الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا وقفت النبوات عند رسالة الإسلام؟.. شيخ الأزهر يجيب

 فضيلة الإمام الأكبر
أخبار
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
الأربعاء 27/سبتمبر/2023 - 11:28 ص

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه قد يتسأل البعض لماذا وقفت النبوات عند رسالة الإسلام، ولم تتطور كما تطورت نبوة موسى وعيسى عليهما السلام، ولماذا لم تتطور نبوة الإسلام إلى نبوة أو نبوات أخرى متتابعة.

وأضاف خلال كلمته في احتفال المولد النبوي الشريف: الجواب يتوقف فهمه على فهم طبيعة التطور البشري، وكيف أنه يجري في اتجاهين اتجاه التطور المادي، واتجاه التطور الخلقي، وأن النبوة والأنبياء لا علاقة لهم بالاتجاه الأول الذي هو اتجاه التطور المادي، ولا ترتبط تعاليمها به لأن التطور في اتجاه المعرفة العلمية المادية رهن بأخذ أسبابه وشروطه الحسية والمادية، وأنه ما اتخذت أسبابه وحسنت مقوماته ودعائمه، فإن التقدم العلمي سيتحقق لا محال وجدت نبوة أو لم توجد، ومؤمنا كان المشتغل بهذا التقدم أو ملحدًا، شرقيًا كان أو غربيًا، وذلك بخلاف الحالة الروحية والخلقية والتي تتعلق بها رسالات الرسل والنبوات والأنبياء والكتب السماوية أيضًا. 

الحكمة والفلسفة في إرسال الله الأنبياء للبشر

كما تحدث فضيلة الإمام الأكبر،، خلال احتفالية الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، عن الحكمة والفلسفة في إرسال الله الأنبياء للبشر، موضحًا أنه إذا كان فريق من علماء المعقول في الإسلام يذهبون إلى أن النبوة هي من الجائزات على الله تجاه عباده وليست واجبة عليه، فإن فريقا منهم يذهبون إلى القول بوجوبها على الله تعالى، لما فيها من مصلحة الإنسان ومنفعته ليس فقط على هذا الخط القصير خط الحياة الدنيا، وإنما على خط لا نهائي يسعد فيه الإنسان أو يشقى.

وأضاف أن هذا الفريق ذهب إلى أن النبوة واجبة، ولا يقصد -معاذ الله!– أن أحدا غيره تعالى يوجبها عليه، فهذا ما لا يمكن أن يخطر على بال مؤمن، ولكن يقصدون أن الله تعالى هو من أوجبها على نفسه، وهو من باب قوله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم.. أي: أوجبها على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنانا.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن الفريق الأخير يبين الحكمة من النبوة، ويقول: إذا كانت عناية الله تعالى بالإنسان قد ذهبت إلى أبعد مدى في ملاحظة حاجة الإنسان في هذه الحياة الدنيا فأنبتت الشعر على حاجبيه حتى لا تتأذى عيناه من العرق والتراب والغبار، وقوست أخمص قدميه حتى يتمكن من المشي في يسر وسهولة، وفي غير ألم ولا توجع، وأشياء أخرى من المنافع لاحظتها العناية الإلهية لصلاح الإنسان في هذه الحياة الدنيا، أفيعقل أن تتخلى هذه العناية عن ملاحظة حاجات هي أشد وأعظم، وفي حياة أخرى هي أدوم وأبقى من حياته الأولى، ولا ترسل له ما يحقق سعادته في الحياة الأبدية اللانهائية؟!.

تابع مواقعنا