وداعًا أمي.. رحيل الروح الطيبة وصمود الإيمان في رحلة المرض
عندما فارقتنا أمي، تعلمت أن الأرواح الجميلة هي فقط التي تبقى ترنو في الذكرى والدعاء، لا رحيل يؤلمني مثل رحيلها - رحمها الله - فذلك اليوم لا يزال الأصعب في غمرة حياتي.
على شفا الوداع الأخير، تتمايل الدموع دون حدود، وتعصف المشاعر بقلبي وقلوب كل من عرف وأحب أمي الغالية. فقدنا جزءًا من أعمدتنا.
لقد أصبح الفراق حقيقة مؤلمة لا يمكن تجاهلها، فلم يعد هناك حنان يضمنا كما كانت أمي الدافئة تفعل.
أمي، التي كانت تشع بالحنان والعطاء، رحلت بعد معركة شديدة مع المرض اللعين، معركة استمرت لسنوات طويلة وتركت في قلوبنا جراحًا عميقة وفجوة صعبة الملء، كانت أمي تقاتل بشجاعة وتحدي، لكن المرض كان أقوى، يتسلل إلى جسدها بلا رحمة، يسلبها كل يوم من أيامها الهدوء والسلام.
في عام 2007، كتب الله لأمي الانتصار على السرطان في معركتها الأولى مع هذا الشر اللعين، كانت تلك السنة نقطة تحول في رحلة حياتها، حيث استطاعت تحقيق الفوز الأول في معركتها ضد المرض، كانت لحظة الانتصار هذه تعزز الأمل وتمنح القوة لتواجه التحديات المستقبلية بثقة وإيمان.
لكن في عام 2020، عاد المرض بشكل مفاجئ وهاجم جسدها مرة أخرى، فتواجهت بتحديات جديدة وصعبة، كانت تجاري الألم بالابتسامة وتواجه الظروف بكل شجاعة وصمود، ولكن العدو كان لا يرحم.
مرت الأشهر والسنوات، وكانت أمي تتأرجح بين لحظات الألم والأمل، بين أوقات القوة والضعف، لكنها لم تستسلم أبدًا، كانت تظل قوية ومثابرة، مشرقة بالأمل والصبر.
وسط كل هذه المحن والتحديات، لم تفقد أمي ثقتها بقضاء الله وقدرته على التحمل والصبر، كانت تقبل بقضاء الله وقدره بكل رضا وسلام، مما جعلها مصدر إلهام وقوة لنا جميعًا.
رحمك الله أمي الغالية، وأسكنك فسيح جناته، وألهمنا الصبر والسلوان في غيابك، ستظلين محفورة في قلوبنا إلى الأبد، وستبقى ذكراك مصدر عطاء وإلهام لنا دائمًا.
في النهاية، نودعك ولا نقول إلى اللقاء، بل نقول وداعًا، أمي، لك وحياة مليئة بالحب والفقدان، فقد كنت وستظلين نجمة لامعة في سماء حياتنا، مهما اختلطت الأجواء وازدادت الظلامية، ستظلين مصباحًا يضيء لنا الطريق إلى الأبد.