لماذا أخر النبي الدين في حديث تنكح المرأة لأربع؟.. أمين الفتوى يجيب
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية السبب الرئيسي في ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الدين كآخر صفة لاختيار المرأة في حال نكاحها؛ وفقًا لما قاله الحديث الشريف: “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
وقال عثمان خلال تصريحات تلفزيونية: أغلب الناس بتتطلع إلى أهل العروسة من ناحية الناس دي هتقدر تساعدني ازاي، وتدفع كام؛ فيفرح اوي مثلًا لو قالو له متجبش حاجة، واحنا هنجيب كل حاجة، أو مثلًا دي وراها ميراث هتورثه، أو دي موظفة كبيرة، أو دي عندها فلوس؛ وذلك لأن نظرة الناس دائمًا مادية، فدائمًا ما ننظر إلى المادة.
وأضاف: الأمر الآخر الذي ننظر إليه؛ هو الهيئة، أو الجمال؛ لذلك انتقل الحديث من ذكر المال إلى مسألة الجمال؛ فهناك من يقدم المال وهذا كثير عند الناس، وهناك من يقدم الجمال وهذا كثيرًا أيضًا عند الناس؛ فقال لمالها، ثم قال لجمالها، ثم قال لحسبها وهذا أمر قليل عما سبقه من الأمرين السابقين؛ ولكن هذا الأمر موجود، وبعض الناس يطلبه؛ فمثلًا لو لم تكن صاحبة نسب، فمن الممكن أن ينفر منها الشخص الذي يتطلع للنسب حتى لو كانت صاحبة دين، أو صاحبة خلق، أو حتى لو كانت متعلمة؛ فإذا كانت أسرة العروس لا توافق أسرته في الحالة الاجتماعية، وحالة الحسب، والنسب، والأصل؛ يرفضها.
وأشار عثمان إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث عدة صفات؛ فيختار المرء منها ما يشاء من هذه الصفات سواء كان لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولنسبها، ثم قال بعد ذلك ولدينها؛ وذلك لأن نظرة الناس للدين غالبًا ما تأتي متأخرة للأسف؛ وكأن هذا الحديث إعجاز نبوي؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم يصف ما يقع في نفوسنا، فنفوس الناس بالفعل تجري على المال، وعلى الجمال، وتجري على الحسب والنسب، طب والدين فين وفين بقى لما يسأل عن الدين؛ فمين اللي بيروح يسأل واحدة دلوقتي ويقولها أنتي بتصلي ولا مبتصليش؛ فأهم حاجة ما دام عجبه الشكل، ومادام عندها فلوس، وحسبها وهكذا.
وأكد أن مسألة الدين قد حكاها النبي عليه الصلاة والسلام متأخرة وصفًا لحالنا مع الاختيار؛ لأننا نترك الدين في آخر الأمر؛ وذكر عويضة مقولة للإمام الماوردي يقول فيها لماذا الدين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله، قال والمرء على دين زوجته؛ فالزوجة هي الخليلة، والصديقة، وهي كل شيء.
واستنكر عثمان: وهو من المنطق أن الزوج لن يتأثر بزوجته؛ إذا كان الرجل يتأثر بصديقه الذي يجلس معه ساعة أو ساعتين، هل لن يتأثر بزوجته اللي طول النهار مع بعض؟ فالإمام الماوردي في كتابه الجميل (آدم الدنيا والدين) يذكر هذا؛ قال والمرء على دين زوجته؛ فإذا كانت هذه الزوجة طيبة جرته إلى كل طيب، وإذا كانت ذات أخلاق رديئة، جرته إلى الحرام، فكم من زوجة أفسدت زوجها، وجرته إلى فعل الحرام، وإلى الرشوة، وإلى المال الحرام، وإلى الوقوع في الخطأ إذًا المرأة الصالحة ميزان المجتمع.