منحة داخل المحنة.. زياد فقد والدته فجعل الله له القبول في القلوب بالصوت العذب| صور
منحه الله الصوت العذب وجعل له القبول بين الناس، كما ميّزه بموهبة الإنشاد والابتهال الديني، كأنها منح من الله عوضا له عن فقد والدته في أيام طفولته وفراق شقيقه الوحيد عنه مع محنته الكبرى في فقد بصره.
مداح الرسول.. فقد والدته فجعل الله له القبول في القلوب بالصوت العذب
التقت القاهرة 24 بالشاب زياد هاني فياض، ابن مدينة الزقازيق من محافظة الشرقية، والذي يبلغ من العمر 22 عاما، والذي حباه الله موهبة الصوت العذب واكتشفها والده في مرحلة الإعدادية فشجعها فيه واجتهد لتنميتها وإثرائها بالتدريب والممارسة عليها، فاتجه الطفل للغناء وكل ما يحلو له لإلقائه بصوته العذب إلا أنه اهتدى للإنشاد والابتهال.
وروى زياد في حديث خاص لـ القاهرة 24، أنه خريج جامعة الأزهر وكان متفوقا بالدراسة منذ طفولته، لافتا إلى أنه كان يدندن ذات مرة فسمع والده صوته فانبهر وتفاجأ به، وقرر أن يبدأ معه مشوار السعي لإتقان الموهبة، معلقا: بابا انبهر بصوتي وبدأت الرحلة وبقيت منشد ومغني بأحد الفرق الموسيقية.
وأشار زياد إلى حفظه القرآن في عمر مبكر اقتداءً بجده ووالده حفظة كتاب الله، كما أنه طالب أزهري "خريج أصول دين ودعوة إسلامية" تمكن من دراسة القرآن والعلوم الشرعية، ولم ينس زياد الحديث عن كفاحه في طفولته إذ تعرض لأزمات صحية وأخرى إنسانية، مؤكدا على أنها لم تقهره بل ظل يكافح ويسعى لتحقيق حلمه.
وأوضح أنه تعرض إلى فقد بصره تدريجيا في مرحلة الإعدادية، وأرجع الأطباء تلاشي بصره لقرابة بين والديه "ضمور أعصاب العين"، مسترجعا الألم المضاعف الذي زاد ألم فقد البصر أضعافا بفقد والدته، فخارت قواه وأحس بالعجز، معلقا: حسيت إن الدنيا اسودت مش لأني فقدت بصري ولكن برحيل أمي حسيت إني ضعت وعمري 13 عاما.
ويتابع: كان لي شقيق واحد فاضطرت جدتي لوالدتي أن تأخذه لتعتني به وتربيه فابتعدنا عن بعضنا البعض وأخذني والدي خاصة لأني أعاني ظروفا خاصة، موضحا أنه اكتشف صوته العذب في هذه المرحلة وسمعه والده صدفة فمدحه وقال لا بد أن تواصل وتستثمرها.
ولم أنس أن والدي هو الداعم الأكبر وعيني التي أرى بها فهو أصبح الأم والأب وكل الحياة، صبر علي وصبر معي وعلمني ودعمني حتى أنهيت دراسة الجامعة بامتياز، وظل يطرق كل الأبواب لأتعلم أكثر وأتمرن وأستثمر موهبة الصوت الجميل لأكون منشدا ومبتهلا ذا قدر كبير مؤمنا بموهبتي وداعما لها.
ذكر زياد أنه التقى بعدد من القامات بسبب تفوقه دراسيا، إذ حقق نجاحا كبيرا فحصل على المركز السادس على الجمهورية في الشهادة الأزهرية، وتخرج بتقدير جيد جدا من الكلية وتم تكريمه، كما التقى في مجال الموسيقى بالملحن حلمي بكر، والذي أثنى على موهبته ونال جوائز عديدة لمشاركاته في مسابقات فنية كبيرة.
ويختتم زياد موضحا حلمه بأن يكون أكبر المشاهير في الإنشاد الديني، ويسعى للتمكن أكثر بدراسة المقامات الموسيقية وتلاوة القرآن والتمكن من الإنشاد والابتهال، ويتمنى المشاركة في مسابقة الشارقة، وأن يكون مداح رسول الله الأول كما أطلق عليه أصدقائه، مؤكدا على سعيه للتعلم دائما فهو يواصل تعلم برايل ويحاول التعلم قدر المستطاع في المجالات المتاحة.