الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غزة واليوم العالمي للفلسفة

السبت 18/نوفمبر/2023 - 05:49 م

في يوم يتعانق فيه اليوم العالمي للفلسفة مع اليوم العالمي للتسامح، والموافق 16/11/ 2023، تسيطر عليّ مشاعر متصارعة، وأفكار متناقضة، فيما بين: الحب والكراهية، السلام والحرب، الوحدة وتعددية التمييز، مبادئ الفلسفة وأحداث الواقع. فالفلسفة كانت وما زالت فكرا إنسانيا راقيا يتسم بالمنطقية في الدفاع عن اعتقادات الفيلسوف، وهي منهجية علمية من أجل الكشف عن حقائق الواقع وأحداثه المعرفية بموضوعية وحيادية، والفلسفة أيضا هي الحياة بمعانيها العميقة، وصورها الجميلة، وهي منظار يتفوق على كل  المناظير التكنولوجية ويتجاوزها عندما تحاول اكتشاف القيم الإنسانية وإعادة بنائها في القانون والسياسة وكل المجالات البشرية. ففي الحقيقة، تسعى الفلسفة سعيا جادا نحو تحديد وتطوير الطرق اللازمة لتحقيق سعادة البشر دون تمييز، وتسعى أيضا نحو إبداع منهجيات بحثية جديدة لتحقيق التعايش بين مختلف شعوب العالم على أساس من الحوار وقبول الآخر. الأمر الذي يبرر شعور دارسي الفلسفة وباحثيها بالفخر والاعتزاز بأنه ينتمي إلى محبتها للحكمة. في حين، تعكس أحداث العالم إرادة الشر لدى بعض الدول العظمى كما يدعو، وتجسد مشاعر الكره للعرب والمسلمين، وترفع راية الإبادة للشعب الفلسطيني، وتتعاهد على تدعيم سياسة الصهيونية البيضاء في إسرائيل، وتلتزم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لدفع إسرائيل نحو تنفيذ مخططها الصهيوني في الشرق الأوسط. الأمر الذي يفسر شعورنا باليأس والإحباط تجاه فلسفات واتجاهات دولية آورو- أمريكية حالية قد شوهت الواقع الحي عندما خالفت مبادئها النظرية التي تنادي بضرورة تحقيق منظومة القيم من أجل تنفيذ خطة الولايات المتحدة في التنمية المستدامة.

 لذا، أتمنى من باحثي الفلسفة في البلاد العربية والإسلامية تحديد يوم عربي للفلسفة، يوما مغايرا لليوم الأوروبي، لأن الواقع العربي يثبت بالدليل تميز الرؤى العربية وأصالتها الفلسفية شكلا ومضمونا عن غيرها من الفلسفات الغربية  الشكلية العمياء، وسمو الفكر العربي ومشروعاته العملاقة عن ادعاءات الفكر الغربي الأجوف. يجب أن نحتفي نحن العرب بكل مفكر عربي، هو فيلسوف، لأنه يتجاوز بفكره ومنهجيته ادعاءات الذين يسمون أنفسهم فلاسفة الكلمة في العالم، وبخاصة لأننا نلتزم بالصدق والموضوعية في الفكر والعمل، ونسعى دائما نحو فلسفة من التعايش السلمي وقبول الآخر.

 إذن، يجب علينا أن نستمر في دعم الحق الفلسطيني الأصيل باستعادة سيادته على كل أراضيه، ونتكاتف جميعا وراء القيادة المصرية الحكيمة، ونؤيد بإصرار وعزيمة كل قراراتها التي تتصدى لأهداف ومساعي الدول الغربية المدعمة للامتداد الصهيوني.

تابع مواقعنا