الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف أثرت الحرب في غزة على منطقة الشرق الأوسط المليئة بالاضطرابات الجيوسياسية؟

الحرب على غزة
سياسة
الحرب على غزة
الثلاثاء 23/يناير/2024 - 08:51 ص

في منطقة مليئة بالاضطرابات الجيوسياسية، أعربت وكالات الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء ما يشهده الشرق الأوسط من أزمة إنسانية جماعية مروعة، ليست وليدة اللحظة ولا نتيجة للحرب علي غزة، حيث أنه قبل هجوم السابع من أكتوبر، كان لبنان وسوريا المجاوران يواجهان تحديات عميقة، في حين كان اليمن يتنافس على موقف لا يحسد عليه.

 


وحسب تقرير صحيفة الجارديان البريطانية، والتي نشرته بعنوان "الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط جراء الحروب والاضطرابات"، قالت الصحيفة أن الحرب علي غزة التي دمرها الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر، هي ما تركت تاثيرا كبيرًا في المنطقة مما يؤدي إلى تفاقم التوترات التاريخية.

 


وفي ذات السياق، يقول جيمس دينسلو، رئيس قسم الصراع والسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة: "لدينا تاريخ حديث للغاية من الأزمات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة، والآن لدينا الصراع الأكثر حدة في وهو ما يحدث في غزة، وبالنسبة لنا، كوكالة إنسانية للأطفال، فإن الأمر مروع للغاية.

 

وتابع، هناك أربع أزمات متداخلة، غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن، تفرض ضغوطًا غير مسبوقة على وكالات الإغاثة، ويتعين على المجتمع الإنساني أن يقبل الحقيقة الصارخة المتمثلة في أنه لم يعد قادرا على حل هذه الأزمات.

 

وعن أزمات الشرق الأوسط أيضًا،  يقول جيف فيلتمان، أحد كبار زملاء مؤسسة الأمم المتحدة، والخبير في شؤون الشرق الأوسط: "إن مجموعة الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الكارثة الإنسانية في غزة، قد وضعت ضغوطًا علينا ضغوطًا كبيرة أكبر، لم يسبق لها مثيل من حيث القدرة المالية للجهات المانحة على الاستجابة وكذلك قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على تلبية الاحتياجات.


وتابع، هناك المزيد من الطلب الآن والمزيد من العقبات التي تحول دون الوصول إلى المستحقين أكثر مما شهده معظمنا على الإطلاق، إن الأمور سيئة، ولكن الإجماع يشير إلى أن أوقاتًا أكثر قتامة تنتظرنا.

 

وفي حديثه بعد وقت قصير من مناقشة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط مع كبير مسؤولي المساعدات بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قال يانز لاركي: "على الرغم من 70 عامًا من الجهود الدولية لحل المشكلات بالدبلوماسية والوسائل السلمية، فإن القادة في جميع أنحاء العالم يتوصلون الآن إلى حل المشكلات بالأسلحة والمواجهة العسكرية لحل خلافاتهم كخيار أول، والسؤال هو: هل نحن ندخل عصر الحرب؟

سوريا


مع اقتراب الذكرى الثالثة عشرة للصراع السوري، تجد الدولة التي مزقتها الحرب نفسها تنزلق نحو كارثة إنسانية تتفاقم باستمرار.

 

وخلصت أحدث التقييمات إلى أن 85% من الأسر لا تستطيع حتى تلبية احتياجاتها الأساسية وأن 70% بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وتقول الأمم المتحدة إن البلاد تجد نفسها أمام أكبر أزمة لاجئين في العالم، ونصف السكان مشردون، سواء داخل البلاد أو خارجها.

 

وقالت المفوضية الأوروبية مؤخرًا إن الاحتياجات الإنسانية في سوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فمن حيث احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، فإن الوضع في الواقع أسوأ بكثير.


غزة

في بداية شهر أكتوبر، لم يكن بوسع سكان قطاع غزة أن يتخيلوا مدى التغيير الجذري الذي ستحدثه حياتهم، وتؤرخ صور الأقمار الصناعية مدى الدمار الذي لحق بجزء كبير من القطاع الساحلي بعد 100 يوم أو نحو ذلك منذ أن بدأت إسرائيل هجومها.

 

كما أن هناك ما لا يقل عن نصف منازلها دمرت أو تضررت، وقد نزح أكثر من 85% من سكانها، كما وصف مسؤول بارز في الأمم المتحدة مؤخرًا قطاع غزة الصغير بأنه غير صالح للعيش فيه.

 

ومع استياء وكالات الإغاثة من عدم السماح بدخول ما يكفي من المساعدات، تشير التقارير إلى ظهور مجاعة في غزة، ولا يمكن إنكار أن النقص الحاد في الغذاء أصبح هو الأساس، وأفاد الصليب الأحمر أن 80% من سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الكارثي.


وفي برد الشتاء، يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في ملاجئ النازحين والبعض الآخر  في العراء، ويعيش أكثر من 1.4 مليون من سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في ملاجئ مكتظة وغير صحية، وفقًا للأمم المتحدة.

 

وأيًا كانت الفظائع الجديدة التي تنتظرنا والأزمات التي ستشهدها المنطقة، فمن المرجح أن يعاني سكان غزة بالكامل، بما في ذلك جيل من الأطفال، من الصدمة، حسب تقرير الجارديان.

لبنان

 

بعد أربع سنوات من الإنهيار الإقتصادي التاريخي، يُنظر إلى لبنان منذ فترة طويلة على أنه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ويعتمد أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 5.8 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 

ومرة أخرى، تشعر وكالات الإغاثة بالقلق من عدم تقديم مساعدات كافية لتغطية هذه الاحتياجات، فقبل ​​يوم واحد من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، شعرت الأمم المتحدة بالقلق الكافي للتحذير من أن حجم المساعدة التي كانت تقدمها للبنان أقل بكثير من الحد الأدنى لمستوى البقاء الذي كانت توزعه عادةً.

 

ومن المرجح أن يكون هذا الوضع قد تفاقم بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة والتداعيات على وصول المساعدات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

 

وتتفاقم الصعوبات اليومية بسبب آثار التضخم وانخفاض قيمة العملة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج أكثر من 1.2 مليون شخص إلى الدعم للحصول على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.

 

وتؤدي الأعداد الهائلة من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب عبر الحدود إلى زيادة الضغط على النظام الهش، ووفقا للأمم المتحدة، يستضيف لبنان الآن أكبر عدد من النازحين من البشر لكل فرد ولكل كيلومتر مربع في العالم.

اليمن

 

قبل الموجة الأخيرة من الهجوم الأمريكي والبريطاني علي اليمن، كانت الدولة الفقيرة، التي سحقتها سنوات من الحرب الأهلية، تعاني الأمرين، 
ويعتمد نحو 21 مليون يمني، أو ثلثي السكان، على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، ومن بين هؤلاء، هناك أكثر من 14 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات مع نزوح ما لا يقل عن 3 ملايين من منازلهم منذ عام 2015.


وقد أثارت الضربات الأخيرة على أهداف الحوثيين ذعرًا جديدًا، مما أدى إلى توقف بعض عمليات الإغاثة وهو أمر ليس بالهين في بلد، تقوم أكثر من 200 منظمة إنسانية بتوصيل المساعدات إلى ما متوسطه 8.9 مليون شخص كل شهر.

 

ولفتت الصحيفة إلى مصدر قلق آخر، وهو أنه حتى قبل الأزمة في غزة، كانت خطة الاستجابة الإنسانية الأخيرة للأمم المتحدة التي تسعى إلى الحصول على 3.42 مليار جنيه إسترليني قد تم تمويلها بنسبة الثلث فقط.

 

ويعني هذا النقص أن ملايين اليمنيين، الذين يواجهون بالفعل مستقبلًا غامضًا، يخشون الآن المكان الذي قد تنتهي فيه المواجهة عالية المخاطر بين الولايات المتحدة والحوثيين.

 

تابع مواقعنا