دعاء الاستخارة الصحيح.. آيتين يفضل الفقهاء زيادتهما في صلاة الاستخارة
يظن البعض أنه توجد أكثر من صيغة لـ دعاء الاستخارة الصحيح، وقد يختلط عليهم بعض الأدعية التي تتضمن أن يختار الله للإنسان الخير، إلا أن دعاء الاستخارة معلوم ومعروف وقد جاء في أحاديث نبوية شريفة صحيحة ومتفق عليها، فما صيغة دعاء الاستخارة الصحيحة وما أوجه الاختلاف بينها، وكيف يمكن الاستخارة للزواج أو للخطوبة وغير ذلك؟.
دعاء الاستخارة الصحيح
ورد دعاء الاستخارة الصحيح في حديث رسول الله على صيغتين:
- اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ فإنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ - يُسمِّي حاجته - خيرًا لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي وبارِكْ فيه وإنْ إنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ - يُسمِّي حاجته- شرًّا لي في دِيني ومَعادي ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه وقدِّرْ لي الخيرَ حيثُ كان ورضِّني به".
- اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ - يُسمِّي حاجته - خَيْرٌ لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ - يُسمِّي حاجته - شَرٌّ لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي به.
دعاء الاستخارة بدون صلاة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يمكن للمسلم الاستعانة بـ دعاء الاستخارة بدون صلاة إن لم يتمكن من صلاة الاستخارة، وله أن يكرر الدعاء حتى يصل إلى مرحلة اطمئنان بنتيجة الاستخارة، مؤكدة أن التيسير علامة الإذن، أي علامة نتيجة الاستخارة.
دعاء الاستخارة مكتوب بخط كبير
حددت السنة النبوية دعاء الاستخارة مكتوب بخط كبير في حديث جابر الذي قال فيه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العظيم، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ واصرفه عني وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".
دعاء الاستخارة للزواج
فيما ردت دار الإفتاء عن سؤال حول دعاء الاستخارة للزواج كيف يكون، فقالت إن الاستخارة في الزواج تكون بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ويفضل أن يردد دعاء الاستخارة عقب التسليم من الصلاة لما ذهب عليه جمهور الفقهاء، ويمكن أيضًا الاكتفاء بدعاء الاستخارة بدون صلاة لمن حال حائل بينها وبين الصلاة وإن كان بعد الصلاة أفضل، ويكون دعاء الاستخارة للزواج كالتالي:
"اللَّهُمَّ إنِّي أستخِيرُك بعِلمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقدرتِكَ، وأسأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّك تَقدِر ولا أقْدِر، وتعْلَمُ ولا أعْلَم، وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهُمَّ إن كُنت تعْلَمُ أنَّ فِي زَوَاجِي مِنْ (فُلَانٍ) خيرًا لي في دِينِي ومَعَاشِي وعاقِبَةِ أمْرِي فاقْدُره لي ويسِّرْهُ لي ثمَّ بَارِك لي فِيه، وإن كُنتَ تعْلَمُ أنَّ في زَوَاجِي مِنْه شَرًّا لي في دِينِي ومعاشِي وعاقبةِ أمْرِي فاصرِفْهُ عنِّي واصْرِفْنِي عنه واقْدر لي الْخَيرَ حيثُ كان، ثمَّ أرْضِنِي بِهِ".
دعاء الاستخارة للخطوبة
وبنفس الصيغة يُقال دعاء الاستخارة للخطوبة كما علمنا رسول الله حيث تسمي الفتاة الشخص المتقدم لخطبتها في الدعاء، وكذلك الرجل يسمي الفتاة التي سيتقدم لخطبتها أو رآها رؤية شرعية، ويكون الدعاء كالتالي:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن خطبتي من فلان\ـة خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن خطبتي من فلان\ـة شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.
ويأتي التيسير وانشراح الصدر كعلامة لنتيجة صلاة الاستخارة، وقد أفادت دار الإفتاء بأن من لم يصل لمرحلة الاطمئنان أو الاستقرار لاختيار ما بعد صلاة الاستخارة يكررها حتى يطمئن قلبه، وكذلك يكرر دعاء الاستخارة إن لم يكن قد أداها بدون صلاة.
سور صلاة الاستخارة
بحسب دار الإفتاء المصرية، اتفق الفقهاء على استحباب تلاوة سورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الأولى من صلاة الاستخارة، وقراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الثانية، وبعض أهل العلم زادوا آيتين للركعتين وهما:
- في الركعة الأولى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ.
- في الركعة الثانية: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا.
