أبو عبيدة يُحيي القضية.. معلومات تُكشف لأول مرة عن الكحلوت كما يزعم الاحتلال
ملثم الوجه، جهور الصوت، حاد العينين، ضخم البنية، لسانه كالمطرقة، مع كل طرقة (كلمة) تخرج من فيه يدب الذعر والهلع وتنتاب الاحتلال حالة من الجنون، بينما يبعث الأمل ويجدد الروح في أهل القضية الفلسطينية وداعميها من غرب الأرض إلى شرقها الصغار قبل الكبار، هكذا استطاع أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، أن يهزهم إسرائيل نفسيًا وإعلاميًا.
الأربعاء 25 أكتوبر المنقضي، وعبر موقع x توتير سابقًا، نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيجاي أدرعي، صورة زعم أنها خاصة بالناطق باسم كتائب القسام، وإنه يدعى حذيفة سمير الكحلوت، معلقًا عليها بقوله: لن يسعفك ومنظمتك القناع والكوفية في إخفاء الضربات التي تتكبدونها وفي مصير من تبقى منكم.
المعلومات حول الاسم المذكور على لسان الجيش الإسرائيلي، والذي سبق وأن روج لها حول هوية أبو عبيدة في عام 2014 بإيعاز من الشاباك، منحسرة في كونه ناطقًا باسم كتائب القسام، وأن كنيته أبو عبيدة، تيمنًا بالصحابي فاتح القدس أبي عبيدة بن الجراح، وهيئته المجهولة التي يظهر متخفيًا فيها، ويحيط حوله الكثير من الغموض، في ظل فضول متزايد لمعرفة معلومات عن هذا الرجل.
بالبحث والتدقيق، ورجوعًا إلى عام 2013، خرجت دراسة من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة، مدون عليها الاسم الذي ادعته إسرائيل وتبنت أنه الناطق باسم الذراع العسكري لحماس، والذي بات رمزًا في الصراع الأخير، وكبدهم كثيرًا في الحرب الإعلامية والنفسية، وكان تخصص الرسالة عن الديانات والصراع الدائر على الأراضي المقدسة، ما بين اليهودية والنصرانية والإسلامية، الرسالة التي خلصت إلى أهمية الجهاد الإسلامي بل تخطى الأمر ذلك، بضرورة التأكيد على تحريم عدم المشاركة في الجهاد.
بعض الشواهد تشير إلى صلة بين الاسم الذي زعمت إسرائيل أنه أبو عبيدة والبحث المنسوب له، فكما بدأ أبو عبيدة خطابه الأول بعد عملية طوفان الأقصى، بدأ حذيفة رسالته، بالآية القرآنية: إن الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين، غير بعض الفصول التي افتتحها بنفس المقدمة التي يتفتح بها أبو عبيدة بياناته.
رفض حل الدولتين والمسلمون هم أصحاب الأرض فقط
حملت الرسالة بين طياتها، العديد من الرسائل التي تأسس لفكر أبو عبيدة، والتي تكشف عن بعضًا من شخصيته الغامضة، ويفك بعض علامات الاستفهام الدائرة حوله، من أهمها من وجهة نظره سقوط وبطلان كل دعاوى الحق الديني والتاريخي لليهود أو النصارى في فلسطين، مشيرًا إلى أنه لا سند لها في دينٍ أو تاريخ، ويوجب على المسلمين وغيرهم الجهاد والقتال حتى يستردّوا أرض فلسطين، وهو رفض للمشروعات المطروحة بحل الدولتين الآن من البعض لحل الصراع.
فلسطين أو الأندلس.. أبو عبيدة يطالب بإعادة تقسيم العالم حال أحقية اليهود في فلسطين
ويرى أبو عبيدة، في النتائج التي خلص لها من بحثه ورسالته، أنه حال التسليم بأن اليهود أصحاب الأرض، فهذا الأمر يوجب تغيير العالم المعاصر، وأنه إذا حق لليهود أرض فلسطين فيحق للمسلمين أرض الأندلس، فعلى حد قوله: لو سلمنا جدلًا بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، فهذا معناه إعادة تقسيم العالم المعاصر بناءً على التاريخ القديم للشعوب والأمم، ووقتها من حق المسلمين التاريخي أن يعودوا إلى إسبانيا؛ لأنهم أقاموا في الماضي دولة الأندلس.
وجوب الجهاد لاسترداد الأراضي المقدسة
في ملخص لأحد الفصول، والتي حملت عنوان وجوب الجهاد لاسترداد الأراضي المقدسة، قال إنه الجهاد من أعظم الأعمال عند الله بعد الإيمان، وهو ذروة الإسلام، وفي تركه المذلة والصغار، فيما رأى أنه في فلسطين فرض عين على أهلها ثم من يلونهم حتى تتحرر كاملة من مغتصبيها.
جريمة وكارثة.. كيف يرى أبو عبيدة الحل السياسي للقضية؟
من وجهة نظر الكحلوت، فإن الحلول السياسية تضيع الأرض والمقدسات، وأن البعد العقائدي هو الذي يجب أن يسيطر على الصراع الدائر في القدس، فهو يرى أن أي سياسي أو دبلوماسي عربي مسلم، وفلسطيني خاصة، لا يعترف بخلفيات هذا الصراع وحقيقته العقائدية هذه، فهو يسير قدمًا إلى تضييع الأرض والمقدسات، وينظر على قواعد الدبلوماسية الحديثة على أنها تسقط في الخيانة وأن أحاديث السياسيين كارثة وجريمة لا يجوز السكوت عنها، بقوله: البعد عن الحقيقة العقائدية للقضية، تسقط الساسة في مستنقع الغدر والخيانة اليهودية والصليبية الغربية.
المثلم الذي أحيا القضية في الأجيال القادمة
من خلال مطالعة الـ600 ورقة التي احتوت على الكتاب، تستطيع أن تكوّن بعض المعلومات عن الشخصية الأكثر غموضًا، والأكثر جماهيرية في الحرب الأخيرة، والذي تربع على قلوب ملايين العرب، والذي أحيا بداخلهم الأمل في تجديد القضية؛ الأمر الذي اعتبره البعض مكسب طوفان الأقصى، وهو ما كان يطمح له الكحلوت في دراسته المشار إليها أعلاه، وهو أنه زرع في الأطفال والنشء أصول القضية، من وجهة نظره فبات الأطفال يلتفون حول الشاشات لمتابعة بيانات “أبو عبيدة” يرددون كلماته يعبرون عن حبهم المبالغ له رغم سنهم الصغيرة، كذلك الفتيات يتغزلن فيه وينتظرون طلته على الشاشة، وبات قدوة كثيرون من الشباب الذين يرددون بعض كلماته.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد في وقت سابق، رفضه للتهجير القسري للفلسطينيين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز بالقاهرة.
وأكد الرئيس السيسي، أن نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعني نقل فكرة المقاومة والقطاع من غزة إلى سيناء.