الصحة الفلسطينية: نرصد انتشارًا للأوبئة واستخدام أسلحة محرمة دوليا.. و5 آلاف جريح لا يتوفر لهم علاج بـ غزة | حوار
استهداف 113 مؤسسة صحية وتدمير 32 سيارة إسعاف
المنظومة الطبية في غزة غير قادرة على تقديم خدماتها
هناك 12 مستشفى قيد العمل حتى الآن
لا يوجد أي مخزون من الأدوية
إذا فقدنا ما تبقى من الوقود ستحل الكارثة
1300 صغير مفقود تحت أنقاض القصف الإسرائيلي
الاحتلال يستخدم أسلحة غير معتادة ومحرمة دوليا
500 مريض سرطان بحاجة ماسة للتحويل للعلاج بالخارج
5 آلاف جريح لا يتوفر لهم علاج في قطاع غزة
تصارع المنظومة الصحية بقطاع غزة الموت، جراء ما ألحقته عمليات القصف الإسرائيلي غير الإنسانية، بالمنشآت الطبية وكوادرها وسيارات الإسعاف، من أضرار حالت دون صول الخدمات الطبية للجرحى ومرضى الأورام، فأصبحت المنظومة بين شقي الرحى، ما بين قصف يبيد الأخضر واليابس أو موت بالبطيء عبر نفاد إمدادات الوقود والماء والمستلزامات الطبية لإغاثة المرضى.
سقوط المنظومة الطبية في أي دولة من العالم يعني كارثة صحية ووبائية دولية؛ غير مقتصرة على نطاق جغرافي محدد، بل تمتد إلى الجوار؛ يترتب عليها انتشار أمراض معدية وتفشيات وبائيات مميتة تطول الطير والدواب، فتحمل أثقاله من مكان لآخر، وهو ما حذرت منه الصحة العالمية.
وكشف الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، لـ القاهرة 24، بشاعة العدوان الإسرائيلية وما يحمله من فساد في الأرض، وإبادة لسكان قطاع غزة بأسلحة محرمة دوليا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، مرددا أوهاما مزعومة؛ ليبرر ما يقوم به من جرائم يعاقب عليها القانون الدولي والإنساني.
وأكد الدكتور أشرف القدرة، انهيار المنظومة الصحة في القطاع، وعدم قادرتها على تقديم خدماتها الطبية لآلاف الجرحى والمرضى، فضلا عن منازعة الكوادر الطبية لإنقاذ ما يمكن إدراكة من الجرحى والمصابين، في ظل نقص التخدير والأدوية والمستلزمات الطبية.
وإلى نص الحوار…
في البداية حدثنا عما آلت إليه المنظومة الصحية في قطاع غزة حاليا جراء العدوان الإسرائيلي؟
الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا مسعورة على المنظومة الصحية في قطاع غزة، بدأها منذ 17 سنة بحصار المنظومة ومنع تدفق 45% من الأدوية الأساسية و32% من المستهلكات الطبية و60% من احتياجات المختبرات وبنوك الدم؛ ما جعل المنظومة هشة تماما في تلبية احتياجات السكان العلاجية، وهو ما يدفعنا شهريا لتحويل 3 آلاف حالة للعلاج بالخارج.
ومع بدء العدوان الأخير، في السابع من أكتوبر الماضي، خنق الاحتلال المنظومة الصحية بقطع الإمدادات الطبية والوقود والكهرباء والماء، ثم بدأ باستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، حيث تم استهداف 113 مؤسسة صحية وإخراج 16 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة؛ بسبب الاستهداف ونفاد الوقود، وقتل 192 كادرا صحيا وتدمير 32 سيارة إسعاف، كل تلك الأعمال تسببت في انهيار المنظومة الطبية، وأصبحت غير قادرة على تقديم خدماتها لآلاف الجرحى والمرضى.
ما تعليقك على ما يسعى الاحتلال لـ ترويجه وتبرير أعماله بوجود أنفاق تحت المستشفيات واستخدامها كدروع بشرية؟
كلام مردود عليه وهو جزء من الحملة المفبركة والقذرة التي يرددها منذ 17 سنة ودحضها كافة المؤسسات الدولية والإغاثية، التي أنشأت المستشفيات وعلى اطلاع وتماس مستمر وحضور دائم للمستشفيات، فضلا عن الوفود الطبية ووسائل الإعلام الدولية العاملة في المستشفيات على مدار الساعة، فلم يستطع حتى اللحظة الخروج بصورة واحدة من المستشفيات عبر طائرات الاستطلاع التي لا تغادر سماء غزة ومستشفياتها.
عجز الاحتلال الواضح جعله يذهب إلى استهداف الأطفال والنساء ومسح أحياء سكنية بكاملها دون تحقيق أي هدف سوى إشباع رغبته الوحشية بالانتقام وارتكاب المجازر، وهذه الحملة القذرة هدفها فقط إعطاء التبرير لنفسه لقصف المنظومة الصحية وارتكاب مزيد من المجازر، وهو على يقين أنه لا دليل واحد لديه على تحصين كذبه.
كم مستشفى لا تزال تعمل بقطاع غزة؟
هناك 6 مستشفيات رئيسية تستقبل حالات الطوارئ، ويوجد 6 مستشفيات أخرى مساندة.
كم من الوقت تكفي الأدوية والمستلزمات الطبية المتوفرة في الوقت الحالي؟
لا يوجد أي مخزون من الأدوية، والمتبقي من الأدوية والمستهلكات الطبية بين يدي الطواقم الطبية محدودة ومستنزفة؛ بسبب كثافة الحالات اليومية وأصبحنا نجري مفاضلة بين الحالات لعدم توفر الإمكانيات الطبية المناسبة بما في ذلك إجراء العمليات الجراحية الخطيرة والمعقدة والولادات القيصرية بلا تخدير.
ما حجم الاستهلاك اليومي؟ وكم من المستلزمات الطبية تحتاجها مستشفيات القطاع حاليا؟
نستخدم في اليوم الواحد خلال العدوان ما كنا نستخدمه خلال شهر كامل في الوضع الاعتيادي، لذا نحتاج لكافة الأدوية والمستهلكات الطبية الخاصة بالطوارئ والعنايات المركزة وأقسام العمليات بكميات كبيرة، فضلا عن احتياجاتنا لوفود طبية متخصصة من كافة التخصصات الجراحية.
كم مستشفى ميداني بحاجة إليها القطاع؟
نحن نرحب بالمستشفيات الميدانية بالتوازي مع تلبية احتياجات المستشفيات من الإمدادات الطبية للطوارئ والوقود، إلى جانب إدخال الوفود الطبية وخروج الجرحى للعلاج خارج قطاع غزة؛ لعدم توافر علاجات داخل قطاع غزة لتلك الحالات، خصوصا أنه تم رصد نوعية جروح وحروق لم تشهدها الطواقم الطبية من قبل.
حدثنا عن وضع الوقود في قطاع غزة بالنسبة للمستشفيات.
الوقود شارف على الانتهاء في المولدات الثانوية؛ لأن المولدات الرئيسية توقفت، نحاول أن نشغلها فقط للخدمات المنقذة للحياة.
هل هناك أطفال ماتت في الحضانات أو الإنعاش نتيجة انقطاع الكهرباء؟ وكم عددهم؟
لم نسجل وفيات بسبب انقطاع الكهرباء حتى اللحظة، لكن إذا فقدنا ما تبقى من الوقود ستحل الكارثة؛ لأن حياة كل هؤلاء مرتبطة بأجهزة دعم الحياة، التي تعمل على الكهرباء لحظة بلحظة.
كم يقدر ماليا حجم الخراب الذي ألحقه الاحتلال بالمنظومة الصحية؟
تم حصر المؤسسات والإسعافات ولكن لم يتم تقيمها ماليا وهذا يتم بعد انتهاء الحرب.
إلى أي مدى تأثر قطاع مكافحة العدوى بالمستشفيات التي تعمل بالوقت الحالي نتيجة الحصار والقصف؟
بعد دخول العدوان شهره الثاني، لا يوجد ولا يتوفر أي إمكانية لمكافحة العدوى؛ بسبب النزوح الهائل في المستشفيات، فأصبحت المنظومة الصحية عاجزة عن تقديم خدمة صحية بمفهومها السليم للجرحى؛ نتيجة انهيارها وعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة.
فضلا عن فقد المنظومة الطبية 70% من كوادرها؛ إما نتيجة الاستهداف والقتل والاصابة، وإما بالتشريد من أماكن سكنهم ومنع وصولهم للمستشفيات والمراكز الصحية أو لازالوا مع عائلاتهم تحت الأنقاض أو فقدوا عوائلهم أو أبنائهم وزوجاتهم.
هل هناك أمراض متوقع ظهورها على المرضى والجرحى نتيجة تراجع مكافحة العدوى في المستشفيات؟ وما هي؟
نحن نتحدث عن أمراض معدية وجلدية وفيروسية تنفسية وجدري مائي انتشرت بين النازحين؛ ما يشكل خطرا على صحة الجرحى والمرضى داخل الأقسام وخاصة حالات الجروح الغائرة والحروق وذوي المناعة الضعيفة من الأطفال والنساء ومرضى الكلى والعنايات المركزة والسرطان.
هناك تحذيرات أممية من ظهور أمراض وبائية بين سكان القطاع.. فهل تم رصد أي من تلك الحالات؟
يوجد ما يزيد على مليون ونصف نازح للمستشفيات والمدارس في وضع معيشي يفتقر لأبسط المقومات الحياتية، ويعاني من شح المياه مما يتسبب بانعدام النظافة الشخصية، بما يشكل خطورة صحية وبيئية للنازحين والمجتمع.
وبدأت الطواقم الطبية المختصة ترصد انتشار للأوبئة وآلاف المصابين بالأمراض المعدية والجلدية والجدري المائي والأنفلونزا والإسهال والسعال الشديد.
هل هناك حالات إصابة بالكوليرا؟
لم نبلغ بذلك ولكن لا نستبعد وجودها؛ لعدم توفر سبل الحياة بين النازحين.
كم يقدر عدد الشهداء تحت الأنقاض؟
لدينا بلاغات عن 2350 مفقودا تحت الأنقاض منهم 1300 طفل.
هل يستخدم جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليا؟
الاحتلال يتعمد قصف الأحياء السكنية وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها وبالتالي الإصابات الناجية تكون شديدة الخطورة بجروح غائرة وبتر في الأطراف وحروق شديدة وتشوهات كبيرة وإذابة في الجلد، وهذا ما لم تعهده الطواقم الطبية من قبل وهذا يدلل على استخدام الاحتلال لأسلحة غير معتادة ومحرمة دوليا، كالفسفور الأبيض وقنابل تدميرية حارقة.
كم حالة بحاجة إلى الخروج للعلاج في مصر أو الدول العربية؟
نحن نتحدث عن قرابة 5 آلاف جريح بحالة حرجة ومعقدة وخطيرة لا يتوفر لهم علاج في قطاع غزة، وبحاجة ماسة إلى التحويل والعلاج خارج القطاع، فضلا عن استشهاد عدد من الحالات كانت بحاجة ماسة للخروج، وعدد من تمكنوا من الخروج للعلاج في مصر بمرافقيهم عشرات فقط.
كم مريض أورام يحتاج إلى العلاج العاجل؟
لدينا 500 مريض سرطان بحاجة ماسة للتحويل للعلاج بالخارج.
هل هناك عدد من المصابين تم التوافق عليهم مع السلطات الصحية المصرية لنقلهم وعلاجهم؟
يوجد تنسيق مستمر مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية لنقل الجرحى للمستشفيات المصرية وهي خطوة إيجابية وتحتاج إلى تكثيف الجهود؛ لخروج مئات الحالات دفعة واحدة بشكل عاجل للمستشفيات المصرية والعربية والدولية.
ما المعايير التي تحدد عليها اختيار تلك الحالة للتحويل إلى مصر دون غيرها؟
الحالات التي نحتاج تحويلها هي الحرجة والخطيرة والمعقدة، التي لا يتوفر لها علاج بغزة ويتم إرسال كشوفات بهم ومراجعتها مع الأشقاء بجمهورية مصر العربية.