لا تُفتي بغير علم.. داعية إسلامي يرد على نجيب ساويرس بعد استشهاده بآية قرآنية عن شرب الخمر
علق الشيخ محمد عمر خليفة الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، على تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس التي علق بها على أحد متابعيه عبر تطبيق X بشأن استشهاده بالآية 67 من سورة النحل: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون.
تفسير ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا
وقال الشيخ محمد عمر خليفة في تصريحات لـ القاهرة 24: خلق الله تبارك وتعالى الإنسان وكرمه وميزه على سائر المخلوقات وكرمه بالعقل الذي يميز به بين الضار والنافع الطيب والخبيث ومن أجل الحفاظ على نعمة العقل حرم الله عز وجل على الإنسان أن يتعاطى ما يغيب عقله ويغيبه عن وعيه وقد ثبت تحريم الخمر في القرآن الكريم بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وأضاف: وهو تحريم قاطع صريح لا شك فيه ومعلوم لدى الجميع أن تحريم الخمر في الإسلام مر بعدة مراحل وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وذلك لأن الإسلام جاء والعرب يألفون الخمر ويشربونها ويدخرونها كالماء في بيوتهم فلو حرمها عليهم ابتداء لكان هذا الأمر شاقا عليهم.
وتابع: وهذه الآية الكريمة التي استشهد بها رجل الأعمال والمهندس نجيب ساويرس وهي قول الله تعالى (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ليست دليلا على أن شرب الخمر حلال بل هي تذكر للناس نعمة الله عليهم في ثمرات النخل وكيف يستخدمونه وأنهم يجعلون منه الخمر المسكر ويجعلون منه الرزق الحسن الطيب وكان نزول هذه الآية قبل تحريم الخمر تحريما قاطعا.
وأردف: ومما يدل على ذم الخمر في الآية نفسها أن الله جعلها في مقابلة الرزق الحسن فيفهم من سياق الآية أن الخمر ليست حسنة في ذاتها لما تحدثه من أضرار على العقل والجسد، والخمر محرمة كذلك عند النصارى كما جاء في الكتاب المقدس في آيات كثيرة منها (الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَبَدًا، إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي أَشْرَبُهُ فِيهِ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ») إنجيل مرقس 14:25.
واختتم الداعية الإسلامي حديثه لـ القاهرة 24: وختاما نهيب بالمهندس ورجل الأعمال أن لا يتكلم فيما لا يحسن ولا يفتي في غير ما يعلم فالحلال والحرام له رجال يبينونه للناس ولو رجع بنفسه لرجال الكنيسة وسألهم عن حكم الخمر في الديانة المسيحية لكانوا أجابوه، وأن يعترف الإنسان بخطئه خير له من أن يتمادى في الخطأ ويلتمس لنفسه الأعذار والمبررات وخوف الإنسان من الله يمنعه عن ارتكاب الأشياء التي حرمها الله عز وجل عليه.