تحرك برلماني لـ تحسين أجور الخطباء والأئمة
تقدم أحد أعضاء مجلس النواب بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى جبالي رئيس مجلس النواب؛ لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بشأن موقف خطباء المكافأة وتراخي وزارة الأوقاف في إعادة هيكلة وتقنين أوضاعهم.
موقف خطباء المكافأة وتراخي وزارة الأوقاف في إعادة هيكلة وتقنين أوضاعهم
وأفادت المذكرة الإيضاحية لطلب الإحاطة، أن خطباء المنابر تعرضوا لامتهان كبير وتجاهل من جانب وزارة الأوقاف على مدار العشر سنوات الماضية؛ فمأساة هؤلاء الخطباء بدأت مع إعلان وزارة الأوقاف عن مسابقة لاختيار خطباء المكافأة، وهي المسابقة التي تقدم لها عدد كبير من الخطباء الذين خاضوا الاختبارات اللازمة للالتحاق بهذه الوظيفة، وتمت تلك الاختبارات تحت إشراف وزارة الأوقاف وعن طريق كوكبة من كبار العلماء.
وأضافت: بعد أن اجتاز الخطباء تلك الاختبارات، جرى تكليفهم باعتلاء المنابر منذ تاريخ يوليو 2014، وخطبوا في الناس، تحت إشراف مفتشي المتابعة، وحازوا قبول رواد المساجد، وسار الخطباء على خطة وزارة الأوقاف، وأنفذوا سياساتها الهادفة لتجديد الخطاب الديني، وأثبتوا جدارتهم في ذلك، ولم يختلف دورهم عن دور الأئمة المعينين.
وأوضحت المذكرة أن الأوقاف تنكرت لهذا الدور، بمنحهم مقابل زهيد لا يزيد على مبلغ وقدره 140 جنيها شهريًا، دون أن يكفل لهم الحق في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي أو غيرها من المزايا الاجتماعية التي يتمتع بها المكلفون بالخدمة العامة.
واتهم النائب وزارة الأوقاف بترك خطباء المكافأة نهبة لضيق الرزق وعرضتهم للعوز، وهم العلماء الذين من المفترض أن يكونوا في مقدمة الصفوف، ولكن لم تراع الوزارة كونهم عائلين لأسر ويحتاجون للدعم المستمر بما يعينهم على أداء المهمة المكلفين بها.
وأشار إلى أنه مع النضال المستمر لهؤلاء الخطباء فقد اعترفت وزارة الأوقاف بتقصيرها وأبدت في عام 2016 استجابة قاصرة لبعض مطالبات هؤلاء الخطباء، تحت تأثير الضغط النيابي عن طريق المجلس الموقر ولجنة الشئون الدينية حيث تم التوصية والتوجيه بالتنسيق مع وزارة المالية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتوفير ثلاثة آلاف درجة مالية خاصة بخطباء المكافأة وسيكون الإعلان خاص بخطباء المكافأة فقط، وهو ما اشترطت معه وزارة الأوقاف ضرورة خضوع الخطباء المكلفين لمسابقة جديدة، مع أنهم خطبوا طيلة العامين وأفنوا أوقاتهم في سبيل النهوض بالمنابر، وهو الأمر الذي رآه الخطباء نوعًا من الالتفاف على مطالبهم بتحسين وتجويد حياتهم.
60 ألف مسجد لا يوجد لهم خطيب جمعة
وتابع النائب: استمرت المسابقة من عام 2016 حتى عام 2021 لاختيار ثلاثة آلاف خطيب، واقتصر الأمر في النهاية على اختيار عدد قليل من الخطباء، وهو ما أنفذت معه الوزارة سياستها، واستفادت بمزيد من الوقت ضيعته في المسابقات التي أنفقت عليها الملايين تحت بند المكافآت والمصروفات والنفقات الخاصة بالامتحانات، ولم يخلف كل هذا الضجيج طحينا كما يقال في الأمثال.
وأضاف: واستجار الخطباء مرة ثانية بمجلس النواب الذي بذل جهدًا حثيثًا في هذا الصدد عن طريق لجنة الشئون الدينية، فاضطرت الوزارة تحت الضغوط الإعلان عن مسابقة تحت مسمى تحسين مستوى الأحوال المادية لرفع قيمة الراتب 300 جنيه شهريًا ثم تمت زيادتها إلى 400 جنيه شهريًا.
وأكد النائب أن هذه المسابقة لم تستجب الا لمطالب 700 خطيب فقط ممن تم تعيينهم وفقًا لها، مع ترك البقية من آلاف الخطباء نهبة الفقر والعوز، واستمرت استغاثاتهم بالمجلس الموقر، والذي على إثر تدخله المستمر اضطرت وزارة الأوقاف لعمل مسابقة لتقنين وضع الخطباء والتعاقد مع من يجتاز الاختبارات المقررة، وتم التعاقد مع عدد 500 إمام وخطيب بالأوقاف على بند الأجر مقابل العمل وتم الإعلان عن مسابقة أخرى في مارس الماضي لسنة 2022 وتقدم فيها العدد المتبقي من خطباء المكافأة على بند التحسين إلى بند الأجر مقابل العمل، ومع ذلك فلم تهتم الوزارة لإنجاز هذه المسابقة حتى وقتنا الحالي وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام من الإعلان عنها ولا يزال أمرهم معلق حتى الآن.
وطالب بسرعة النظر في أمر توفيق أوضاع خطباء المكافأة والانتهاء من المسابقة المعلن عنها منذ مارس من عام 2022 وتحسين أجور الخطباء والأئمة بتدبير موارد من ريع الأوقاف التي وقفها الواقفون للإنفاق منها على العلم والعلماء وعدم ادخار الوزارة جهدًا في هذا الصدد للإعلاء من شأن الأئمة والخطباء، استكمالًا لسياسة الدولة في تجديد الخطاب الديني وكفالة الحياة الكريمة لمن يباشرون وظيفة الوعي والإرشاد للمجتمع.
كما طالب بالاستعانة بأساتذة العلوم والمواد الشرعية بالمعاهد الأزهرية لتغطية العجز الحاصل في خطباء الجمعة والواعظين بالمساجد والذي بلغ عددها ستون ألف مسجد لا يوجد لهم خطيب جمعة وهو ما يضمن عدم صعود المنابر إلا أصحاب المنهج الوسطي المعتدل من علماء الأزهر الشريف، وذلك كحل مؤقت لحين تدبير علاج وزارة الأوقاف لتقصيرها وتدبير الدرجات المالية للمساجد الخالية من أئمتها في غيبة من قيادات الوزارة.