحقيقي لازم يقترن بكذا فعل حاسم لا يقبلوا الشك وكلهم بيثبتوا إن الغلطة كانت هي الاستثناء مش الأصل.. مفيش نية، وفعل صادقين مش هيوصلوا للي قدامك عشان كده الاعتذار اللي خارج من القلب معناه إنك شاري، وباقي، وعايز ماتخسرش فلان.. الأديب "جورح برنارد شو" قال: (إذا كان الاعتذار ثقيلًا على نفسك، فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضًا).