الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في واقع الابتزاز الإلكتروني

الخميس 28/سبتمبر/2023 - 07:30 م

تمت دعوتي بصفتي الحزبية إلى قصر ثقافة الزاوية الحمراء لإلقاء كلمة عن الابتزاز الإلكترونى، وكانت الندوة تحت رعاية جمعية الإمام الخيرية.
والغريب أن قبلها بأيام تعرضت إحدى قريباتى لعملية ابتزاز بإجراء عمليات على حسابها البنكى، حيث قام المتصل بإيهامها أنه موظف بالبنك الموجود بها حسابها، وأنه يريد أن يحدث بياناتها، وهى دون أن تدرك الفخ المنصوب لها، قامت بإعطائه رقم الحساب وهو كل مرة يقوم بعملية شراء من خلال حسابها، ولم تدرك الخطأ، وتنتبه للرسائل التى تصلها بالخصم من حسابها إلا بعد أن أتم عمليته الثالثة.

هنا طلبت منها بعد اتصال بأحد رجال الأمن لمعرفة كيفية التصرف في مثل هذا الموقف، فطلب منا الذهاب إلى مباحث الإنترنت بالعباسية لتقديم بلاغ خصوصا أن معنا رقم المتصل وكذلك هناك بيان بالعمليات التي قام بالشراء منها ومن خلال الموقع يسهل تحديده، ولكن للأسف مباحث الإنترنت طلبت منها الذهاب إلى مباحث الاتصالات في رمسيس لأن الموضوع لا يخصها، وتوجهت فعلا إلى هناك فطلبوا منها الذهاب إلى القسم الذى تتبعه لعمل محضر في القسم، فذهبت إلى قسم الشرطة التابع له محل سكنها وحررت محضرا وطلبوا منها الانتظار لحين الاتصال بها في حالة حدوث جديد، ومرت الأيام ولم يتصل بها قسم الشرطة وضاع حقها في الوصول إلى السارق المعلوم بالنسبة إليها كمواطنة.
المهم دخلت الندوة وكانت القاعة ممتلئة، وأنا كلى حماس لأقوم بتوعية أهالينا وشبابنا المراهقين، وفتياتنا الصغار بأهمية هذا الموضوع الخطير والمهم.
وهنا رفعت يدى وهى تحمل الموبايل الخاص بي، وقلت للحاضرين: ما هذا؟ إنه موبايل أستطيع من خلاله الوصول إلى أقصى مكان فى الأرض اطلع على الأخبار، أقرأ الصحف العالمية والمحلية، أشترى من الصين والولايات المتحدة من خلاله، احجز طيران وقطارات، هو عالم فى يدى مهم ومفيد.
وكما هو مهم ومفيد فى جانبة الإيجابى، إلا أن هناك جانبا سلبيا يقوم به مرتكبو الجرائم الإليكترونية والتى تتطور مع التطور الهائل للتكنولوجيا، ويستخدمون أساليب أكثر تطورا لاستغلال ضحاياهم، ويكون ضرر تلك الجرائم مباشرا وغير مباشر، ويمكن للضحية أن تعاني من آثار طويلة الأمد للفخ الذي وقعت فيه.
وغالبا يتم ارتكاب تلك الجرائم من خلال استخدام  وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بأن تفتح رابط بشكل عفوي فيتم اختراق الحسابات الشخصية مثل الفيسبوك والانستجرام، أو استعادة محتويات الهاتف المحمول بعد بيعه أو سرقته، والاستيلاء من الموبايل على الصور ومقاطع الفيديو غير اللائقة لاستخدامها في ابتزاز الضحايا، وابتزازهم من أجل طلب المال أو ما هو أكبر من ذلك.
لذلك على كل فتاة أو أى شخص يتعرض لهذا الموقف أن يبلغ أسرته فورا ولا ينصاع لهذا الابتزاز، أو يقوم بإبلاغ الشرطة قبل تفاقم الموقف.
لأن عادة هؤلاء القراصنة المجرمون يستمرون فى تهديد ضحيتهم، بنشر معلومات أو صور أو تسجيلات شخصية محادثات ذات أهمية سواء كانت إيجابية أو سلبية.
فالمجرم يبحث عن المال، أو الانتقام لوكان يعرف ضحيته جيدا فدوافعه هى من تقوده لارتكاب جرائمه.
وإليكم بعض النصائح للتعامل مع مثل تلك الحالات:
إبلاغ الأسرة بوقوعكم فى مثل هذا الموقف حتى يساندونك مهما كانت النتائج، فمعرفتهم أفضل فى كل الأحوال.
لا تحاول الاستجابة لطلبات المبتز مهما كانت ضغوطه، حتى لا يتمادى فى غيه.
لا تحاول تحت أى ظرف إعطاء رقم حسابك البنكى إلى أى متصل ولا رقمك السرى، وقد قامت البنوك بعمل إعلانات للتنويه على ذلك بعدم الوقوع فى تلك الأخطاء مثل التى وقعت فيها قريبتى.
تأمين حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل جيد باستخدام كلمة مرور آمنة كما يطلب الموقع، وأن يكون لكل حساب شخصى لك كلمة مرور منفصلة عن الحساب الآخر وأن تحتفظ بها فى مكان آمن، ولا تقوم بفتح روابط غير آمنة حتى لا تخترق حساباتك، كذلك عدم استخدام تطبيقات غير موثوق بها.
عدم الاحتفاظ بصور شخصية أو بيانات على الموبايل ففى حالة فقده أو سرقته قد تستخدم ذريعة لابتزازك، وعليك بالدخول بسرعة لتغيير كلمات المرور لحساباتك المفتوحة على موبايل المسروق أو الذى فقدته تأمينا لسرية معلوماتك، وعدم العبث بأن يستخدم فى إرسال محتوى سيئ وفاضح لزملائك أو نشره على حسابك على العامة.
عليكم دائما التحقق من إعدادات الأمان والخصوصية على جميع حساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعى، والحفاظ على خصوصية بياناتك الشخصية وعدم نشرها على وسائل التواصل.
وفى حالة قرارك بيع هاتفك أو جهازك الكمبيوتر فيجب إعادة ضبط الجهاز لمحو كل ما عليه من صور وملفات، وأن تقوم بالخروج من كل حساباتكم عليهما، وتجربة الدخول بعد إتمام عملية المحو للتأكد من خلو الجهاز أو استعادة البيانات مرة أخرى.
سيظل الابتزاز الإليكترونى مصيدة يقع فيها الضعفاء قليلو الخبرة، فلا بد أن تنتبهوا جميعا من هذا الخطأ، وأن تحافظوا على أنفسكم، فالجرائم الإليكترونية فى تطور مستمر، لذا نطالب الدولة بحماية أطفالنا وشبابنا من الوقوع فى تلك المصيدة، وتغليظ عقوبة مرتكبى تلك الجرائم.
وعلى الأهل أن تحتوى أبنائهم، وتقدم لهم كل الدعم وقت وقوعهم فى حبال تلك المصيدة، فقد رأينا كم من حالة انتحار لفتيات تعرضن فيها للابتزاز، ولم يستطعن مواجهة أسرهن.
فعلى كل أب وكل أم أن تعي جيدا خطوة تلك الجرائم، وتساند وتنصح أبنائهم، وأن يكونوا أصدقاء وقريبين منهم لحمايتهم وقت الخطر.
وأتمنى أن تكون وزارة الداخلية والتي أعلم مدى ما تقدمه لحماية أمن الوطن داخليا، على قدر الحدث والتعامل مع شكوى أي مواطن وتسانده نفسيا، فالموقف الذى حدث وسردناه سابقا كان يستدعي ذلك، والذين عهدناهم دوما في خدمة الشعب، ونحن نقدم لهم كل الدعم والمساندة.

تابع مواقعنا