حكاية محسنة توفيق مع السياسة.. اعتقلها عبد الناصر ومنحها وسام الدولة واعترضت على السادات
تحل اليوم الجمعة 29 ديسمبر، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة محسنة توفيق، التي تعتبر من أبرز الفنانات اللائي عبرن عن انتماءاتهن السياسية بانضمامها لحزب التجمع، وأثارت جدلًا واسعًا لتعبيرها عن آرائها السياسية لينتهي بها المطاف بالزج في السجن.
رفضت محسنة توفيق مرارًا وتكرارًا تغيير مواقفها السياسية وعدم الإفصاح عن رأسها، ومنذ نعومة أظافرها كانت محسنة مهمومة بالشأن السياسي، فكانت عندما ترى مشاهد مظاهرات طلاب وعمال وتتساءل عن الأسباب تكون الإجابة “ضغط وكبت وسوء معيشة”، فنما بداخلها روح المناضلة، ولم يتوقف نضال محسنة توفيق داخل الحدود المصرية فقط، بل كانت من أبرز المهتمين بالقضية الفلسطينية، حيث سافرت للأراضي الفلسطينية وشاركت أهالي المخيمات تجربة السكن معهم لفترة.
نجاحها مع يوسف شاهين
ذاقت محسنة توفيق النجاح في مشوارها الفني مع المخرج يوسف شاهين، الذي وصفها بأنها واحدة من مجاذيب السينما المصرية، وشاركت معه أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية: فيلم إسكندرية ليه؟، فيلم العصفور، فيلم الوداع يا بونابرت، واعتبرها الشعب المصري رمزًا للنضال؛ بسبب جملتها الشهيرة في فيلم العصفور “لا أبدًا هنحارب هنحارب”، الجملة التي ارتجلتها محسنة ولم تكن مكتوبة نصًا في السيناريو، وكانت بمثابة الشرارة التي أدت لزجها بالسجن.
تجربة سجن محسنة توفيق
عبّرت محسنة عن أفكارها السياسية في كل الأرجاء ولم تخش البوح باعتراضها على مواقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حتى اعتقلت في عهده، ولكن أشادت بمواقفه الإنسانية، مشيرةً إلى أنه عندما علم باعتقالها لأسباب سياسية منحها عام 1969 وسام الدولة للفنون والعلوم من الدرجة الأولى، وفقًا لما صرحت به في إحدى حواراتها الصحفية عام 2000.
كما اعتبرت يوم ذهاب الرئيس محمد أنور السادات لمطار تل أبيب، أنه أسوأ يوم في حياتها، ورفضت معاهدة السلام التي أبرمها مع إسرائيل.
ولم يتوقف نضال محسنة توفيق السياسي ولم تكن لتعبر فقط عن آرائها السياسية في عهد السادات فقط، بل رأته حقا مكفولا لها، وشاركت أيضًا في ثورة 25 يناير 2011، وهاجمت الموقف السلبي لعدد من المواطنين المصريين في أحد اللقاءات التلفزيونية، وعدم مشاركتهم بالثورة.
وتوقف تعبير محسنة توفيق عن آرائها مع خروج آخر أنفاسها في 6 مايو 2019، بعدما عانت لفترة مع المرض، تاركةَ للجمهور مسيرة حافلة بالأعمال الفنية المتنوعة ما بين السينما والدراما والمسرح، والمتخطي عددهم 70 عملًا.