لماذا يصعب وضع سعر للذهب بعد القبض على أكبر التجار؟
تشهد منطقة الجمالية منذ أيام، حالة من الارتباك والضبابية نتيجة غلق محال الذهب، بعدما تم إلقاء القبض على عدد من التجار، وعلى رأسهم أكبر تجار أسواق الصاغة روماني عيسى أو كما يطلق عليه إمبراطور الذهب بتهم الاستحواذ على كميات كبيرة من المشغولات الذهبية.
تجار الذهب أكدوا أن روماني عيسى، يعد من أهم وأكبر تجار الصاغة بمنطقة الجمالية يخضع حاليا لتحقيقات من قبل الجهات المعنية حول اتهامه بعمليات تهريب، ومسئوليته عن الأزمات التي يشهدها سوق الذهب والتلاعب الفج في الأسعار.
وأشاروا إلى أنه من تم القبض عليهم من التجار هم من أكبر المسؤولين والمتحكمين في عملية تسعير الذهب في مصر، ونتيجة غيابهم عن السوق أدي ذلك لعدم القدرة على إعلان سعر لحظي محدد حتى الآن من قبل جميع الجهات التي كانت تقوم بنشر الأسعار، وذلك رغم مرور عدة أيام على الواقعة.
شعبة الذهب: لسنا الجهة المسؤولة عن تسعير الذهب
وكانت شركة جولد ايرا، إحدى شركات الذهب، قد أعلنت وقت وقف التسعير من قبل بعض المنصات بسبب عملية تضارب الأسعار، استمرار عمليات البيع والشراء، معتمدة على الأسعار التي ستعلنها شعبة الذهب، في ظل وقف تسعير السوق بعد القبض على غالبية تجار الذهب الخام.
سرعان ما خرجت الشعبة ببيان للتجار لتخلي مسؤوليتها عن الأسعار التي تعرضها، ولكن يظل السؤال في أذهان البعض هو لماذا لا تستطيع أي جهة وضع سعر لحظي للذهب مثل السابق قبل القبض على تجار الذهب الخام.
وأرسلت الشعبة أمس أسعار الذهب في شكل متفاوت، بعد أن كانت ترسل سعرًا واحدًا لمتوسط الذهب اللحظي، وليس أكثر من سعر، وأرسلت الشعبة بيانا خاصا بالتجار، تؤكد أنها ليست الجهة المسئولة عن تسعير الذهب.
وأوقفت منصة أي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، اليوم إعلان أسعار الذهب لحين انضباط الأسعار بالسوق.
لا يوجد انضباط في السوق
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة أي صاغة إنه لا يوجد انضباط في السوق، والأسعار المعلنة غير منفذة على أرض الواقع.
وأشار إمبابي، في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أنه لا يوجد بيع، وكان هناك بوادر للوقف منذ أمس، ولكن اليوم وقف تام.
وكان هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، قال إن سعر سوق الذهب شهد حالة من الاضطرابات خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب المؤثرة فيه، هي المداهمات الأمنية على بعض التجار، حيث لم تعلن الجهات حتى الآن عن مسؤولية هؤلاء التجار الذين ألقي القبض عليهم، مما أدى لحالة من عدم الاستقرار والاضطراب في أسواق الذهب.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة أي صاغة، إن لاستغلال كبار تجار سوق الذهب لمقدرات البلاد منذ بداية الأزمة الاقتصادية، وتخاذل ودفاع مسئولي القطاع عن المتلاعبين في الأسعار، في وسائل الإعلام المختلفة، تحت ذريعة العرض والطلب، ثمنا سيدفعه السوق بكامله، وليس فقط المخطئ، بفعل فقدان المواطنين للثقة في السوق، وفي أحد أهم الأوعية الادخارية.
ولفت إمبابي إلى أن الأزمة الأخيرة كاشفة لكل هذه الممارسات الفجة، وأن يد الدولة ما زالت قادرة على مواجهة المتلاعبين في مقدراتها، في ظل التحديات التي تفرض نفسها على المشهد العام، وسط أعباء اقتصادية مختلفة، على رأسها أزمة النقد الأجنبي، والفجوة بين السعر الرسمي للدولار والسوق الموازية.
