السينما وأهميتها فى المجتمعات
السينما فن جامع للفنون الإنسانية من العمارة .. والموسيقى .. والرسم .. والنحت .. والشعر .. والرقص، فهو مرآة النفس الإنسانية يحرك ويؤثر ويجذب الأحاسيس والمشاعر بغية الارتقاء بالنفس فكرا وثقافة لتسمو بتطلعاتها وآمالها لتطوير حضارة الإنسانية وإقامة حوار حقيقي بين الثقافات.
فالسينما فن جميل غني بالتجربة الجمالية بما يولد وينتج من الخبرة، فهو أنقى نماذج الفن بما يتمتع من تجارب في متعة الخيال والإثارة وما يثير الإنسان في العالم الخارجي ، وهنا تكمن قيمته فيستحق وصفه بالفن (السابع) لا بتصنيفه الزمني بل بكونه جامع الفنون و رمز الكمال الفني. يعدّ الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحدا من أكثر أنواع الفن شعبية.
ويسميه البعض الفن السابع لأن السينما وأقصد هنا تحديدا صناعة الفيلم السينمائي بغض النظر عن وسيلة العرض أو إليته لعبت قبل الإذاعة والتلفزة وغيرها من أدوات الاتصال، دورا هاما وكبيرا في التواصل بين الأمم، والتعرف على ثقافاتها، لذلك اقترن الاهتمام بصناعة السينما ورقيها بتقدم الأمم، بل كانت الوسيلة الأكثر نجاحاً فى التأثير على الجماهير، من هنا كانت وما زالت السينما هى إحدى الوسائل الأكثر أهمية في تدعيم الدور الذى تريد ان تقوم به اى دولة، ترويجا لقوة هذة الدولة او نمائها، وحتى الإشهار عن صناعاتها، وتعميم لثقافتها.
ان فن السينما قادر على تقديم المعلومات المراد ايصالها الى الجماهير فى قالب مبسط واضح وصريح ومباشر كما انه يمكن تقديم المعلومات المراد ايصالها الى الجماهير فى صورة درامية فكاهية المهم ان نضع السيناريو والحوار البسيط والصريح الذى يخاطب عقول الناس وعواطفهم حتى يتقبلوا المعلومة ولقد كنت من المحظوظين اننى تتلمذت على يد اثنان من اهم الأدباء والمؤلفين اولهم الكاتب الكبير والسينارست البارع الأستاذ فاروق صبرى والثانى هو الأستاذ أحمد خالد توفيق رحمه الله تعلمت منهم ان اهم ما يميز الكاتب هو التعبير عن مشاكل وقضايا مجتمعه ومحاولة طرح حلول لها وعدم الإكتفاء بعرضها فقط حتى وان كانت هذة المشاكل صغيرة جداً وتعلمت منهم ان الكاتب يجب ان يتنبأ بقدر الإمكان بوقوع الأحداث والتحذير من مخاطرها ولقد افادنى كثيراً عملى فى مجال التعليم بالتزامن مع العمل فى المجال الفنى وانا لا ارى هذا تناقضاً ولكننى اراه فائدة كبيرة لأن القاسم المشترك بين مجال التعليم والمجال الفنى هو انهم يقومون بدور عظيم وهو تشكيل وجدان وفكر الشعوب لذلك اتمنى من كل قلبى الإهتمام بفن صناعة السينما وتطويرها حتى ترتقى بفكر وثقافة مجتمعنا.