كوارث ووفيات.. ماذا يحدث عندما يقترب القمر من الأرض وتحديدا في 2030؟
يترقب العالم ظاهرة القمر العملاق 2023 آخر ليلة من شهر أغسطس؛ حيث يظهر البدر بحجم عملاق عندما يكون قد وصل لأقرب نقطة من الأرض، ولكن ما الظواهر المناخية المصاحبة لاقتراب القمر وما يمكن أن يحدث كلما اقترب أكثر، وما تفسير ظاهرة القمر العملاق وهل هي من علامات الساعة أم لا، كل ذلك سنجيب عليه عبر القاهرة 24 في السطور التالية.
القمر العملاق 2023
وتعد ظاهرة القمر العملاق 2023 من الظواهر الكونية الدورية والتي تحدث كل فترة تقدر بما يزيد عن عامين إلى 3 أعوام بحسب الحسابات الفلكية، وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن القمر العملاق الأزرق المرتقب نهاية أغسطس هو ثاني بدر في شهر ميلادي واحد؛ حيث شهد أول يوم في أغسطس ظهور البدر العملاق بحجم أقل من المرتقب ليلة الجمعة المقبلة.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن ظاهرة القمر العملاق تحدث في المتوسط كل عامين أو ثلاثة أعوام، لذلك قد يظهر نحو 3 أقمار زرقاء كل عشرة سنوات تقريبا.
وعلميًا، يشترط للقمر الذي يطلق عليه مصطلح "القمر العملاق" أن يقترب بنسبة 90 % من أقرب بُعد له من الأرض، وهو ما يعني اقترابه من مسافة 224،865 ميلا من الأرض، في حالة كونه بدرًا مكتملا، ومع أفول بدر أغسطس يوم 2 سبتمبر، يترقب العالم ظهور آخر قمر عملاق في 2023 ليلة 29 سبتمبر المقبل؛ حيث يودع قمر هارفست مون العملاق أقرب بعد للأرض ولا يعود إلا في 2032.
تفسير ظاهرة القمر الأزرق العملاق
وحول تفسير ظاهرة القمر الأزرق العملاق، قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن تسمية القمر الأزرق ليست مسمى علميا أو مصطلحا فلكيا، فهي عبارة مجازية مقتبسة من اللغة الإنجليزية مختصرها "Once in a Blue Moon"، بمعنى "نادرًا ما يحدث"، ويُعرف القمر الأزرق علميًا بأنه ثالث بدر مكتمل في موسم أو فصل من فصول السنة به أربعة أقمار كاملة.
وأوضح تادرس، أن بدر شهر صفر سيكتمل عند الساعة 3:37 صباح يوم الخميس المقبل، ويظهر في سماء ليلة الجمعة مكتملا بنسبة لمعان 100% حتى شروق شمس يوم الجمعة، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تحدث كل عامين وثمانية شهور تقريبا، حيث من المتوقع ظهور قمرين أزرقين عملاقين كل 10 سنوات تقريبا.
كما أضاف، أن اقتراب القمر من الأرض وظهور القمر العملاق فرصة لرؤية تضاريس القمر بالعين المجردة والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطحه باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة، خاصة من المناطق الشاسعة كالسواحل والحقول والصحاري والبراري والجبال.
ومن المرتقب أن يكون القمر على بُعد 357،344 كيلومتر من الأرض وهي أقرب مسافة ممكنة في الوقت الحالي بينهما، وسينضم إلى القمر الأزرق ضيف خاص في السماء وهو كوكب زحل وأقماره والذي سيضاعف حجمه، وقد يكون لونه أحمر وردي في أفوله، ويبدأ الشروق بلونه المعتاد، ولا يشترط أن يكون لونه أزرق كما يظن البعض.
منطقة الحضيض للقمر
عند منطقة الحضيض للقمر يقترب بأقرب ما يكون من الأرض، ويكون ذلك عندما يسير في مداره حول الأرض في دورته ويمر بأقرب نقطة له من الأرض، فيبدو أكثر إشراقًا وأكبر حجمًا من المعتاد.
وعلميًا يُعرف أن القمر العملاق هو ناتج عن ظاهرتين فلكيتين مختلفتين؛ حيث يتزامن مرور بدر مكتمل بنقطة الحضيض القمري التي تعد الأقرب إلى الأرض، فيما سيصاحب بدر نهاية أغسطس المرتقب تجاور القمر مع كوكب زحل الذي يمر أيضًا بجوار الأرض وتظهر أقماره بالتلسكوب.
ماذا يحدث عندما يقترب القمر من الأرض؟
وكشف عدة علماء حول العالم ماذا يحدث عندما يقترب القمر من الأرض، منهم عالم الفيزياء بجامعة Maine نيل كومينز، الذي توقع فيضانات متزايدة على الأرض في حالة اقتراب القمر فجأة من الأرض مرتين حيث وصف ذلك بـ"ضرب ناقوس بمطرقة"، وهو ما يشير إلى توقعه أيضًا موجة زلازل نتيجة موجات الطاقة المتولدة من "القوة المتزايدة المفاجئة لسحب الجاذبية للقمر".
وفسر كومينز حدوث الفيضانات نتيجة تزايد قوة المد المعتادة ثمانية أضعافها في حالة اقتراب القمر من الأرض بمقدار نصف المسافة التي بينهما الآن، ما من شأنه إغراق بعض الجزر والسواحل تحت الماء تمامًا لجزء كبير من اليوم.
لم يكن كومينز وحده الذي توقع كوارث اقتراب القمر العملاق الأزرق من الأرض، بل أضاف إلى الفيضانات والزلازل عالم البراكين في جامعة كوين ماري البريطانية، جازمين سكارليت، بأن التأثير على قشرة الأرض قد يؤدي إلى المزيد من الانفجارات البركانية وتباطؤ دوران الأرض وهو ما يعني طول فترات الليل والنهار.
وفي السابق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أعده مجموعة من علماء وكالة ناسا الأمريكية، يحذر من تكرار اقتراب القمر من الأرض وتأثيراته التي تمتد إلى أيام متتالية من الكوارث الطبيعية، حيث توقع التقرير حدوث ظاهرة "تذبذب القمر، حيث تتغير زاوية القمر بالنسبة إلى خط الاستواء بمرور الوقت أثناء دورانه حول الأرض؛ ما سيؤثر على حركة المد والجزر لنحو 18.6 عام.
وفيما يلي خلاصة توقعات تأثيرات اقتراب القمر العملاق من الأرض:
- زيادة الفيضانات على الأرض واختفاء وقتي لبعض الجزر والسواحل نتيجة زيادة المد.
- طول فترات الليل والنهار نظرًا لتباطؤ دوران الأرض.
- موجة زلازل في عدة أماكن متفرقة نظرًا لشدة الموجات المؤثرة على القشرة الأرضية.
- توقع انفجارات بركانية متزايدة.
- زيادة كسوف الشمس نتيجة حجب القمر مساحة أكبر من السماء.
- انخفاض سطوع هالة الشمس حول الصورة الظلية المظلمة للقمر.
- تغيرات مناخية بسبب طول فترات الليل والنهار.
- يصبح الليل أكثر إشراقًا ووضوحًا من أي وقت آخر ما يساعد الحيوانات المفترسة على الصيد أكثر على سبيل المثال.
- تعرض الجزر والسواحل لفيضانات تستمر لمدة من 7 إلى 15 يوما في السنة بحلول عام 2030، وتزيد إلى من 25 يومًا إلى 27 يومًا بعد عقدين من الزمن أو بحلول 2050.
- وفاة عشرات الأضعاف من سكان 57 دولة على وجه الخصوص معرضة لخطر الفيضانات المميتة بحلول 2030، بينها أجزاء من أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى ووسط إفريقيا.
وجدير بالذكر، أن توقعات العلماء تأتي من منطلق دراسات علمية بحتة تقوم على قوانين وحسابات فلكية معقدة ومتزنة، إلا أن الكثير من العلماء أوصوا بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإمداد الجزر والمدن الساحلية بعوامل أمان يمكنها التأقلم مع الظواهر الكونية المصاحبة لاقتراب القمر من الأرض، ويظل التأثير الأكبر على الأرض مقيدًا بإرادة الخالق لا يستطيع أحد تغيير ما أراد.