نص كلمة الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالا بانتصارات أكتوبر
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمته في الندوة التثقيفية الـ 38 للقوات المسلحة؛ احتفالا بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة.
وجاء نصها كالتالي:
نص كلمة الرئيس السيسي بالندوة التثقيفية الـ 38 للقوات المسلحة
أتقدم إليكم بخالص التهنئة.. فى الذكرى الخمسين.. لانتصار السادس من أكتوبر عام 1973.. عيـد القـوات المـسلحة.. يوم حولت مصر الجرح وآلامه.. إلى طاقة عمل عظيمة.. عبرت بها الحاجز الذى كان منيعا.. بين الهزيمة والنصر.. وبين الانكسار والكبرياء.. وأزالت بعقول وسواعد أبنائها.. جميع أسوار الحصار واليأس.. لتنطلق.. حاملة مشاعل الأمل والنور.. للشعب المصري.. والأمة العربية.
إن فى هذا النصر الفريد.. ما يستوجب الوقوف أمامه لسنوات، بل لعقود وعقود، للتعلم والتدبر.. قيم عندما حضرت.. حضر النجاح والتفوق: التخطيط العلمي.. المحكم الدقيق.. الذى لا يترك شيئا إلا وتحوط له بما يلزم.. التنسيق المنظم.. الذى يستغل جميع القدرات والإمكانات، فيصـل بأداء المنظومـة إلـى أعلــى درجاتـها.. والتنفيذ المنضبط.. الراقي في أدائه.. والمبهر في نظامه وترتيبه.. والروح الوطنية القتالية.. التي استعانت على التحدي الهائل، بالمخزون الحضاري العميق.. للأمة المصرية.. من القوة والبأس.. والثقة بالذات.. وقبل كل ذلك، وبعده، كان الإيمان بالله.. إيمان الواثقين العارفين.. بأن نصر الله قريب.. يكافئ به المخلصين المجتهدين.. أصحاب القضايا العادلة.
شعب مصر العظيم، إن كل هذه القيم والمبادئ والصفات.. تجسدت في الإنسان المصري.. في قواتكم المسلحة.. الباسلة.. البارة بوطنها.. جيل أكتوبر العظيم.. الذى ارتفعت قامته، فوق ارتفاع المحنة وأثبت مجددا.. أن لمصر، رجالا في كل عصر.. يعرفون قدرها العظيم.. وقادرون دائما.. بإذن الله.. على صون الوطن.. ورفعته.
تحية احترام وتقدير.. من شعب مصر العظيم.. لقواته المسلحة الوفية.. لدورها الوطني المقدر.. في الحرب والسلم لإخلاصها الدائم.. واحترافيتها المتميزة.. واستعدادها.. لجميع التحديات التي تواجـه الوطـن.
وتحية من القلب للزعيم القائد.. محمد أنور السادات.. البطل.. الذى استشهد في نصب السلام.. بعد أن كلل جبينه.. بشرف الحرب من أجل الوطن.. تحية له.. ولشهداء مصر الأبرار.. في حرب أكتوبر الذين ارتوت أرض هذا الوطن العزيز.. بدمائهم الغالية.. وسطروا أسماءهم.. خالدة.. في دواوين الشرف والبطولة.
شعب مصر الكريم، إن سيناء، أمانة غالية في أعناقنا جميعا نحن المصريين.. استعدناها بثمن مرتفع.. وقدمنا من أجلها تضحيات جليلة.. وبات علينا.. واجب تعميرها وتنميتها.. بما يتناسب مع طموحنا العظيم لوطننا.. وهو ما بدأنا فيه بالفعل.. بحجم أعمال لم تشهده من قبل.. فتم إنفاق مئات المليارات من الجنيهات.. وهو إنفاق مهما زاد.. لا يعوضنا قطرة دم من دماء أبنائنا الطاهـرة.. التي سالت فوق هذه الأرض الغالية.. سواء لاستردادها من الاحتلال.. أو تطهيرها من الإرهاب.. وهى الحرب الأخيرة.. التي امتدت أكثر من عشر سنوات كاملة.. وسيأتي اليوم.. الذى نقص فيه بالكامل.. روايتها.. ليعرف الجميع.. أن المصريين عازمون.. على الاحتفاظ بكل ذرة رمال.. في بلادهم.. وتنمية مواردها وتطويرها والانطلاق بمصر.. من خلال بناء مقومات القوة الشاملة.. اقتصاديا وتكنولوجيا وتنمويا.. لتصل مصر بإذن الله.. وفى وقت ليس بالبعيد.. إلى المكانة.. التي يصبو إليها شعبها العظيم.. وتتسق مع تاريخها المجيد.