جنون نتنياهو - الخطر القادم
ما زال نتنياهو يتخبط ويهذي، ويحلم بالنصر المحال في حربة بقطاع غزة، ويعطى وعودًا للإسرائيليين بأنه لن ينتهي من الحرب إلا بالقضاء على حماس، وعودة الرهائن.
نتنياهو يكذب فلم يستطع استعادة رهينة واحدة عن طريق دماره فى القطاع، وإنما عادت بالتفاوض مع حماس وعبر الشركاء الذين استطاعوا خلق هدنة كانت سببًا في دخول المساعدات وعودة ما اتفقوا عليه من رهائن، وكان العالم يأمل في استمرار امتداد الهدنة حتى يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار.
ولكن للأسف الشديد نتنياهو كانت نيتة مبيتة لعودة القتال، مع أن حماس تعهدت باستمرار تبادل الأسرى ومد الهدنة عبر الشركاء المفاوضين، ولكنه ادعى أن حماس خرقت الهدنة، وفي صبيحة يوم الجمعة عاود هجومه برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، مخلفًا الدمار والخراب وشهداء تخطوا 175 شهيدًا بخلاف مئات الجرحى في اليوم الأول لعودة القتال.
هو يريد أن يستمر التهجير إلى أقصى نقاط الجنوب حتى اختراق الحدود، بعد أن دمر الشمال وفرض عليه حزاما ناريا، ورفض عودة المدنيين إلى بيوتهم المدمرة في الشمال وقت الهدنة، فقد نزج أكثر من مليون مواطن من الشمال إلى الجنوب، واعتبروا أنه سيكون أمانًا لهم، لكن للأسف لم يعد هناك مكانًا أمنًا في القطاع، فقد استهدف مخيمات الإيواء والمدارس والمستشفيات التي تكتظ بمن احتموا بها في خسة وندالة تعودنا عليها من الصهاينة.
نتينياهو يعتمد على الدعم الأمريكي، وموقف شريكه بايدن الذي قال إنه مع إسرائيل اليوم وغدا وفي كل وقت، وقدم مساعدات عاجلة بقيمة 14 مليار دولار، غير الدعم اللوجستي من الأسلحة، وحاملات الطائرات والبوراج والغواصة النووية، بل إرسال قوات من المارينز، وبعض القادة العسكريين ليساعدوهم في عملياتهم العسكرية، فبايدن شريك رئيسي في عملية الإبادة الجماعية التي لحقت بالفلسطينين.
سيلاحقهما العار بسبب فشلهم وخسارتهم حتى الآن، فلم تستطع مخابراتهم ولا أجهزتهم التكنولوجية رصد ما حدث يوم السابع من أكتوبر، فقط استطاعت أسلحتهم المحرمة دوليًا قتل الفلسطينين، وسيشهد التاريخ على دنائة أخلاقهم وانتهازيتهم وعدم إنسانيتهم في حربهم الإنتقامية على غزة.
وعلى كل قادة وحكومات العالم المتواطئين في دعم هذا الاحتلال المختل، والذي دمر ومارس كل أنواع الحصار والتجويع وقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ومن استهداف المدارس والمساجد والكنائس ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود، من هدم البيوت على ساكنيها الأمنين، سيظل التاريخ يذكر لهم موقفكم المشين، وستلفظكم شعوبكم الأحرار الذين خرجوا في بلدانكم ينددون بفظائع جرائم الاحتلال وضرباتة الهيستيرية.
أنا لن أطلب من المجتمع الدولي، ولا الأمم المتحدة بكل هيئاتها، ولا مجلس الأمن ولا الجمعيات الحقوقية والإنسانية ولا محكمة العدل الدولية ولا أي منظمة إنسانية أن تتدخل لوقف هذا العدوان بعد أن تخطت جرائمة خيال أي إنسان عاقل، وهم ما زال يشجبون ويدينون.
لن أطلب من الجامعة العربية ولا منظمة العالم الإسلامي التي كان الضرب يتواصل وهم مجتمعين ولم يهتم هذا اليمين المتطرف بكل قراراتهم.
لن أطلب من قادة العالم وقادة الحكومات المجتمعين في دبي لحضور مؤتمر المناخ، أن تنتصر لفلسطين، فقد عاود نتينياهو هجومة الهمجي وهم مجتمعين.
فإسرائيل لم تحترم يوما قرارا أمميا، ولم تنصاع لمجلس الأمن وقراراته، طالما تقف ورائها أمريكا ترفع عنها وتصد عوضا عنها كل قرار يتخذ ولنا في قرار 242 و338 خير مثال.
مفاتيح وقف الحرب في يد بايدن وحده، فقد عاود نيتنياهو هجومه بعد زيارة بيلكن أول أمس، وكأنه يعطيه الضوء الأخضر للقتال، فدعونا نطلب من الرئيس الأمريكي أن يرفع يديه عن محبوبتة البغيضة، وأن يعود إلى إنسانيته ويوقف تلك الحرب اللاخلاقية واللاإنسانية على شعب أعزل، أغتصبت منه أرضه كرها عام 1948، واليوم يريدون خلق نكبة جديدة.
لن يسمح الفلسطينون بحدوثها حتى لو استشهدوا جميعا، وسيظلوا متشبثين بالأرض، ولكي يعلم أن حماس فكرة والأفكار لا تموت، وأن السلام يجب أن يسود عوضا عن الكراهية التي زرعوها بكل وقاحتهم.
نتينياهو يعلم أن مستقبلة السياسي انتهى، وأنه سيحاكم على كل أفعالة داخل إسرائيل، في لحظة توقف القتال، وسيأخذ بيد بايدن هو الأخر وهما ذاهبان إلى مزبلة التاريخ، ولن يتحقق لهم النصر ولن يتم القضاء على حماس، ولن تسمح مصر بقبول التهجير إلى سيناء طبقا لخطته المزمع تنفيذها، صحيح نائبة الرئيس بايدن طمأنت الإدارة المصرية اليوم لن يكون هناك تهجير، ولكننا نريد وقت تلك المذابح لإثبات صحة ما تدعينه.
لكن السؤال الآن إلى أين يذهب الفلسطينون بعد أن بدأ استهدف الجنوب؟، فمع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب القطاع واكتظاظه بالنازحين، فهل تدفعهم إسرائيل إلى اختراق الحدود المصرية، والدفع بهم إلى سيناء كما تخطط.
فاستمرار العمليات العسكرية الصهيونية على الجنوب سيشكل أزمة قادمة تلوح في الأفق بين مصر واسرائيل بشكل مباشر.
قالت الإدارة المصرية بشكل قاطع على لسان الرئيس السيسي إن التهجير خط أحمر، وأعلن رفضه التام لعملية التهجير القسري، وصرح بايدن بذلك أيضًا وأنه لا نية لاحتلال إسرائيل لقطاع غزة، فلماذا لا يوقف القتال ويتم العودة إلى التفاوض؟
فهل تقدم اسرائيل على ارتكاب تلك الخطيئة التى لا يعلم مدى عواقبها إلا الله وتجر المنطقة كلها إلى حرب شاملة؟
وهل ستدخل إيران معترك الحرب مع أجنحتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟
وهل يجر نينياهو بايدن إلى حرب متعددة الجبهات أم تستيقظ الإدارة الأمريكية وتوقف ذلك العبث البايديني؟
ستبقى مجرد أسئلة مطروحة، وتبقى الإجابة لدى الإدارة الأمريكية وحدها وليس ذراعها في إسرائيل، وعليها أن توقف الحرب وتسعى إلى حل شامل ودائم للسلام بإقامة الدولة الفلسطينية والتي تشمل القطاع والضفة وعاصمتها القدس الشرقية، وعليهم الانتصار لإنسانيتهم، والتكفير عن خطاياهم، ونصرة الشعب الفلسطيني.. عاش صمود الشعب الفلسطيني.