طوفان الأقصى.. عملية منفردة لـ كتائب القسام تخطيطا وتنفيذا بعيدا عن المكتب السياسي لحماس
تدخل الحرب على غزة، اليوم السبت، يومها الـ86، ولا تزال الإجابة على سؤال: من اتخذ قرار عملية "طوفان الأقصى"؟، محل جدل واسع، في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية.
لكن بات في حكم المؤكد، وفقا لشواهد ومصادر عديدة، أن العملية التي شنتها "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" داخل إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي، كانت قرارًا منفردًا للكتائب على مستويات التخطيط والإعداد والتنفيذ وموعد إطلاق العملية، التي جرت بعيدا عن أي من القيادة السياسية لحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، بما يؤكد أن قرار حركة "حماس" الآن، صار في يد قيادات الحركة داخل قطاع غزة، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام الغربية، إلى التحدث عن وجود خلافات بين قيادات حماس في الداخل والخارج.
وأكدت مصادر متطابقة، أن التخطيط لعملية "طوفان الأقصى"، كان مسئولية 6 من قيادات الحركة في الداخل، وهم: يحي السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى ومحمد السنوار ورائد سعد وأحمد الغندور الذي استشهد في شمال قطاع غزة مؤخرًا.
وأشارت المصادر إلى أن قادة الألوية الخمسة لكتائب القسام في قطاع غزة، كانوا على علم أيضا بالعملية، بحكم مواقعهم، وتضم الألوية الخمسة للكتائب كلا من لواء الجنوب، ولواء الشمال، ولواء الوسطى، ولواء خانيونس، ولواء غزة الذي يضم لواءين مدمجين، ويضم كل لواء ما يقارب الـ8 آلاف مقاتل، ليبلغ مجموع مقاتلي القسام في القطاع نحو 40 ألف مقاتل.
وفي هذا السياق، باتت قرارات الحركة مرهونة بإرادة القيادة الميدانية في الداخل، ولا تستطيع قيادات المكتب السياسي للحركة، وخاصة بالخارج، اتخاذ أي قرارات بعيدا عن توجيهات الرجل القوي في قطاع غزة يحى السنوار، الذي يجيد التواصل مع القاهرة.
كل هذه المعطيات تعزز سيطرة قادة الحركة بالداخل على صناعة القرار، وتحرر قرارات الحركة من الارتهان لأي عاصمة عربية كانت أو إسلامية، بعيدا عن قيادات الحركة في قطاع غزة، وعن القاهرة التي يعتبرها سكان القطاع شريكا استراتيجيا وتاريخيا، وهو ما يجعل التعاطي مع المقترح المصري لوقف الحرب، سواء بالموافقة أو الرفض أو التحفظ أو التعديل، قرارا غزاويا خالصا.