بين المفاوضات الجديدة وخطط الحرب المعلنة.. هل تنتهي حرب غزة بعد 4 أشهر من طوفان الأقصى؟
4 أشهر مرت على عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، والذي شنته الفصائل على الاحتلال الإسرائيلي، وتبعه عدوان إسرائيلي متواصل حتى اليوم على سكان قطاع غزة، خلف قرابة الـ28 ألف شهيد حتى الآن، بخلاف المصابين والمفقودين، ومع مرور 124 يوما على بدء الحرب، يتزايد الضباب حول إمكانية إنهاء الحرب، لكن الحقيقة الأكثر وضوحا حتى الآن هي أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها.
حماس وجيش الاحتلال
احتماليات عديدة بشأن الوصول إلى اتفاق بين طرفي الصراع الرئيسيين، حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، لكن الأهداف الجوهرية من وراء هذه الاتفاق لدى كل طرف، تجعله بعيد المنال حتى هذه اللحظات، فالحركة الفلسطينية تريد نهاية للحرب مع إطلاق سراح المحتجزين لديها على مراحل مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين بسجون الاحتلال، بينما ترغب إسرائيل في هدنة مؤقتة تستأنف بعد الحرب، مع تبادل محدود للأسرى والمحتجزين.
وترغب إسرائيل في مواصلة القتال، لكن أيا من أهدافها لم يتحقق حتى الآن بعد أكثر من 4 أشهر من القتال، وكانت قد حددت هدفين رئيسيين، هما: القضاء على حركة حماس، وتحرير الرهائن، لكنها لم تستطع إطلاق سراح مواطنيها المحتجزين في غزة إلا من خلال اتفاق مع الحركة، صاحبه وقف مؤقت لإطلاق النار لعدة أيام في نهاية نوفمبر الماضي.
جولة مفاوضات جديدة وآمال بانتهاء الحرب
ويدور الحديث هذه الأيام، عن اتفاق جديد، بعد دخول المفاوضات مرحلة جادة بعدما سلمت حركة حماس ردها أمس، على المقترح الذي صاغته كل من مصر وقطر.
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة غدًا جولة مفاوضات جديدة برعاية مصرية قطرية، للتهدئة بقطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
وتتباعد مطالب الطرفين، ففي حين تسعى حماس إلى وضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة، تريد إسرائيل في المقابل إطلاق سراح محتجزيها ثم تواصل الحرب، وتضمن رد حركة حماس الذي سلمته لمصر وقطر أمس، مطالب تتماشى مع هدفها هذا، بالإضافة إلى مطالب أخرى، اعتبرتها إسرائيل والولايات المتحدة بالمطالب مبالغ فيها ومستحيلة.
وبحسب ما نشرته تقارير إعلامية، فإن مطالب حماس تتضمن مراحل لإنهاء الحرب تمتد على مدار 135 يوما، مقسمة على 3 مراحل كل واحدة منها مدتها 45 يوما، وتتضمن المطالب الإفراج عن 1500 أسير فلسطيني، ووقف اقتحامات المسجد الأقصى، وبناء مخيمات للاجئين وتدشين خطة لإعادة الإعمار بحد أقصى 3 سنوات، وعدم المساس بمنظمة الأونروا، ومطالب خاصة بدخول العمال إلى الأراضي المحتلة.
بايدن يعتبر مطالب حماس مبالغ فيها
واعتبر مسؤولون إسرائيليون، مطالب حماس بالمستحيلة، لكنهم وصفوها بأنها خطوة انطلاق إلى المفاوضات، وأن الرد إيجابي في ظاهره، ويجري دراسة الرد الحكومي عليها، بحسب وسائل الإعلام العبرية.
وفي واشنطن، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، رد حماس بأنه كان مبالغ فيه إلى حد ما، لكن المفاوضات جارية.
وتسعى حماس إلى الظفر بأكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في قطاع غزة المدمر جراء الحرب، لكن جولة المفاوضات يبدوا أنها ستكون مضنية.
جولة جديدة من المفاوضات
وحسبما أعلن مصدر مصري مسؤول، فإن مصر وقطر ترعيان جولة جديدة من المفاوضات بالقاهرة للتهدئة بقطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
وأكد المصدر أن مصر تبذل قصارى جهدها، للتوصل إلى هدنة بقطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وتحمل هذه الجهود آملا بوضع الحرب أوزارها أخيرا في قطاع غزة، وذلك على الرغم من التصريحات الإسرائيلية الرسمية بوضع خطط مستقبلية لاستمرار هذه الحرب، والحديث عن إمكانية اجتياح رفح الحدودية من الجانب الفلسطيني، آخر نقاط القطاع التي لم تصلها الحرب وتؤوي مئات الآلاف من النازحين.