جولد بيليون: انضمام مصر لتجمع بريكس لن يكون له تأثير مباشر على أسعار الذهب
ثمنت مصر الدعوة التي قدمتها مجموعة بريكس للانضمام للتحالف بداية من أول يناير 2024، مما سيؤدي إلى حدوث تغيّرات وانعكاس لهذه الخطوة على الأسواق المحلية لاسيما الذهب.
وكشف تقرير أعدته جولد بيليون، أن هناك العديد من المميزات لانضمام مصر إلى تكتل بريكس، أهمها زيادة التبادل التجاري مع الدول الأعضاء بالعملات المحلية، وهو ما يخفف العبء على الطلب على الدولار في ظل حجم تبادل تجاري مع الدول الأعضاء وصل إلى أكثر من 30 مليار دولار خلال العام الماضي.
ويعمل تقليل الضغط على النقد الأجنبي على تحسين عدد من المؤشرات الاقتصادية المحلية، منذ الأزمة الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد المصري حاليًا، وهي نقص توافر العملة الأجنبية اللازمة لسداد الالتزامات الخارجية والداخلية.
وانضمت مصر لعضوية بنك التنمية الجديد، وهو البنك الخاص بتجمع بريكس في ديسمبر 2021، ومن الممكن الحصول على فرص تمويلية ميسرة للمشروعات التنموية، إلى جانب تعزيز وتيرة التعافي الاقتصادي وامتلاك القدرة على احتواء التداعيات الداخلية والخارجية.
ومن ضمن اتفاقيات دول تجمع بريكس أيضًا اتفاقية الاحتياطي الطارئ، والتي من شأنها أن تدعم الدول الأعضاء، بالإضافة إلى اتفاقية المساعدة في حل عجز موازنات الدول ودعم الدول الأعضاء في أوقات الأزمات.
ويزيد انضمام مصر لتجمع عالمي مثل بريكس من الثقل السياسي والعلاقات التي تنشئها مصر من خلال هذا التجمع الدولي الكبير، وسيدعم مصر في اجتذاب استثمارات أجنبية من الدول الأعضاء في هذا التجمع.
تأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس على الذهب
وبالنسبة لتأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس على الذهب، فلن يكون التأثير مباشر ولن يكون بشكل فوري، وهو ما ظهر بالفعل على سعر الذهب المحلي الذي تجاهل هذه الأخبار واستمر في تذبذبه تحت المستوى 2300 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعًا، وفق رؤية جولد بيليون.
وسيظهر التأثير على المدى المتوسط إلى الطويل، عن طريق تراجع الطلب التدريجي على الدولار في ظل تبادل الدول معاملاتها التجارية باستخدام العملات المحلية أو من خلال عمليات المقايضة، ولكن يجب أن نعرف أن الدولار سيظل عملة وسيطة في التبادل بين الدول الأعضاء في تجمع بريكس لأن فروق التجارة يتم تسديدها بالدولار الذي يظل هو العملة الدولية الأولى.
ولن يرغب كل من الأعضاء في الاحتفاظ بعملة الدولة الأخرى، وبالتالي ستحدث التسويات بالنسبة لفروقات التجارة بالدولار، ولكن حتى مع هذا سيتراجع الطلب على الدولار مما يخفف العبء على الأسواق، وبالتالي قد يتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازية وهو السعر الذي يتم تسعير الذهب من خلاله.
وسياتي التأثير على الذهب على المدى المتوسط من خلال تراجع في تسعير الدولار في السوق الموازية، وبالتالي تراجع في سعر الذهب، ولكن يجب أن نعرف أن سوق الذهب المحلي أصبح أكثر صلابة من التأثر السريع بالتغير في الأسواق، وقد اتضح هذا خلال طرح الشهادات الدولارية الأخيرة وخلال مبادرة واردات الذهب دون رسوم جمركية.
واكتسب الذهب ثقة كبيرة من المواطنين كونه الملاذ الآمن وأفضل وسيلة لحفظ المدخرات، وبالتالي فإن تأثير مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية لم تنعكس بالسلب على الذهب، ولكن أدت إلى استقرار الأسعار، بينما شهادات الادخار بالدولار لم تؤثر على مسار السوق.