محلل سياسي فلسطيني: هذه جميع سيناريوهات إغراق أنفاق المقاومة.. وأحذر من تصحر التربة│حوار
تتعدد الخطط والآليات المقترحة لتدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية، ولكن العائق ليس التقنية بالتأكيد، ورغم ذلك ربما يكون ملف الأنفاق أحد أبرز الملفات التي أظهرت بشكل كبير فشل جيش الاحتلال أمام هذا الملف.
وفي هذا السياق، وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق بدء ضخ مياه البحر إلى داخل الأنفاق في غزة، ولمعرفة مدى نجاح أو فشل هذه الخطة إذا أصبحت قيد التنفيذ، أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، فإلى التصريحات.
هل كل مناطق غزة والتي تشتعل فيها الصراعات مناطق ساحلية؟
البيئة الجغرافية في غزة بيئة ساحلية، لكن ليست كل مناطق قطاع غزة رملية فهناك أيضًا بعض المناطق رمالها طينية، لكن بعد عدة أمتار هناك طبقة طينية، ما يسهل دخول المياه إلي الأنفاق وامتصاص الأرض لها نظرا للطبقة الطينية.
هل تصميم الأنفاق في غزة متشابك بحيث يمكن إغراقها جميعا؟
إذا استخدم جيش الاحتلال مضخات لسحب المياه من البحر وضخها إلى داخل الأنفاق فمن المحتمل إغراق جزء من الأنفاق وليس كلها، بالإضافة إلى أن جيش الاحتلال يعتقد أن الأنفاق جميعها مرتبطة ببعضها البعض، ونعتقد أن الأنفاق منفصلة عن بعضها البعض، فهي نقاط التقاء وانفصال وربما تكون المقاومة قد حسبت حساب ذلك.
خلال الأيام الماضية، حاول الاحتلال استخدام ذلك في مناطق الشمال حيث ضخ جزءا من المياه لقياس مدى سير المياه وامتصاص الأرض لها، وهل سيكون هناك مناطق رجوع أو استقبال للمياه، وقد أبلغ الجانب الأمريكي بذلك، وطالب أولا التأكد من خلو هذه الأنفاق من الأسرى الإسرائيليين قبل إكمال المهمة، لأن ذلك سيكون له صدى كبير في الشارع الإسرائيلي.
ما هو مصدر المياه التي يضخها جيش الاحتلال.. وما هي أكثر الأدوات المقترحة لتنفيذ الأهداف المعلنة له؟
نتوقع نحن كمحليين سياسيين، أن يقوم الاحتلال بإحدى الخطوات، إما ضخ مياه مالحة داخل الأنفاق لإغراقها، أو ضربها بالغازات السامة، والقنابل الإسفنجية، كل هذه الاحتمالات كانت مطروحة، لكن فوهات هذه الأنفاق كثيرة جدًا، ونتوقع أن تفشل العملية، الأمر لا يتعلق بنفق به مدخل ومخرج، هذه مداخل لها تصميمات مختلفة، وقد تكون المقاومة قد حسبت أنه إذا تم ضخ المياه تمشي باتجاه واحد ثم تخرج لتعود إلى البحر، وهذا هو الأقرب، وأما أن تكمل سيرها إلى الأراضي الإسرائيلية، ما يوثر على المدن الإسرائيلية وكذلك المستوطنات الواقعة في غلاف غزة وهو ما يؤدي لتدهور التربة.
الخشية أن يؤثر ضخ هذه المياه علي الأرض في غزة وتحولها إلى أرض مالحة، ولو نجح الاحتلال في ذلك ستصبح التربة غير صالحة للزراعة، والخوف أيضًا إذا تسربت هذه المياه أن تحدث تصدعات في الطبقات التكتونية لأرض غزة وهو ما قد يؤدي لحدوث زلزال بشري أو فيضان يؤثر بشكل كامل على البيئة الجغرافية والسكانية.
هل تتوقعون نجاح هذه التجربة؟
نتوقع فشل هذه التجربة لعدة أسباب، أولها وجود الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وبالتالي لن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة في الوقت الحالي، كما أن المقاومة تدرك ذلك حيث سيكون هناك ثمن سياسي لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ولن يكون كما حدث في الهدنة السابقة وحتى لو تم إخلاء سراح كل الأسرى الفلسطينيين سيكون له شق سياسي وهذا ما نتوقعه من المقاومة.