سائلة: ابني بيسرق فلوس والده وبيقولي أنا بكرهكم.. وأمين الفتوى يرد منفعلا
علق الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على سؤال إحدى السائلات تقول أنا عندي ابني متخرج من الجامعة وسلوكه سيئ جدًا، وصعب جدًا، وبيمد إيده على فلوس باباه رغم إنه بيشتغل وأخد مبالغ كبيرة، وعمل زنا، وسايب البيت بقاله شهرين، وبيقول ليه أنا كرهتكم، وعملت ليه تحاليل مخدرات عشان أتأكد إنه كويس ولاقيته مش عنده حاجة، وفي يوم لاقيته جايب شنطة وفيها فلوس ودولارات فبسأله بتاعت مين فبيقولي مش بتاعتي بالرغم من إن أنا وباباه شغالين ومش مخلينه محتاج حاجة، وباباه شغال في منصب كويس، ومش عاوز يدخل الجيش كمان، وهو عنده 26 سنة، أعمل أيه معاه واتصرف معاه إزاي؟
الدلع الزائد يفسد أخلاق الأبناء
وأشار عويضة إلى أن هذا السبب يرجع غالبًا لعدم اهتمام الأهل بأولادهم بل يحرقون أنفسهم على أولادهم؛ بسبب أن الأهل قد يدللون أولادهم بشكل زائد عن حده، وكذلك إعطاء الاهتمام الزائد عن حده، وتابع أمين الفتوى قائلًا: بأن هذا الأمر يجوز إن كان صغيرًا إلى أن يقوى عوده ويشتد إلى أن يعتمد على نفسه، وواصل قائلًا: فالشخص اللي زي ده كان زمانه فتح بيت من زمان؛ أتجوز، وفتح بيت. وعنده أولاد.
وضرب أمين الفتوى خلال تصريحات تلفزيونية مثلًا لشخصية قيادية في سن صغيرة؛ وهي شخصية أسامة بن زيد؛ الذي كان يقود جيشًا بأكمله وهو يبلغ من العمر 16 عاما، وهذا الجيش فيه كبار الصحابة، واستكمل عويضة: فدلوقتي الشخص طويل عريض كده ومتاخدش منه كلمة مفيدة على بعضها؛ وفسر عويضة بأن هذا يحدث بسبب إعطاء الأهل الاهتمام الزائد لأولادهم؛ وتابع عويضة قائلًا: وأنا أرى طالما أخد شنطته، وخرج، وبيشتغل، وقادر على الإنفاق على نفسه فيتركه أهله حتى يعتمد على نفسه، ويتحمل مسؤولية نفسه، واستدرك عويضة، بأن المشكلة هنا هي استنكار هذا الولد لتربية أبوية له، فهذه هي المصيبة؛ فمن الذي أنشأ تربيته، والسبب في تعليمه، وأمه وأبوه اللي سعوا، وشقوا عليه ليكبروه ويوصله إلى إكمال تعليمه؛ فهنا أصبح أبوه، وأمه أعداءً له.
واستنكر عويضة بأن فكيف ستحل البركة في حياة مثل هؤلاء الأشخاص، وكيف ستحل في حياتهم وهم يتنكرون لجميل الأباء للأبناء؛ فكل إنسان ينكر فضل أبيه، وأمه عليه لا يفلح في حياته أبدًا، وإنما تحل البركة للإنسان الذي يطوق رقبته بجميل أبيه، وأمه ويبر والديه، فلا تهتمي لأمره؛ لأن أبنك كبر وقادرًا على أن يفتح بيتًا، ويتزوج، وينجب أولادًا، فما عليكِ سوى الدعاء له بالهداية.