أقوى آية لطرد الجن
لها لسان وشفتان!.. ما الآية التي اعترف الشيطان بنفسه أنها تقهره؟
يعلم كثيرون أقوى آية لطرد الجن، لكن القليل فقط يعلم أن لها لسان وشفتان كما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اعترف الشيطان نفسه أنها تقهره وتغيظه وتحصن المسلم منه، فما هذه الآية وما معنى أن لها لسان وشفتين وما دليل ذلك، وكيف يحصن الإنسان نفسه من الشياطين والجن وشرور الناس بالقرآن الكريم؟
أقوى آية لطرد الجن
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالمداومة على أقوى آية لطرد الجن ليلًا ونهارًا وعقب الصلوات الخمس، فقال "مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ"، وورد في صحيح السنة النبوية حديثًا هو أبلغ آية على أهمية آية الكرسي للتحصين من الجن والشياطين.
فقد روى أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "وكّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام. فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دَعني فإني مُحتاج، وعليّ عِيال، ولي حاجة شديدة. قال: فتخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟" قال قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً شديدةً وعيالًا؛ فرحمته وخليت سبيله.
قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيعود، فرصدته فجاء يَحثوا من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دَعني فإني محتاج وعليّ عيال، لا أعود، فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله، شكا حاجة وعيالًا فرحمته وخليت سبيله.
قال: "أما إنه كذبك وسيعود"، فرصدته الثالثة فجاء يَحثوا من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود. فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله.
فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟" فقلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: "ما هي؟" قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟" قلت: لا. قال: "ذاك شيطان". والحديث رواه البخاري.
وأثبت هذا الحديث الصحيح أن آية الكرسي هي أقوى آية لطرد الجن والشياطين، ويمكن للإنسان أن يقرأها على أولاده قبل النوم لتحصينهم بها، وتحفيظهم إياها ليقرأوها قبل نومهم يوميًا.
تحصين لا يخترقه إنس ولا جان
وتوفر آية الكرسي تحصينا لا يخترقه إنس ولا جان، فهي كما اعترف إبليس بنفسه، تجعل للإنسان حافظ يحميه حتى يصبح، وهي نحمي الإنسان أيضًا من الحسد والعين والسحر بجانب المعوذتين والإخلاص وآخر آيتين في سرة البقرة.
ومن عظمة آية الكرسي أيضًا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل أُبي بن كعب رضي الله عنه واملقب بـ"أقرأ هذه الأمة"، وأشهر الصحابة في علم القراءات: "ما أعظم آية في كتاب الله؟"، فقال أُبي: "الله ورسوله أعلم".
فسأله مرة ثانية: "ما أعظم آية في كتاب الله؟" فقال: "الله ورسوله أعلم". فحينما سأله الثالثة قال من تلقاء نفسه: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"؛ فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره وقال له: "ليهنك العلم أبا المنذر" وزاد الإمام أحمد في مسنده عن ابن كعب قول النبي "والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش".
فضل آية الكرسي
ومن فضل آية الكرسي كما جاء في الحديث النبوي السابق، أنها لها لسانا وشفتين وهو حديث صحيح، وقد فسر العلماء معنى "لها لسان وشفتين"، فقد قال المظهري في تفسيره: "لعل معنى هذا الحديث: أن حملة العرش يقدّسون الله بهذه الآية".
وفيما يلي فضائل آية الكرسي:
- ثوابها آجل وعاجل: فقد قال القرطبي عن الحكيم الترمذي: "فهذه آية أنزلها الله جل ذكره، وجعل ثوابها لقارئها عاجلا وآجلا، فأما في العاجل فهي حارسة لمن قرأها من الآفات.
- ذكرت في التوراة: حيث قال الحكيم الترمزي، أنه روي عن نوف البكالي أنه قال: "آية الكرسي تدعى في التوارة ولية الله".
- ذكر فيها اسم الله الأعظم: حيث قالت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها: سمعت رسول الله يقول في هاتين الآيتين: " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " و"الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" "إن فيهما اسم الله الأعظم"، كما قال أبو أمامة رضي الله عنه: "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب في ثلاث: سورةِ البقرة، وآل عمران، وطه"، قال هشام: أما البقرة فـ "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، وفي آل عمران: "الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"، وفي طه: "وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ".
- تُدخِل صاحبها الجنة: إذا لزم قراءتها عقب كل صلاة مفروضة.
- تحصن من الجن والشياطين: وخاصة قبل النوم.
- تعد من أذكار النوم والمساء: ويستعان بها في آيات تحصين النفس من كل شيء.
- ذكرت في سورة البقرة: وهي كما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "سنام القرآن" وتعد أقوى سورة تحصن النفس والبيت من الشياطين والجن لمدة 3 ليالي.
- ثواب الجهاد: حيث ورد في حديث عن النبي أن من قرأها كأنما قاتل عن أنبياء الله حتى يستشهد.
- سيدة آي القرآن
- أعظم آية في القرآن: كما ورد في حديث أُبي.
- أسقطت الأصنام والشياطين: حيث روي عن محمد بن الحنفية في تفسير القرطبي أنه قال: "لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا وسقطت التيجان عن رءوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض إلى أن أتوا إبليس فأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك، فجاءوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت".
- يقبض الله عز وجل روح قارئها: فقد ورد أن من قرأ الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يتولى قبض روحه ذو الجلال والإكرام.
- أشرف آية في القرآن الكريم: لما قاله ابن عباس عنها وفسره العلماء بأنها يتكرر فيها اسم الله تعالى بين مضمر وظاهر ثماني عشرة مرة.
قصص الصحابة مع آية الكرسي
ترك لنا السلف في كتب الأثر، قصص الصحابة مع آية الكرسي، وكيف استعانوا بها في تحصين أنفسهم وقضاء حوائجهم، وفيما يلي وقائع حقيقية عن فضل آية الكرسي:
- كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع للحفظ من الجان والشياطين.
- روي عن عمر أنه صارع جنيًا فصرعه عمر رضي الله عنه، فقال له الجني: خلّ عني حتى أعلمك ما تمتنعون به منّا، فخلى عنه وسأله فقال: إنكم تمتنعون منا بآية الكرسي.
- عن علي رضي الله عنه قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد المنبر: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله.
آية الكرسي مكتوبة
من يقرأ سورة البقرة يجد آية الكرسي مكتوبة في الجزء الثالث، وتحديدًا رقهما الآية 255، وهي كالتالي:
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".
أربع سور لا تطيقها الجن وتفر من جسدك
وتأتي آية الكرسي ضمن أربع سور لا تطيقها الجن وتفر من جسدك، وهذه السور الأربعة هي المعوذتين وسورة البقرة وسورة الكافرون، فقد ورد في هذه الصور أحاديث نبوية كثيرة توضح فضلها في التحصين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين "ما تُعوّذ بمثليهما"، وقال عن سورة البقرة "البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يقربه شيطان ثلاث ليالٍ"، وقال عن سورة الكافرون أنها تغيظ الشيطان، وتستخدم تلك السور الأربعة بجانب الفاتحة والإخلاص في الرقية الشرعية.
