رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده يروي سنوات التكوين في القاهرة الكبرى
يستضيف الإعلامي حسين الناظر في حلقة اليوم من برنامج سنوات التكوين الذي يذاع في الحادية عشرة والربع مساء اليوم على موجات إذاعة القاهرة الكبرى سعيد عبده؛ رئيس مجلس إدارة دار المعارف؛ رئيس مجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع؛ رئيس اتحاد الموزعين العرب؛ رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ليتحدث عن أهم محطات التكوين التي أثرت في حياته.
ومن خلال اللقاء يروي سعيد عبده قصة مولده في حي الجمالية في عام 1954؛ في حي الحسين بالجمالية بوسط القاهرة، لأسرة متوسطة تقدس العلم ومحبة للفن، يتجسد هذا في حرصها على إرسال أولادها للكتّاب لتعلم وحفظ القرآن الكريم، الذي كان له أثر كبير في إكسابهم حب اللغة العربية وطلاقة اللسان وفصاحته ما انعكس على تفوقهم الدراسي في المدرسة، كما أن الوالد كان مثقفًا وعاشقًا لمصر وتراثها وحافظًا للسير الشعبية التي كان يحرص على أن يرويها لأبنائه كل خميس، كما يروي أثر أخيه الأكبر الذي كان هاويًا للعزف على العود، والذي كان يعزف في البيت ألحان أغنيات أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وغيرهم، وتعلقه بالإذاعة والراديو، متذكرًا شراء والده للتليفزيون في بداية ظهوره والذي كان حدثًا مهمًا لا ينساه؛ متذكرًا لمة الجيران جميعًا في منزلهم لمتابعة التليفزيون خاصة خطابات عبدالناصر وحفلات أم كلثوم والمسلسل العربي.
سعيد عبده يروي سنوات التكوين
ويؤكد عبده دور المدرسة في حياته، حيث كان للمدرسة الابتدائية بالحسين أثرًا طيبًا ودورًا كبيرًا في تشكيل شخصيته، وأثر مدرس اللغة العربية وأمين المكتبة الكبير في حبه للغة العربية والقراءة من خلال مكتبة المدرسة، وممارسة الأنشطة المدرسية المتعددة التي كانت تزخر بها المدارس المصرية وقتها كالنشاط المسرحي والموسيقي والزراعي والصناعي والتربية العسكرية والإذاعة المدرسية والصحافة والألعاب الرياضية المختلفة وكلها كانت مجالًا خصبًا لتفريغ الطاقات وملء الفراغ واكتشاف المواهب.
وعن تأثره بالنشأة في حي الحسين والجمالية والقاهرة الفاطمية يروي سعيد عبده أن ترعرعه بجوار سيدنا الحسين -رضي الله عنه- دفعه للتعلق بحب آل البيت وحب التصوف، متأثرًا بالاحتفالات بمولد سيدنا الحسين والسيدة زينب الذي يأتي له المحبون من كل أرجاء مصر وخارجها، وتعلق في طفولته بالمنشدين والمدائح النبوية ومتابعة كبار المداحين الشعبيين كأبو دراع الذي كان جارًا للأسرة ومحمد طه وغيرهم، كما يتحدث عن أثر تعلقه بالمساجد والأسبلة والأماكن التاريخية في حي الجمالية والغورية والأزهر الشريف، حيث كان يقضي أجمل الأوقات متجولًا في الشوارع والحواري مشدوها بهذا الجمال.
كما يتحدث عبده عن علاقته بالسينما ومداومته على مشاهدة الأفلام السينمائية بسينما الكواكب التي كان يملكها أبن عم والده، ولحبه للسينما كان في أثناء مشاهدته للفيلم يجلس ليكتب ملخصًا لكل فيلم وانطباعه عنه.
ويروي سعيد عبده أثر فترة الخمسينات والستينات وتأثره بثورة يوليو وما أعقبها من كفاح وأثر هذه الأحداث في تكريس الولاء والانتماء في النفوس، خاصة مع انضمام شقيقه الأكبر في حرب اليمن وحرب 1967، متذكرًا التفاف الشباب والشعب المصري حول جمال عبد الناصر الذي انحاز للفلاحين والبسطاء، وأسس السد العالي، ومئات المصانع، واهتم بالتعليم والثقافة مشيرًا إلى أن المطابع وقتها كانت تعمل ليل نهار وتملأ المكتبات بآلاف العناوين التي كانت تتلقفها الأيدي المتعطشة للقراءة والثقافة، ويروي تعلقه ومتابعة السلاسل التي كانت تصدرها وزارة الثقافة وسلسلة الألف كتاب وكتابي والأدب العالمي وروايات نجيب محفوظ والعقاد وطه حسين والحكيم وغيرهم.
كما يروي رئيس اتحاد الموزعين العرب تأثره بالقومية العربية ووحدة مصر وسوريا وقصة أغنية من الموسكي لسوق الحميدية أنا عارفة السكة لوحديه لصباح، التي كانت تذاع كثيرا، فسأل والده: كل مرة تأخذني للموسكي، فخذني لسوق الحميدية، فقال له والده: هل تعرف أين يقع حي الحميدية، إنه في سوريا، وعندما ذهب للمدرسة كان يغني مع الأغنية أقرانه في طابور الصباح: بابا كمال الدين حسين، قاللي كلمة حلوة وزين، مصر وسوريا دول أختين.
ويؤكد رئيس اتحاد الموزعين العرب أن هذا الحب الكبير للكتاب وللثقافة هو الذي دفعه لترك وظيفته بمصر للطيران للالتحاق بدار المعارف، مشيرًا إلى أن الصدفة لعبت دورا في هذا عندما قابل الدكتور السيد أبو النجا أبو الإدارة في المؤسسات الصحفية والذي لمس حبه لدار المعارف ويعرف الكثير عنها ومطبوعاتها، فعرض عليه العمل في دار المعارف، فقال له: أود العمل بها ولو مجانًا، وقد كان لتبدأ معها رحلة طويلة من العمل والكفاح تدرّج فيها في المناصب إلى أن انتهت بترأسه مجلس إدارة هذه المؤسسة العريقة.