يا حلاوة الإيد الشغالة.. سيدات قنا يبدعن في النقش على النحاس: منتجاتنا بتتصدر للخارج
ما إن تدخل ورشة النقش على النحاس بمنطقة المعنا بمدينة قنا، تزعجك أصوات الطرق الكثيفة للوهلة الأولى، إلا أن هذه الأصوات تتحول إلى موسيقى في وجدانك عندما تجد إبداعات العاملات ودقاتهن وصبرهن في إنتاج قطع نحاسية بالغة الجمال تعكس مهارتهن.
قرابة الـ 50 فتاة تتراوح أعمارهن من 18 إلى 35 عاما، يجلسن كراسي بسيطة وأمامهن منضدات خشبية متوسطة الارتفاع وقطع نحاسية لامعة يمسكن بمطارق ومسامير من الفولاذ يطرقن على تلك القطع ليحولنها من لوح نحاسي أصم إلى قطعة فنية رائعة.
ورشة النقش على النحاس بقنا
تقول أسماء عبد الستار حسن، مدير الورش الحرفية لـ القاهرة 24، إن ورشة النحاس جرى افتتاحها عام 2018، وتدريب نحو 50 فتاة على الحفر والروبيسيه على الألومنيوم والنحاس على يد متدربين من القاهرة لمدة عام ونصف، مشيرة إلى أن العمل يتم على عدة مراحل بداية من عمل القوالب، ثم مرحلة الطباعة مباشرة بعد الصهر، وفيها تتم طباعة التصميم المطلوب للفتيات والبدء في صبها في القوالب، لتبدأ الفتيات بالحفر أو الدق من الداخل، وبعدها مرحلة التشطيب، ليظهر المنتج في النهاية بشكل مختلف يتم بيعه بالأسواق في القاهرة وخارجها.
وتابعت: فتيات النحاس وصلن للاحتراف في الحفر والتشطيب، ففي البداية كان يوجد إهدارا لبعض القطع أثناء عمليات التدريب، ولكن الوضع تغير الآن، الفتيات يصنعن الصواني النحاسية والألومنيوم بكل سهولة، وحاليًا يستطعن الحفر والروبيسيه على سمك 7 مم و3 مم. كما أنهن يستطعن إنتاج آلاف القطع سنويا من هذه المنتجات التي يتم تصدير جزء منها للخارج.
سوريا فرج الله، إحدى العاملات بالورشة، تشير إلى أنها التحقت للعمل بورشة النحاس منذ 6 سنوات تقريبا لمساعدة زوجها في الإنفاق على أبنائهما، وتعمل طوال الأسبوع من الساعة 8 صباحا وحتى الساعة 2 ظهرا، عدا يوم الجمعة، موضحة أن الشكل المعدني في البداية يأتي دون رسومات ويتم قص النحاس عن طريق مجموعة أخرى وكذلك مجموعة تقوم بالرسومات والطباعة ثم تأتي المرحلة الأخيرة لديها بالنقش على النحاس والألمونيوم عن طريق استخدام أقلام الإزميل وهى صلبة للنقش على النحاس والحفر اللازم.
تستخدم سحر حسن علي، إحدى العاملات بالورشة، وتعمل على الروبيسيه، أقلام مصنوعة من الرصاص للدق بها على قطعة الألومنيوم والنقش به على القطعة التي ترسمها، وقلم الزومبة تحفر به، فهي تستخدم كل هذه الأقلام في عمل الروبيسيه على القطعة لتخرجها من أجمل المنتجات بالمصنع.
وتشير سحر إلى أنها تنتهي من القطع المطلوب تنفيذها على حسب الوقت المتاح، فيمكن إنجاز 3 قطع في اليوم من الحجم الصغير، أو قطعتين من الكبيرة، خاصة أن العمل في هذه الحرفة ثقيل وصعب للغاية، ولكنه ممتع، مردفة: بنحس بإنجازنا لما بيجي حد يزورنا وينبهر بشغلنا، وكمان لما بتتصدر منتجاتنا للخارج.
