أوقفت شيئا ما على مسجد فهل لي من سلطات عليه بعد الوقف؟.. أزهري يوضح
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين نصه: أوقفت شيئا ما على مسجد من المساجد فهل لي من سلطات عليه بعد الوقف؟
أوقفت شيئا ما على مسجد فهل لي من سلطات عليه بعد الوقف؟.. أزهري يوضح
وقال عبر حسابه على موقه التواصل الاجتماعي فيس بوك: لقد فتح ديننا الإسلامي للخير أبوابا كثيرة وأوجد له منافذ عديدة لمن أراد التقرب إلى الله عز وجل ورجا ثواب الله وعطائه وكان همه منصرفا إلى رجاء الله عز وجل وراجيا الفوز بالنعيم المقيم المتمثل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مضيفا: وهذه الأبواب التي فتحها الشرع الحكيم أمام قاصدي الخير والثواب ونيل الأجر من الله عز وجل منها ما يلي:
1- الهبة وهي تمليك الآخر من غير عوض شيئا من المال حال حياة الواهب قال بشأن ذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.
2- ومنها الوصية وهي أن يوصي الشخص بجزء من ماله على ألا يتجاوز ثلث التركة لجهة خيرية عامة أو لأشخاص طبيعيين يقول في ذلك المعصوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: إن الله تصدق لكم عند وفاتكم بثلث أموالكم ليجعلها لكم زيادة في حسناتكم، على أن ملك الموصي لا ينتقل إلى الموصى له إلا بعد وفاة الموصى.
3- ومنها أن يوقف شيئا من ماله ليصرف ريعه على طلبة العلم مثلا أو على الفقراء والمساكين أو على بيت من بيوت الله عز وجل أو على مستشفى من المستشفيات العامة أو يوقف شيئا ينتفع به وليس له عائد وهكذا تتعدد أبواب الخير ومنافذ البر في الإسلام.
وواصل: وبخصوص واقعة السؤال نقول: يا أخانا السائل الذي أوقفت شيئا من مالك على أحد بيوت الله عز وجل لينتفع به رواده لقد انقطعت سلطتك كمالك على الشيء الذي أوقفته وصار أمر تنظيم الانتفاع به إلى اختصاص أمير المكان كإمام المسجد أو لمن يفوضه إمام المسجد، أو لمجلس إدارة المسجد إن كان ثمة مجلس وليس لأي رائد من رواد المسجد أن يستولي عليه أو أن يتحكم فيه بحيث يبيحه من يشاء أو يمنعه عمن يشاء من باب نحن هنا،أ ومن باب إشباع رغبات نفسه المجبولة على التحكم والسيطرة.
وأكمل: ولقد صاغ الفقهاء عبارة ذهبية تعتبر خارطة طريق لأمر تنظيم الوقف بعد وقفه وعلاقة الواقف بهذا الشيء الذي أوقفه فقالوا: الموقوف لا يباع ولا يملك ولا يوهب ولا يورث، مردفا: أي أنه بالوقف انقطعت سلطة المالك عن المال الذي أوقفه فلا يجوز بعد الوقف أن يبيعه غيره أو أن يهبه غيره أو أن يكون محلا للإرث بعد وفاته إلى ورثة الواقف لأن الموقوف بالوقف خرج عن ملك الواقف وانتقل إلى ملك الله عز وجل فإذا كان المالك الواقف ممنوعا من التصرف فيما أوقفه فما بالنا بالأشخاص العاديين الذين يتحكمون في المال الذي أوقفه غيرهم والله ليس هذا لهم، والله أعلم.
