بعد انتشار تغريدة وائل الإبراشي.. ماذا يحدث لحساباتنا بعد الوفاة وما حكم استخدامها من الورثة؟
انتشرت تغريدة وائل الإبراشي بعد وفاته عبر منصة إكس تويتر سابقًا بسرعة البرق على المنصة، كما تداولها المواطنون على مواقع السوشيال ميديا والبحث عن تغريدة وائل الإبراشي عبر محركات الإنترنت.
وفوجئ المواطنون بـ تغريدة للإعلامي الراحل وائل الإبراشي عبر صفحته الموثقة على منصة إكس تحمل محتواها: “نشب منذ قليل حريق بأحد الفنادق المهجورة بمنطقة الزمالك، والذي يبلغ طوله أكثر 50 طوابق، واندهش نشطاء منصة إكس من أن حساب الراحل وائل الإبراشي من يذيع هذا الخبر، وتساءل الكثير من المواطنين بشأن ما يحدث في حسابات الشخص بعد وفاته، وماحكم استخدامها من قبل الورثة.
وحرصًا من القاهرة 24 على تقديم أخر الأخبار والخدمات والمعلومات التي تهم المتابعين، سنقدم لكم في السطور التالية شروط أو ما يجب على الورثة فعله تجاه حساب المتوفي، كذلك حكم التصرف في حسابات التواصل الاجتماعي بعد وفاة أصحابها.
بعد انتشار تغريدة وائل الإبراشي.. ماذا يحدث لحسابتنا بعد الوفاة؟
توفر جميع منصات السوشيال ميديا الشهيرة كالفيسبوك وإكس وغيرها، إجراءات لتعطيل حساب الشخص بعد وفاته، وعلى سبيل المثال، تقول منصة إكس “تويتر سابقًا” إنه في حالة في حال وفاة أحد مستخدمي تويتر، يمكننا التعامل مع شخص مفوّض بالتصرف نيابة عن الورثة، أو مع شخص موّثَق من أقارب المتوفى من الدرجة الأولى ليتم تعطيل الحساب، ووضعت منصة إكس خطوات لتعطيل حساب المتوفى من قبل ورثته، وهي كالآتي:
- يتم تقديم بطلب لإزالة حساب مستخدم متوفى عن طريق الرابط التالي: هنـــــــــــــــــــا، بالنسبة لمنصة إكس، عن طريق أحد أقاربه من الدرجة الأولى.
- ثم ينتظر المتقدم بريدًا إلكترونيًا من منصة إكس يشمل بعد الإرشادات والمعلومات المطلوبة عن المتوفي، كبطاقة الهوية، وصورة من شهادة الوفاء.
- ونوهت منصة إكس أن هذه الخطوة مهمة لمنع البلاغات المزيفة، وأن معلومات المتوفي في سرية تامة وسيتم إزالتها بعد المراجعة.
- وأخيرً، ذكرت المنصة أنها لا تسح لأي شخص بدخول الحساب بصرف النظر عن علاقته بالشخص المتوفى.
حكم استخدام حسابات التواصل الاجتماعي بعد وفاة أصحابها
ورد لدار الإفتاء الأردنية سؤالًا بشان حكم استخدام حسابات التواصل الاجتماعي بعد وفاة أصحابها، وجاء رد الإفتاء الأردنية كالآتي:
عدم جواز انتحال شخصية الغير مبدأٌ شرعيّ وأخلاقيّ وقانونيّ مقرَّر، فلا يجوز انتحال شخصية المتوفى، أو إلقاء الكلام على لسانه، فإنَّ كلَّ كلام أو فعل يحصل في الواقع ينسب إلى شخص قائله أو فاعله، وهذا الأصل من أصول التكليف، يقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى* وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم: 38-40]، ويقول الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38].
وممّا يجدرُ مراعاته في هذه المسألة سياسةُ الموقع المتبعة عند وفاة صاحب الحساب، فإن كان يسمح بانتقال إدارة الحساب إلى آخرين فلا حرج في ذلك شرعًا، بشرط أن لا يكون بصفةٍ تتضمن انتحال شخصية المتوفّى، وأن لا يستأثر أحد الورثة بإدارة الحساب، خصوصًا إذا كان تصرفه يضرّ بالآخرين، وبشرط الالتزام بالأحكام الشرعية كافةً في إدارة الحساب، ومراعاة الآداب العامة والأخلاق، والإعلان عن وفاة صاحب الحساب الأصلي وأن إدارة الحساب انتقلت إلى غيره.
وأما إن كانت سياسة الموقع لا تسمح بانتقال إدارة الحساب فذلك يحسم الأمر، فلا يجوز الاحتيال للاحتفاظ بالحساب بعد وفاة صاحبه.
الإفتاء: يجوز أن يدير الورثة الحسابات التجارية
وينبغي التفرقة في هذه الأحكام بين الحسابات الشخصية من جهة، والحسابات التجارية ذات القيمة أو التي تملك حقوق تأليف أو ابتكار وتدرّ دخلًا ماليًا أو قابلة للانتفاع الماليّ بمحتواها، فهذه الأخيرة تكون بمثابة الإرث الشرعيّ الذي يؤول إلى الورثة بحسب الحصص الشرعيّة، لأن الاسم التجاريّ حقّ مصونٌ شرعًا، وله قيمة مادية في الاجتهاد الفقهيّ المعاصر، وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي قرارًا برقم 43 (5/ 5) بشأن الحقوق المعنوية، جاء فيه: "أولًا: الاسم التجاري، والعنوان التجاري، والعلامة التجارية، والتأليف والاختراع أو الابتكار، هي حقوق خاصة لأصحابها، أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتمول الناس لها، وهذه الحقوق يعتد بها شرعًا، فلا يجوز الاعتداء عليها.
وعليه؛ فإنّ الإنسان له شخصيته الاعتبارية الخاصة به حال حياته وبعد وفاته، وهذا مبدأ مقرَّر شرعًا وقانونًا، والالتزام به التزامٌ أخلاقيّ نابع من مسؤولية الإنسان تجاه الآخرين، فالأصل أن لا يتصرف أحدٌ في حساب المتوفى على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، ولا يجوز مخالفة هذا الأصل إلا في ظروف محددة ومنضبطة بما لا يخلّ بالأصل المقرّر، وبشرط أن لا يكون في ذلك إضرار بالآخرين. والله تعالى أعلم.
وتجدر الإشارة إلى أن الإعلامي وائل الإبراشي، رحل عن عالمنا يوم 9 يناير عام 2022 عن عمر ناهز 58 عامًا، ومنذ وفاته ويتم إدارة حساب وائل الإبراشي على منصة إكس لنشر متابعات إخبارية للأحداث المحلية والعالمية، ونشر فيديوهات عن الإعلامي الراحل وائل الإبراشي.