ضريح شيخ في معبد فرعوني.. قصة مقام ابن دقيق العيد بمعابد الكرنك

يفاجأ الزائر بمعابد الكرنك بالاقصر بوجود مقام بقبة لأحد المشايخ مازال موجودا حتى الآن ولم تتم إزالتة برغم أعمال التطوير على مدار عقود شهدتها المنطقة والمعبد ومحيطة، وكانت فتيات الأقصر المقبلات على الزواج حتى وقت قريب تزورة طلبا للبركة والحياة السعيدة في حياتهم المقبلة، مما يزيد الحيرة ماذا يفعل مقام لشيخ في معبد فرعوني، ولماذا أُبقي عليه حتى الآن.

كأنه مدهون أمس.. مشاهد رائعة من داخل معبد أوبت أم البشرية بالأقصر

مقام وضريح لشيخ بمعابد الكرنك

ويدفع وجود هذا المقام  الغامض الزائر لمعابد الكرنك إلى التساؤل عن سر وجود مقام لشيخ في معبد فرعوني، وعلى الرغم من إزالة  كل شىء في مراحل تطوير معابد الكرنك إلا أنه تم الإبقاء على هذا المقام ولم تتم إزالته.

يجيب على كل هذه التساؤلات الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك قائلا للقاهرة 24:  صاحب الضريح هو الشيخ على بن دقيق العيد بمقامة الموجود في الجنوب الغربي من الواجهة الأمامية لمجموعة معابد الكرنك وهو أحد أبرز الفقهاء والمحدثين  الذين برزوا في عصر المماليك في القرن السابع الهجري.

الإمام ابن دقيق العيد

وأضاف الطيب: عاش الإمام تقي الدين أبو الفتوح محمد بن على بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري الشافعي المالكي في مدينة قوص والتي تبعد عن مدينة الأقصر شمالا 30 كيلو متر، وكانت تعد وقتها مدينة العلم والعلماء لأب وجد علماء مالكيين اشتهروا بالعلم والتقوى ولام عريقة الأسرة والعلم.

وقال الطيب: وسمى الإمام بابن دقيق العيد عندما خرج جدة مطيع على الناس في يوم عيد  بجلباب وعمامة ناصعتي البياض فقال الناس كأنه من شدة بياضة يشبه دقيق العيد ومن يومها وأصبح هذا الاسم يلازمة.

وواصل الطيب: تعرض الامام علي بن دقيق العيد منذ مولده لموقف غريب حيث ولد في عرض البحر أثناء ذهاب أمه وأبيه للحج، فطاف به أبوه حول الكعبة داعيا الله أن يكون ابنا صالحا فاستجاب الله لدعوة أبيه، وكان إماما فقيها محدثا في العلم المالكي والشافعي وله العديد من المؤلفات حتى تولى منصب قاضي القضاة في أواخر أيام حياته.

مشهد رؤية

وأشار الطيب إلى أن الإمام على بن دقيق العيد توفي عام 702 هجرية بعدما ترك العديد من الكتب والمؤلفات والشروحات في شتى علوم الفقهة والحديث، وأبرز مؤلفاته الإلمام الجامع لأحاديث الأحكام في 20 مجلدا، وفي علم الحديث كتاب الاقتراح في معرفة الاصطلاح ودفن بسفح المقطم عند وفاته عام 702 هجرية، لذا يعد المقام الموجود بمعابد الكرنك مشهد رؤية تبركا بالشيخ ولا يوجد به جسده.

حرمة نقل الأولياء

وقال الطيب عن سر وجود المقام والضريح بهذا المكان وعدم إزالتة : أنه في ثلاثينيات القرن الماضي كانت توجد جبانة إسلامية في هذا المكان تم نقلها إلى الجبانة الحالية بالسيد يوسف وأُبقيَ على الضريح لما كان شائعا في ذلك الوقت من حرمة نقل أضرحة الأولياء كما وجد بالضريح عظام بشرية حيث كان الأهالي يدفنون الأطفال الصغار المتوفين أو السقط عند الولادة تبركا.

تتبرك بة الفتيات المقبلات على الزواج

وأضاف الطيب: أن الضريح يتماشى بقدمه  وألوانه مع المكان كما أنه لا يقطع مشهد الرؤية أو الزيارة لمعابد الكرنك لهذا أبقى عليه، ولوقت قصير كانت الفتيات المقبلات على الزواج تأتي لزيارة هذا الضريح تبركا من أجل حياة سعيدة حتى بنيت أسوار معابد الكرنك وحالت بين ذلك.