ما هو الجاثوم في الإسلام
ما هو الجاثوم شلل النوم؟.. أسبابه وعلاجه وعلاقته بالجن
ما هو الجاثوم شلل النوم، سؤال حيّر الملايين حول العالم منذ عقود، نظرًا للغموض الذي حام حوله واختلاف أعراضه من شخص إلى آخر، حسب طبيعة البيئة المحيطة والأحداث التي يعيشها الإنسان قبل تعرضه لهذه الحالة المعروفة علميًا باسم شلل النوم ويشعر فيها الشخص بالوعي ولكن لا يستطيع الحركة أو الكلام، وغالبًا ما يصاحبها هلوسة مزعجة وإحساس بالاختناق، الأمر الذي يدفع الملايين إلى معرفة ما هو الجاثوم شلل النوم؟
ما هو الجاثوم
الجاثوم هو حالة طبية شائعة نسبيًا، تُعرف علميًا باسم شلل النوم (Sleep Paralysis)، ويشعر فيها الشخص بالوعي ويصاب في الوقت نفسه بعجز مؤقت عن الحركة يحدث مباشرة بعد النوم أو الاستيقاظ، بينما يظل بكامل وعيه خلال نوبة الجاثوم، التي لا تخلو عادة من الهلوسة المزعجة والإحساس بالاختناق، وفق ما ذكرت مؤسسة النوم.
وخلال نوبة الجاثوم "شلل النوم" يشعر الشخص بالوعي ولكن يفقد القدرة على الحركة أو الكلام، مع احتمالية إصابته بهلوسة مزعجة، مثل رؤية أو سماع أشخاص أو أشياء غير موجودة، إلى جانب الإحساس بالضياع، وتصور أشخاص أو حيوانات تهاجمه وتكتم نفسه، مع الإحساس بالقلق والخوف الشديد.
وعلى مدى القرون الماضية، اعتقد الناس أنّ الجاثوم "شلل النوم" مسّ شيطاني أو جن يتلبس الشخص، استنادًا إلى المعتقدات السائدة في العديد من الحضارات القديمة، فالجاثوم موضوع إحدى اللوحات التي رسمها الفنان الأنجلوسويسري هنري فوسيلي، وأصبحت ذات شهرة عالمية امتدت لقرون من الزمن، بعدما رسمها في العام 1781 وعرضها في المتاحف العامة والمعارض الثقافية في العام 1782، ونالت شهرة عالمية لدرجة أنّ فوسيلي رسم 3 لوحات أخرى تدور كلها حول نفس الفكرة في محاولة لحصد نجاحات جديدة.
لوحة الجاثوم شلل النوم
لوحة الجاثوم شلل النوم تجسد امرأة غارقة في نوم ليس عميقًا بينما يداها تبدو مكبلة ومتدلية، وفوق صدرها يجثم كائن قبيح الشكل "الجاثوم"، وقد تمّ ذكره في مرات عديدة بالأساطير الشعبية بأنه مسبب الكوابيس ويشلّ حركة الشخص النائم فلا يستطيع الحركة أو الكلام مهما حاول الصراخ.
الجاثوم في الإسلام
وحول الجاثوم في الإسلام كشف الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف أن بعض الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة يدعون أنه جني يجثم على صدورهم فلا يستطيعون أن يستيقظوا من النوم وربما أدى لقتلهم.
وأوضح أبو اليزيد سلامة، في تصريحات صحفية سابقة أنه بعد الرجوع إلى معاجم اللغة العربية تبين أن الكلمة لها معنى آخر فقد جاء في لسان العرب ( 12 / 83 ) أن الجاثوم يعني الكابوس الذي يجثم على الإنسان، فالمراد هنا الكابوس الذي يرد إلى الإنسان في أحلامه فيستيقظ وهو مكتئب وقلبه مليء بالهموم ومختنق الروح ويشعر بالألم النفسي.
وبين الباحث الشرعي أنه لا يوجد في السيرة النبوية أو القرآن الكريم دليلا على وجود علاقة ما بين الجاثوم والجن والشياطين، ولكن يجب على العبد أنّ يقرأ قبل النوم سورة الإخلاص، والمعوذتين، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيات الأخيرة من آل عمران، ويس، والملك، وذلك للوقاية من أي اضطرابات قد تحدث أثناء النوم.
وحول الجاثوم في الإسلام لم يعرف من العلماء لكن اللوحات والأساطير في الديانات الأخرى التي حاولت الوصول إلى تجسيد حقيقي لمعنى الجاثوم، رسمت صورة نمطية عن هذه الحالة الطبيعية ورغم ذلك فإن جميع تلك المعتقدات خاطئة فالجاثوم عبارة عن حالة فيزيولوجية تُفسر لها تفسيراتها العلمية التي ليس من بينها المس الشيطاني أو التلبس من الجن، وهو ما أكده الكثير من العلماء وفقهاء الدين الإسلامي.
الجاثوم في المنام
الجاثوم في المنام حالة طبيعية تحدث لحوالي 36% من البشر على وجه الأرض، ويعتبر العرض الأساسي لها هو الضعف أو عدم القدرة على التحكم في الجسم والأعضاء، وذلك يحدث بعد وقت قصير من النوم، وخلال هذه العملية يشعر الإنسان بالاستيقاظ وهو على دراية بفقدان السيطرة على العضلات والأعضاء المختلفة بينمًا عقله يظل حاضرًا.
توصلت الدراسات إلى أنّ نحو 75% من نوبات شلل النوم تحتوي على هلوسات تختلف عن الأحلام المعتادة، وتنقسم الهلوسة أثناء شلل النوم في مجملها إلى 3 فئات تتلخص في الآتي:
- الشعور بهلوسة تنطوي على تصور وجود شخص خطير أو وجوده في الغرفة.
- الشعور بهلوسة ضغط الصدر، وتُعرف أيضا بهلوسة الحضانة، والتي يمكن أن تحرض على الشعور بالاختناق.
- الإحساس بهلوسات المحرك الدهليزي (Vestibular-motor VM)، وتشمل الشعور بالحركة (مثل الطيران) أو الإحساس بالخروج من الجسم.
مدة نوبة الجاثوم شلل النوم
مدة نوبات الجاثوم شلل النوم تتراوح بين بضع ثوانٍ و20 دقيقة، وعادةً ما تستمر لمدة 6 أو 7 دقائق. وفي معظم الحالات، تنتهي النوبات تلقائيًا، ولكن في بعض الأحيان يمكن إيقافها بلمسة أو صوت شخص آخر، أو ببذل جهد كبير للتغلب على الوهن.
أعراض الجاثوم
حدد العلماء أعراض الجاثوم أو شلل النوم، من خلال فقدان الشخص السيطرة على عضلاته لفترة والتي تعرف علميًا باسم أتونيا (Atonia) وتحدث بعد النوم مباشرة أو الاستيقاظ. وبالإضافة إلى الوهن، إلى جانب المعاناة من الهلوسة أثناء نوبات شلل النوم.
ويعتبر شلل النوم أحد أنواع "الباراسومنيا" (Parasomnia)، وهي عبارة عن سلوكيات غير طبيعية تحدث في أثناء النوم، بما فيها حركة العين السريعة، كما يعتقد الباحثون أن شلل النوم ينطوي على حالة مختلطة من الوعي تمتزج فيها يقظة العقل والعينين ونوم باقي الأعضاء.
أسباب الجاثوم
لا تزال أسباب الجاثوم غير معروفة تمامًا، ولكن يعتقد الأطباء أن لها علاقة بتغيرات في مراحل النوم، حيث يحدث الجاثوم عادة أثناء انتقال الشخص من مرحلة النوم REM إلى مرحلة اليقظة.
خطر الجاثوم
تشمل عوامل خطر الإصابة بالجاثوم ما يلي:
- التعب الشديد.
- قلة النوم.
- التوتر والقلق.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- بعض الحالات الطبية، مثل متلازمة انقطاع النفس النومي أو اضطرابات النوم الأخرى.
علاج الجاثوم
علاج الجاثوم لم يتوصل إليه العلم حتى الآن بشكل كامل، لأنه حالة طبية شائعة نسبيًا، وعادة ما تكون غير ضارة ولا تسبب أي مشاكل صحية طويلة المدى. ومع ذلك، يمكن أن تكون الأعراض المصاحبة للجاثوم مزعجة للغاية، وقد تؤدي إلى القلق والخوف الشديد، لكن على كل حال يمكن علاج الأعراض من خلال ما يلي:
الحصول على قسط كافٍ من النوم.
يعد الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا مهمًا لتحسين جودة النوم بشكل عام، وقد يساعد ذلك في تقليل خطر الإصابة بالجاثوم.
تجنب التوتر والقلق.
يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم نوبات الجاثوم، لذلك من المهم تجنب هذه العوامل قدر الإمكان.
تجنب تعاطي المخدرات أو الكحول.
يمكن أن تزيد المخدرات والكحول من خطر الإصابة بالجاثوم، لذلك من المهم تجنب تعاطيها قبل النوم.
العلاج السلوكي المعرفي.
يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعليم الشخص كيفية إدارة القلق وتحسين جودة النوم، وقد يساعد ذلك في تقليل خطر الإصابة بالجاثوم
علاج الجاثوم بالأدوية
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب دواءً لمساعدة الشخص على تقليل تكرار نوبات الجاثوم. تشمل الأدوية التي قد تستخدم في علاج الجاثوم ما يلي:
- مضادات الاكتئاب.
قد تساعد مضادات الاكتئاب في تقليل القلق، مما قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالجاثوم.
- مرخيات العضلات.
قد تساعد مرخيات العضلات في تقليل شد العضلات، مما قد يساعد في تقليل حدة نوبات الجاثوم.
- أدوية اضطرابات النوم الأخرى.
قد تساعد أدوية اضطرابات النوم الأخرى، مثل المنومات أو مثبطات مستقبلات الهيستامين، في تقليل حدة نوبات الجاثوم.
- نصائح للوقاية من الجاثوم:
بالإضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الجاثوم، مثل:
- اتباع جدول نوم منتظم.
يساعد اتباع جدول نوم منتظم على تنظيم دورة النوم، مما قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالجاثوم.
- خلق بيئة نوم هادئة ومظلمة ومريحة.
يساعد خلق بيئة نوم هادئة ومظلمة ومريحة على تعزيز النوم المريح، مما قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالجاثوم.
- تجنب الكافيين والكحول قبل النوم.
يمكن أن يؤدي الكافيين والكحول إلى صعوبة النوم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالجاثوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس قبل وقت النوم مباشرة.
يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين جودة النوم بشكل عام، ولكن من المهم تجنب ممارسة الرياضة بانتظام قبل
وقت النوم مباشرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة النوم.
إذا كنت تعاني من نوبات الجاثوم، فمن المهم استشارة الطبيب لمناقشة العلاج المناسب لك.