أنتِ استفزتيني بسؤالك.. رد قوي من عالم أزهري على أم تنازلت عن أبنائها
استقبل الدكتور أشرف الفيل، من علماء الأزهر الشريف سؤالا من إحدى المتابعات نصه: كنت عاوزة اتطلق من جوزي الذي لا أطيق العيش معه، فقال لي لن أطلقكِ إلا إذا مضيتي على تنازلك عن الأولاد، فتنازلت ومضيت على هذا التنازل، وأخذوا مني ابني الرضيع، وإلى الآن لا أعرف شيئا عن أولادي فماذا أفعل؟
عالم أزهري عن أم تنازلت عن أبنائها: لا يرضاه شرع ولا قانون
وقال الفيل خلال تصريحات تلفزيونية، إن هناك مسلمات لا يجوز أن نتناقش فيها من الأصل، وهذه المسلمات موضوعة قانونًا وشرعًا؛ فلا يجوز الاتفاق على مخالفة الشرع، ولا يجوز الاتفاق على مخالفة القانون.
وأكد الفيل أن هذا الإمضاء الذي قامت به الأم للتنازل عن أولادها، لا قيمة له من الأصل؛ لأنها قامت بإمضاء عقد مخالف للقانون؛ وبالتالي هذا العقد فاسد؛ ولذلك لا يجوز الاتفاق على شيء مخالف للقانون حتى ولو كان هذا الاتفاق فيه قرية كاملة من الناس.
وأوضح أنه لا يجوز الاتفاق على مخالفة الشرع؛ فهذه قواعد ثابتة في الشرع؛ فلا يوجد شيء اسمه تنازل عن الأولاد، ولا يوجد تنازل للأم بميراثها لأولادها؛ فلا يجوز الاتفاق على مخالفة الشرع، وما فعلته لا قيمة له في الأصل لا في القانون، ولا في الشرع.
واستكمل الفيل بأن: زوجها ما هو إلا شخص جاهل، وضحك عليها، وهي جاهلة، فسهل الأمر بأن يضحك عليها وجعلها تمضي وهكذا، وطالما هي اتجوزته وخلفت منه أولاد؛ فأكيد عارفه بيته، وأصله وفصله، وعيلته وكل حاجة عنه؛ فترجع لأهله، وتبحث عن أخباره عشان تجيب أولادها.
واختتم الفيل قائلًا: أنتي استفزتيني بسؤالك؛ لأن لو كان الأب خطف الأولاد منك، كنا وقتها نرجع نستشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصه: "من فرق بين والدةٍ وولدها فرق الله بينه وبيم أحبته يوم القيامة"؛ فلا يجوز أن نفرق بين الأم والأبن، ولا نفرق بين الأب وأبنه؛ فلا يجوز أن تكون هذه التفرقة بالقوة، والعنف، واستفزني جدًا لما قولتي أنك سبتي ولد بيرضع، فهذه أشياء لا يجوز فيها التنازلات، ولا في أي شرع، وكل ما عليكي فعله أن تذهبي وتبحثي عن أولادك، وتعتذري لهم عن هذا الخطأ الذي قومتي به.
