في رحاب العلم حتى آخر لحظة.. أسرة العالم سفيان تايه تروي تفاصيل استشهاده مع عائلته بـ جباليا| خاص
الوضع صعب وخطير، ثلاث كلمات وصف بها العالِم سفيان تايه، أبرز العقول الفلسطينية، الوضع الذي يعيشه مع عائلته خلال أيامهم الأخيرة معًا، والذي على الرغم مما يشهده يوميًا، إلا أنه ظل يستغل وقته في قراءة المقالات العلمية، حيث كان يمهد لكتابة ورقة بحثية جديدة، كانت تتجلى في خاطره، قبل أن يجمعه صاروخًا غاشمًا مع زوجته وأولاده، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بـ مجزرة منطقة الفالوجا في جباليا شمال قطاع غزة، وفقًا لـ حديث نضال تايه، ابن عم سفيان تايه لـ القاهرة 24.
البروفيسور سفيان عبد الرحمن تايه، مواليد عام 1971م بمخيم جباليا للاجئين بـ قطاع غزة، لعائلة من اللاجئين الفلسطينيين، ورغم ذلك أتم دراسته بكافة مراحلها إلى أن تخرج متفوقًا بالثانوية العامة، ودرس بكلية العلوم قسم الفيزياء، والذي كان معبر لمزيد من النجاحات والإنجازات التي حققها تايه فيما بعد.
انضم تايه إلى هيئة التدريس بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية معيدًا، واستمر في دراسته الأكاديمية إلى أن حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء جامعة عين شمس المصرية، وأصبح بروفيسور في الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية.
أصبح في جَيب تايه المزيد من الإنجازات التي أوصلته لمناصب إدارية وأكاديمية، حيث صار رئيسًا لقسم الفيزياء، ومساعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، إلى أن أصبح رئيسًا للجامعة في أغسطس من عام 2023.
العالم سفيان تايه
وأكمل نضال حديثه عن العالم سفيان تايه، أنه حصل على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان، ويعتبر ضمن أفضل 2% من الباحثين على مستوى العالم، وذلك بناء على دراسة أجرتها دار النشر العالمية Elsevier وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية.
أكثر من 285 بحث علمي يملكهم الشهيد سفيان تايه، بين الاستشعار البصري والحيوي والموجات والألياف والإلكترونيات والاتصالات، والخلايا الشمسية، والصمامات الثنائية الباعثة، وغيرها.
وخلال عامنا الجاري، تم تعيينه حاملًا لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء وعلوم الفضاء في فلسطين، ورغم كل ما تمر به المنطقة، فضل تايه أن يظل في منزله مع أسرته في الشمال، على أن يغادر الى مكان آخر في جنوب القطاع.
كل ذلك التاريخ الحافل بالإنجازات العلمية، انتهى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، حيث استشهد الدكتور سفيان تايه وزوجته واثنين من أبنائه وثلاثة من بناته، بينهم أطباء بالطب البشري وطب الأسنان، بعدما قصف منزلهم صاروخ إسرائيلي في مخيم جباليا.