ما هو صوت الرعد؟.. له 5 أسماء وينتج عن البرق ولهذا السبب نخاف منه

لا يعلم كثيرون ما هو صوت الرعد وكيف ينتج، وما يعلمونه جيدًا هو قوته وشدته لدرجة أن النائم قد يستيقظ فزعًا بسببه، ويصنف على أنه أقوى صوت على الإطلاق ويخترق حاجز الصوت رغم بعد المسافة بين الأرض والسماء، كما يتفاوت ما بين الشدة والضعف، فما تفسير صوت الرعد، وهل هو ملك، وهل يرتبط بالبرق، وما موقف الإسلام من ذلك، وما اسم الصوت الصادر عن الرعد في اللغة العربية؟، هذا ما نناقشه عبر القاهرة 24. 

ما هو صوت الرعد؟

يشرح العلم ما هو صوت الرعد، إذ يعد الرعد تابعا للبرق، ويتكون صوته الحاد في مسار ضوء البرق وتسخينه، والتفسير العلمي لصوت الرعد يعود إلى تفسيرات متعددة كما يلي:

• يسببه خلخلة الهواء وتوزع شحنات الكهرباء الموجبة والسالبة في السحب الناشئة عن دوران البرد.
• ينشأ عن اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه.
• ينتج صوت الرعد من اصطدام الغيوم ببعضها البعض، فيحدث تفريغ كهربائي تنتج عنه حرارة عالية، هذه الحرارة تعمل على تسخين الهواء المحيط بالغيوم، مما يؤدي إلى تمدد الهواء وإنتاج موجات صوتية.
• عندما يضرب البرق الأرض، يحدث تفريغ كهربائي مماثل، ينتج عنه حرارة عالية وصوت الرعد.

ويعتبر صوت الرعد من أقوى أصوات الطبيعة، حيث يمكن أن يصل إلى 120 ديسيبل، وهو ما يعادل صوت القطار السريع، ويكون صوت الرعد قصيرًا وحادًا وعنيفا وفي البداية يكون الصوت قصيرًا وخافتًا، ثم يشتد قليلا ليبدو كفرقعة، يتبعها دحرجة شديدة مطولة تتباين في القوة بين الارتفاع والانخفاض في صوت واحد.

ما هو صوت الرعد في الإسلام؟

ما هو صوت الرعد في الإسلام؟، هذا السؤال يراود الكثيرون ممن يرغبون في معرفة الموقف الديني من الرعد، وقد ذكر القرآن الكريم الرعد في سورة كاملة نزلت باسمه، حيث يقول المولى عز وجل "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ".

وفي الإسلام يفسر صوت الرعد على أنه أحد 3 أمور وهي:

1 - إنذار من عذاب الله

قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الرعد قد يكون إنذارًا للبشر ويجب عليهم أن يخافوا عند سماع الرعد ورؤية البرق، ومن يرى ذلك عليه أن يستغفر ربه، ويسأله العافية من أهوال يوم القيامة ورفع الغضب والعذاب ونحو ذلك.

وفي تفسير ابن كثير، ورد أنه في بعض الأخبار يقول الله تعالى: لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد.

ونشرت دار الإفتاء المصرية منشورا على فيس بوك قالت فيه إنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "كانَ إذا رأى سحابًا مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِِّبًا نافعًا مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ".

2- رحمة من الله

قال الدكتور عبدالعزيز النجار، أحد علماء الأزهر الشريف، إن صوت الرعد قد يكون رحمة من الله، لأن الصوت في الحقيقة يكون أقوى من ذلك، ومن رحمة الله تعالى للبشر أنه يصل أقل من قوته الحقيقية، شدة صوت الرعد يعتبر ذلك رحمة من الله، حيث من المفترض أن يكون الصوت أقوى من ذلك بكثير.

3- تسبيح ملك موكل

كما ورد في الآية الكريمة "يسبح الرعد باسمه"، فقد ذهب المفسرون إلى أن الرعد هو صوت الملك الموكل بالسحاب وهو يسبح الله تعالى باسمه المقدس ويتبعه ملائكة السماء بالتسبيح فينزل المطر.

واستشهد النجار بما ورد عن السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عصفت الريح، قال "اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".

هل صوت الرعد هو صوت الملائكة؟

ومازال السؤال الأهم هو هل صوت الرعد هو صوت الملائكة؟، وفي ذلك يقول ابن كثير في تفسيره أن أكثر المفسرين يذهبون إلى أن الرعد هو اسم الملك الموكل بالسحاب، وصوت الرعد هو تسبيحه لله، وقال ابن عباس: "من سمع صوت الرعد فقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير، فإن أصابته صاعقة فعلي ديته". 

وكان الصحابة يعظمون البرق والرعد ويعتبرونهما من إنذار المولى عز وجل فيهرعون إلى الدعاء، فقد ورد عن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ويقول: إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد".

وجاء عن ابن عباس قوله بأن "الرعد ملك موكل بالسحاب يصرفه إلى حيث يؤمر، وأن بحور الماء في نقرة إبهامه، وأنه يسبح الله تعالى، فإذا سبح لا يبقى ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح فعندها ينزل القطر" أي المطر.

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بذلك في رواية وردت في مسند أحمد عن ابن عباس حيث روى أنه "أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ؛ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا صَدَقْتَ".

ويذهب أهل العلم إلى هذا الرأي القائل بأن الرعد هو صوت ملك يزجر السحاب، ويجوز أن يكون زجره لها تسبيحًا، لقول الله تعالى: "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ"، وأوضح ابن تيمية عن بعض السلف أن الرعد هو "اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه، فإن هذا لا يناقض ذلك، لأن الرعد مصدر رعد يرعد رعدًا، وكذلك الراعد يسمى رعدًا، كما يسمى العادل عدلًا، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة". 

ما هو صوت الرعد اسمه؟

ولكن، ما هو صوت الرعد اسمه؟، ففي اللغة العربية تتعدد أسماء صوت الرعد، وقد تحدثت القواميس عن تلك الأسماء واوردتها تحت تصنيف صوت الرعد، ومن تلك الأسماء ما يلي:

• الهَزِيم: ففي قاموس المعاني ورد في تعريف الهَزِيم، "هَزَمَ الرَّعْدُ"، أي سماع صوت الرعد بقوة وشدة، نظرًا لأن كلمة هزم تدل على القوة والشديد، كما أن الفعل تَهَزَّمَ يقال للرعد لوصفه فيقال "تهزم الرعد" أي اشتد.
• دَوَّى.
• زَمْجَرَةُ.
• رَجَسَ.
• الطمام.

من ماذا ينتج صوت الرعد؟

يرغب الجميع في معرفة من ماذا ينتج صوت الرعد؟، حيث يكون الصوت قويًا وواضح أنه يصدر في السماء على ارتفاع كبير، وقد لا يعلم البعض أنه ينتج عن البرق، فأي رعد لابد أن يسبقه برق، حيث تتسبب شحنات الكهرباء الموجبة والسالبة المولدة للبرق في السحب الناشئة عن دوران البرد، في خلخلة الهواء بسبب خلخلة الهواء وتسخينه بشدة وبسرعة، بتتخبط السحب ببعضها وينجم عن ذلك صوت الرعد المتفاوت.

ويقال أن الرعد ناشئًا عن اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء، أو أن صوته ينتج عن التسخين السريع في مسار ضوء البرق حيث يتوسع البرق في الهواء مما يرفع درجة حرارة الهواء بمعدل 5 أضعاف ما هو عليه في سطح الشمس، فينتج صوت الرعد المتدحرج نتيجة فارق التوقيت بين الأصوات البعيدة أو القريبة من البرق أو عندما تتسبب الجبال أو طبقات الهواء أو غيرها من العوائق في ارتداد الأصوات.

ومن الجدير بالذكر أن الصوت يستغرق 5 ثواني فقط للانتقال إلى 1.6 كيلومتر، ما يعني أن صوت الرعد يظهر عقب البرق بخمس ثواني، وعادة يرصد البرق دون سماع صوت الرعد لأنه يحدث على مسافة بعيدة تصل إلى 15-25 كلم.