هل أثرت الحرب الإسرائيلية في غزة على أسعار النفط؟
باتت أسعار النفط تحت تأثير التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الحرب الإسرائيلية الجارية حاليا ضد سكان غزة، حيث تثور مخاوف من أثر استمرار وتصعيد الحرب بين الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة، على إمدادات النفط والغاز العالمية ومن ثم على الأسعار.
ارتفاع أسعار النفط
وزادت أسعار النفط بشكل ملحوظ، في الوقت الراهن، كنتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأثرت على الإقليم بصورة كبيرة.
ويرى محللون، أنه إذا ما استمرت الحرب في غزة، وما قد يتمخض عنها من تداعيات، فإن هذا سيقلل من قدرة أوروبا على التعامل مع أي أحداث أخرى غير متوقعة، مثل شتاء قارس أو انقطاع الإمدادات من مناطق أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يزيد احتمالات صعود الأسعار، وفقا لبنك جولدمان ساكس.
عواقب استمرار الحرب ضد غزة على النفط
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الحرب في غزة لا تجلب أخبارا جيدة لأسواق النفط المنهكة بالفعل، بسبب تخفيضات إنتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا، وتوقع طلب أقوى من الصين.
بينما رأى رئيس أبحاث النفط في مؤسسة جولدمان ساكس دان سترويفن: إذا حدث اضطراب في مضيق هرمز لمدة شهر، فسترتفع الأسعار بنسبة 20% مضيفا أنه يمكن إعادة توجيه الشحنات بعيدا عن البحر الأحمر، لكن النفط الخام سيحتجز بشكل أساسي إذا تم إغلاق المضيق. وتابع: أن أي انقطاع طويل الأمد في المضيق قد يؤدي في النهاية إلى مضاعفة أسعار النفط.
وارتفع سعر الخام الأمريكي بمقدار 2.16 دولار خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفع خام برنت بمقدار 1.72 دولار، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 37 إلى 77.96 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 72.69 دولار.
خطوات أوبك للحد من الأزمة
وبين حين وآخر، تتخذ منظمة أوبك خطوات استباقية، حيث بدء تحالف أوبك+ خلال عام 2023، والذي تقوده كل من السعودية وروسيا بعدة إجراءات؛ للحفاظ على استقرار أسواق النفط، من خلال تخفيض الإنتاج والذي يوفر نحو 40% من إمدادات النفط العالمية.
ومن بأبرز خطوات أوبك+ خلال 2023، حيث أعلنت دول التحالف في أبريل 2023، عن تخفيضات بـ 1.65 مليون برميل يوميا لتضاف إلى تخفيضات أقرت في أكتوبر 2022 بمليوني برميل يوميا، وهو ما أدى إلى إزالة نحو 3.6 مليون برميل يوميا من النفط من الأسواق أي 3% من الطلب العالمي.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الاستراتيجي نحو 20 في المئة من الإمدادات العالمية، أو ما يوازي 30 في المئة من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحرا.
