الإفتاء تكشف طرق الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا من أحد المواطنين نصه: ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب؟ حيث يزعم بعض الناس أن الإسراء لم يحدث في ذلك الوقت وأن ذلك بدعة، أفيدونا أفادكم الله.
كيف يتم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي: المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
الرد على مَن أنكر المشاهدات التي رآها سيدنا النبي في رحلة الإسراء والمعراج
كما أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال آخر مفاداه: نرجو منكم الرد على مَن أنكر المشاهدات التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رحلة الإسراء والمعراج بحجة أنَّ الأمة لا تحتاج إلى معرفة هذه المشاهدات لتزداد إيمانًا واستقامة، كما أنهم يتعجبون من رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الجنة والنار والحال أنَّ القيامة لم تقم بعد.
وتابعت الدار: إنه لا يُنكِر عاقلٌ أثر الاطلاع على الغيب في تثبيت الإيمان بالخالق، وأنَّ في هذه المشاهدات حكمًا وفوائد؛ منها: ما ذكره الإمام الرازي في "تفسيره" (20/ 297، ط. دار إحياء التراث العربي): [أن خيرات الجنة عظيمة، وأهوال النار شديدة، فلو أنَّه عليه الصلاة والسلام ما شاهدهما في الدنيا، ثم شاهدهما في ابتداء يوم القيامة فربما رغب في خيرات الجنة أو خاف من أهوال النار، أما لمَّا شاهدهما في الدنيا في ليلة المعراج فحينئذٍ لا يعظم وقعهما في قلبه يوم القيامة، فلا يبقى مشغول القلب بهما، وحينئذٍ يتفرَّغ للشفاعة، والثاني: لا يمتنع أن تكون مشاهدته ليلة المعراج للأنبياء والملائكة، صارت سببًا لتكامل مصلحته أو مصلحتهم.
وأكملت: الثالث: أنه لا يبعد أنه إذا صعد الفلك وشاهد أحوال السماوات والكرسي والعرش، صارت مشاهدة أحوال هذا العالم وأهواله حقيرة في عينه، فتحصل له زيادة قوة في القلب باعتبارها يكون في شروعه في الدعوة إلى الله تعالى أكمل، وقلة التفاته إلى أعداء الله تعالى أقوى، يبين ذلك أنَّ مَن عاين قدرة الله تعالى في هذا الباب، لا يكون حاله في قوة النفس وثبات القلب على احتمال المكاره في الجهاد وغيره إلا أضعاف ما يكون عليه حال مَن لم يعاين.