خالد منتصر: أنتظر ردا عنيفا من الجماعة الإسلامية على شهادتي عنهم في سيرتي الذاتية | حوار
خالد منتصر في حوار لـ القاهرة 24 حول سيرته الذاتية خلف خطوط الذاكرة:
- خصصت في الكتاب فصلا عن الجماعة الإسلامية ودعم السادات لهم
- لحظة وفاة أمي أصعب ما جاء في الكتاب
- أسقطت من سيرتي الخاص جدا الذي لا علاقة له بملامح سيرة الوطن أو الجيل الذي أنتمي إليه
ينتظر الدكتور خالد منتصر صدور سيرته الذاتية تحت عنوان خلف خطوط الذاكرة، ولأنه خالد منتصر صاحب الفكر المختلف والمغرد خارج السرب بأفكاره، النابعة عن قناعاته الذاتية، دون أن يتقيد بتيارات اليمين أو اليسار، فمن المتوقع أن تكون سيرته الذاتية ساخنة ومثيرة، خاصة أنها سيرة تحمل الكثير من ذاكرة الوطن والتحولات التي عاصرها، وكان شاهدا عليها بل ومشاركا فيها أحيانا، لذلك هو يعتبر الكتاب سيرة وطن أكثر من كونه سيرة ذاتية.
مما يرصده الدكتور خالد منتصر في الكتاب لحظات التحول المفصلية في تاريخ مصر، ومنها ميلاد الجماعة الإسلامية، وصعودها ودور نظام السادات في تدعيم ركائز تلك الجماعة.. إلخ، لذلك يتنبأ خالد منتصر بأن يكون رد الجماعة الإسلامية على كتاب حفل خطوط الذاكرة وقحا وعنيفا.
وفي هذا الحوار كشف لنا الدكتور خالد منتصر عن ملامح الكتاب وردود الفعل المتوقعة عليه.. وإلى نص الحوار..
أليس الوقت مبكرا على كتابة الدكتور خالد منتصر سيرته الذاتية؟
السيرة الذاتية ليست سيرة معاش أو أعتاب كهولة أو بدايات شيخوخة، ولكنها لقطة زووم على فترات حياة كانت فيها تحولات وانعطافات وفترات فاصلة ما بين عهد يغرب وآخر يشرق، والأهم أن تكتبها والذاكرة ما زالت بخير لم يصبها الوهن بعد، إذن هناك ما يُسجَل، وهناك ما يسجِل، ولا بد أن يكون الاثنان في حالة حيوية، وأنا من جيل حجم التغيرات والانهزامات والانكسارات في حياته ضخمة ورهيبة وكان لا بد أن تسجل، فالسيرة هي ليست سيرتي الذاتية بل هي بالأهم والأصل سيرة الوطن الذي يبحث عن هوية، الوطن الذي عاشت فيه تلك الذات التي تبحث عن نفسها.
لماذا يكتب الدكتور خالد منتصر سيرته الذاتية؟ وما الذي تضيفه السيرة الذاتية للدكتور خالد منتصر إلى القارئ؟
أنا لست جيفارا أو كازنتزاكس أو سارتر، عشت حياتي بالطول والعرض والعمق مسافرًا عبر أحراش، أحارب الرأسمالية الاستعمارية أو على جزيرة يونانية تموج بالصراعات أو على مقاهي باريس، أواجه العالم بفلسفتي الوجودية برفقة سيمون دي بوفوار، أنا إنسان مصري عادي ابن طبقة متوسطة لأب هاجر من دمياط إلى القاهرة وعاش حياته موظفًا ملتزمًا ومواطنًا صالحًا بمقاييس الصلاح في هذا المجتمع، عاش طفولته في قاع بئر هزيمة يونيو 67 الذي بلا قرار، وعاش مراهقًا عبور 73 بعد الاستنزاف، ثم عاش شابًّا ولادة الجماعة الإسلامية لايف، وتشكل جنينها الذي تحول إلى تنين، عاش التحول من الاشتراكية والتأميم إلى الانفتاح والتعويم، هذا الجيل وجدت أن سيرته آن الأوان أن تكتب قبل أن أنسى تفاصيلها.
ما الذي يشير إليه عنوان الكتاب خلف خطوط الذاكرة؟ وكيف جاء اختيار هذا العنوان؟
تفسير العنوان جاء في مقدمة الكتاب، فأنا وأنت وهو ونحن لسنا أجسادًا فقط، لكننا ما تبقى من فتات، ذاكرتنا، ما سقط قد سقط، وما تبقى أصبح أنت،لذلك الذاكرة عدو إذا تركتها تتلاشى بدون تسجيل ورسم بورتريه لك، لذلك لا بد أن تقف خلف خطوط هذا العدو وتسقط مظلاتك وتكتب وتحتل مساحات، وتصرخ صرخة وليد يستقبله العالم لأول مرة.
ما الذي تتضمنه السيرة الذاتية للدكتور خالد منتصر حول التيارات الإسلامية؟
من أهم فصول الكتاب الفصل الذي يدور حول ولادة الجماعة الإسلامية في كلية كانت تضم القيادات المؤثرة، رصد البدايات، ظهور الحجاب، كيفية التسلط والسيطرة، منع الحفلات، نشر ثقافة الموت والتجهم والخوف، دور نظام السادات في تدعيم ركائز تلك الجماعة..الخ.
كيف تتوقع استقبال الكتاب ما بين التيار المحب لخالد منتصر والتيارات الإسلامية؟
بالطبع أتوقع ردود فعل عنيفة وقاسية وغالبًا وقحة من الجماعات الاسلامية حول شهادتي على تلك الفترة، أما الشباب فستكون تلك وثيقة مهمة تفسر لهم لماذا ولد هذا التيار الفاشي في تلك الفترة بالذات.
أين يتوقف الجزء الأول من السيرة الذاتية للدكتور خالد منتصر.. ومتى يكون الجزء الثاني؟
الجزء الأول يتوقف بعد سنة التكليف التي قضيتها في احدى قرى الجيزة وقبل ارتباطي وزواجي.
أما متى الجزء الثاني فهذا في علم الغيب، لأنني من الممكن أن أجد بعد نشر الكتاب ثغرات زمنية لا بد من ملئها والحديث عنها تتناول نفس الفترة.
ما أصعب لحظات حياة الدكتور خالد منتصر التي جاءت في السيرة الذاتية؟
أصعب اللحظات وفاة أمي بعد فترة من جراحة الصمام الميترالي التي كانت في بداياتها، كنت طفلا صغيرا في الصف الثالث الابتدائي، وكانت هي في السادسة والعشرين من عمرها، سيدة رائعة الجمال، أصيبت بروماتزم القلب في طفولتها وترك آثاره وبصماته على قلبها المرهف.
في كتابة السيرة الذاتية لا يمكن على أي حال كتابة كل الأحداث التي مر بها الإنسان لكن يعمد الكاتب إلى أحداث بعينها ويسجلها في حين ويسقط أحداثا أخرى لأسباب معينة.. فهل يمكن أن تعطينا لمحة عن الأحداث التي أسقطتها من سيرتك الذاتية؟
أسقطت الخاص جدًا الذي لا علاقة له بملامح سيرة الوطن أو الجيل الذي أنتمي إليه.
نريد أن نطالع القارئ بفقرة أو جزء من سيرتك الذاتية.
هذا اقتباس من الفصل الخاص بوفاة أمي:
رحلت في 1 إبريل 1969، ودعتني سعاد في السادسة والعشرين من عمرها، رحلت أمي فرحل معها الحضن والدفء والأمان والونس، تخيلت أنها كذبة شهر أبريل لكنها للأسف كانت حقيقة كل الشهور وجميع السنين، حقيقة الحياة التي تضن علينا أحيانًا بالبهجة وتمنحنا بكرم بالغ وإغداق سخي الشجن والدمع والألم والفراق، رحلت بعد أيام من تكليف مدرسة العجوزة الابتدائية لي بإلقاء خطاب احتفال عيد الأم، كنت في الصف الثالث الابتدائي، ألقيت الخطاب في حوش المدرسة ثم أجهشت بالبكاء في بروفة جنرال لإحساس غامض رصده رادار الروح.
هل هناك شيء آخر لم نسأل فيه وتود إضافته؟
شكرًا لـ القاهرة 24 بيتي الثاني وكتيبته الشابة الجميلة.