أنقذوا الآلاف من الموت.. أحزان ليبيا تتجدد بعد مصرع 6 متطوعين خلال عودتهم من درنة في حادث سير
تعيش دولة ليبيا مآسٍ يومية متكررة، منذ إعصار دانيال الذي ضرب البلاد مطلع الأسبوع الماضي وخلف آلاف الضحايا والمفقودين، ولم تهدأ الأحداث حتى لقي 6 من شباب بنغازي تطوعوا في إنقاذ متضرري درنة، حتفهم جراء حادث سير، راقدين إلى جانب من دفنوهم قبل وفاتهم بساعات.
العاصفة دانيال
وروى حسن العبار أحد أصدقاء الشباب لـ القاهرة 24، قصة وفاتهم المبكية، موضحا أن حملة فزعة شباب بنغازي، اجتمع تحت قبتها بعض المتطوعين لإنقاذ المتضررين من سيل درنة، حيث ساعدوا في البحث عن الجثث ودفنها، وكذلك المفقودين من الغرق، كما عملوا على مدار الساعة لتوزيع الأدوية والكمامات.
ورغم نجاحهم في مساعدة المتضررين، ومواجهة الموت يوميًا منذ الأحد الماضي، إلا أن ميعادهم كان محتوما، حيث توفي محمد المجبري وناجي بن سعود ويوسف الدينالي وبالعيد التاورغي، ومهند الزليتني وهاشم الشيخي، أثناء عودتهم من مدينة درنة، إثر حادث أليم على طريق قندولة.
في هذه الصورة، يظهر الشاب بلعيد وهو غارقًا في نومه، قبل وفاته بأيام قليلة، حيث كان يرقد على الأرض من التعب والإرهاق، مستلقيًا مغطى بملاءة صغيرة، بعد يوم حافل لم يجلس فيه حتى يصل بـ المساعدات إلى المتضررين.
وكان آخر ما كتبه الشاب بلعيد قبل وفاته عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: اكتملت مهمتنا كفريق فزعة شباب بنغازي في درنة، نسأل الله أن يتغمد موتانا بواسع رحمته وأن يرجع مفقودينا سالمين.
ولاقى المنشور تفاعلًا واسعًا، وجاءت التعليقات تحية له ولـ زملائه الذين وقفوا بصدد الموت، وأنقذوا الآلاف، لتتحول بعد ذلك إلى دعوات مبكية بالرحمة لهم، وكيف انقلب بهم الحال في ساعات قليلة.
أما الشاب ناجي بن سعود، فكانت آخر كلماته مدمية للقلب، وعبرت عن حالته، حيث كتب عبر انستجرام: ناسي وأحبابي، اليوم آخر يوم ليا في درنة، يارب ما أكون قصرت مع حد منكم، عليم الله كانت أيام حزن ونكد وفقدنا ناس، وشفنا حاجات عليم الله القلب كيف تحملهن.. وداعًا.