أصدقائي يشربون الخمر وأجلس معهم دون أن أشرب هل علي ذنب؟.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها نصه: أنا شاب أعمل في شركة أجنبية، أخرج أحيانًا مع أصدقاء لي ممن يشربون الجعة والخمر، لكني بالتأكيد لا أشرب معهم، أنا فقط أشاركهم ما يفعلونه عندما يشربون، فهل ذلك يحرم ما بداخل الكوب الخاص بي على الرغم أنه ليس خمرًا أو جعة؟
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الر سمي في فتوى سابقة: مشاركة من يشربون الخمر مجلسَهم على النحو الوارد بالسؤال حرام شرعًا؛ لما في ذلك من التشبه بهم والرضا بفعلهم، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» رواه أبو داود، ولأن الإنسان يوشك على الوقوع في المحظور ما دام يحوم حوله ويألفه قلبه.
مجلس الخمر
وتابعت: حرمة شرب الخمر مما علم من الدين بالضرورة، ودليل حرمتها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]. ولما كان شربها معصية كان الأصل في مجلس شربها أنه معصية أيضًا، وكانت مجالسة شارب الخمر حال شربه محرمة ولو لم يشربها المُجالِس؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140].