داعية عن طلب أوردرات وهمية لتضليل دليفري ماكدونالدز: لا يقره الإسلام حتى لو أمدوا الأعداء بالمال
علق الدكتور محمد عمر خليفة، الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، على حملات مقاطعة ماكدونالدز، التي دعا إليها مستخدمو السوشيال، بعد دعمه لـ الاحتلال الصهيوني، وتوفير منتجات غذائية لجنود الاحتلال، وكذلك بعد غلق البعض تليفوناتهم لعدم استقبال الأوردر تكديرا للعمال والشركة وتكبيدهم خسائر.
داعية عن إعطاء عناوين وهمية لتضليل دليفري ماكدونالدز
وقال الداعية الإسلامي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، إن من محاسن الإسلام أنه جعل المسلمين في كل بقاع الأرض إخوة فقيل: «إنما المؤمنون إخوة» وقال ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ومن هذا المنطلق وتأكيدا على هذه الأخوة الوثيقة وقياما ببعض ما توجبه من حقوق لجأ كثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى مقاطعة كثير من المؤسسات التجارية العالمية التي أعلنت تأييدها ودعمها ومساندتها للجيش الصهيوني الغاشم الذي يفتك بأهلنا في فلسطين وهذا أقل حقوقهم علينا أن نقاطع كل من يمدهم بمال أو سلاح أو طعام أو غير ذلك.
وأضاف خليفة: المقاطعة حق مشروع وتأدية لحق الإخوة الإسلامية والعربية، ولكن أود أن أنبه على شيء مهم وهو: إننا كمسلمين في حربنا وسلمنا مأمورين أن نلتزم بتعاليم ديننا وأن نتخلق بأخلاقه ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المقاطعين لمنتجات هذه الشركات والمؤسسات أنهم يطلبون طلبات على عناوين وهمية وهذا خطأ لا يقره الإسلام رغم أنه يمد جيش العدو بالمال وغيره ومما يؤكد على هذا أن هذا الطلب للمنتج بمثابة عهد أو وعد باستلامه وقد نهانا الإسلام عن نقض العهد وإخلاف الوعد حتى مع العدو نفسه وقد حدثت واقعة على عهد النبي ﷺ تبين هذا المعنى يقول سيدنا حذيفة رضي الله عنه: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخَذَنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا، نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم، رواه مسلم.
وتابع الداعية الإسلامي: فعلى الرغم من احتياج النبي ﷺ لحذيفة وأبيه في قتال كفار مكة الذين كانوا يفوقون المسلمين عددا وعدة إلا أنه أمرهما أن يفيا بعهدهما للمشركين وينصرفا إلى المدينة دون قتال معه ﷺ.
وواصل: والأحاديث التي تؤكد هذا المعنى كثيرة منها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا: في غزة من الغزوات، يوصيه في خاصة نفسه بتقوى الله، ويقول: اغزوا باسم الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تقتلوا، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، رواه مسلم، وكذلك قوله ﷺ: ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، رواه الطبراني.
وأشار إلى أن هذا الصنيع لا يضر صاحب المؤسسة وحده بل يلحق الضرر كذلك بالعاملين في مجال توصيل الطلبات حيث يعرضهم لخسائر مالية كبيرة لا تتحملها عنهم هذه الشركات ومثل هذا الصنيع في النهي عنه تعليق المكالمة مع المندوب أو عدم الرد عليه لأن هذا يزيد الضرر عليه.
واختتم: المقاطعة حق مشروع لنا تضامنا مع إخواننا وأهلنا وهي سلاح فعال له نتائج مؤثرة لكن لا بد أن نلتزم في هذا بما يفرضه علينا ديننا من الصدق والوفاء؛ والله تعالى أعلم.
