مصطفى محمد.. النجاح لا يتحقق بسهولة

لكل قصة حكاية ولكل حكاية رواية، وحكايات كان 2023 ملهمة بشكل لا يوصف، تعلمنا منها أشياء كثيرة للغاية، خلال مشوار بطولة كأس أمم إفريقيا، كوت ديفوار، التي بشهادة الجميع هي بطولة المعجزات، وهي أفضل بطولة على مدار تاريخ بطولات أمم إفريقيا، لما رأيناه فيها، من مباريات مثيرة.

القاهرة 24 يقدّم لكل العشاق والمتابعين والشغوفين بلعبة كرة القدم، والذين يحبون الحكاوي.. سلسلة بعنوان “واقع يحتاج لـ سينما.. حكايات كان 2023 ولا في الأحلام” وفي هذه السلسلة سنستعرض حكايات إعجازية حدثت في بطولة كأس أمم إفريقيا من خلال عدة حلقات.

الحلقة السابعة لهذه السلسلة ستكون عن مصطفى محمد مهاجم منتخبنا الوطني وفريق نانت الفرنسي والزمالك السابق، الذي تردد على العديد من الأندية حتى وصل إلى ما أصبح عليه الآن “مهاجم مصر الأول” ومحط أنظار العديد من الأندية الأوروبية في الدوريات الكُبرى.. قصة كبيرة بسطور وحكايات كثيرة سنعرفها سويًا في الأسطر التالية.

حكاية مصطفى محمد

النجاح لا يتحقق بسهولة أو بالصدفة، كل شيء بالتدريب والعمل.. هذا ما أكده مصطفى محمد؛ الأناكوندا كما يُطلَق عليه كانت رحلته مليئة بالصعوبات.. واسمه لم يُصنَع بسهولة مع الزمالك أو حتى مع منتخب مصر أو في مسيرته الاحترافية.

مصطفى محمد لم يبدأ كـ مهاجم بل بدأ في مركز الظهير الأيمن مع فريقه الأول مزارع دينا قبل أن يتحول إلى رأس حربة صريح مع فريق وادي دجلة.. ولفت الأنظار وهو لم يتجاوز حتى الـ 12 من عمره، حتى التحق بنادي الزمالك في مراحل الناشئين.

الصعوبات لم تترك مصطفى محمد وحيدًا فكما قُلنا في البداية أن النجاح لا يتحقق بالصدفة؛ بل لابد من التعب والاجتهاد وعدم الاستسلام من أجل الوصول الأحلام.

المهاجم الهداف كادت مسيرته مع نادي الزمالك أن تنتهي قبل أن تبدأ بعدما كان مدربيه في الناشئين سيشركونه في المركز الظهير الأيمن وهو الأمر الذي رفضه اللاعب، لكن اقتنع مدربوه "أحمد حسام ميدو، ومدحت عبد الهادي" فأصبح هدافًا لفريقه.

هو هداف بالفطرة، يعرف طريق الشباك بسهولة، لا يكل ولا يمل من المحاولات، ينحت في الصخر من أجل الوصول إلى الشباك وتسجيل الأهداف.. لكنه تلقى صدمة بخروجه من نادي الزمالك معارًا إلى فريق الداخلية وهنا بدأت فترة الإعارات لـ لاعب توقع له الكل مستقبل باهر.

البلدوزر الجديد للكرة المصرية خرج معارًا إلى نادي الداخلية وتألق بشكل كبير.. مما أدى إلى للزمالك من جديد؛ لكنه وجد نفسه معارًا مرة أخرى إلى فريق طنطا.

مصطفى تقبّل الأمر رغم أنه كان حزينًا من داخله؛ لأنه يريد الحصول على الفرصة في ناديه الذي يشجعه منذ الصغر.. لكنه لعب في صفوف طنطا وعزم على تقديم كل شيء وتمرن على إتقان ضربات الرأس والمواقف داخل منطقة الجزاء بتدريبات منفردة، الأمر الذي تم جني ثماره ونجح في تسجيل 6 أهداف في 23 مباراة خاضها بقميص أبناء السيد البدوي.

الإصرار على حلم الطفولة

في فبراير 2018 تعرض مصطفى محمد لإصابة في الركبة ابتعد على إثرها حتى نهاية الموسم؛ لكنه عاد قويًا والتحق بصفوف نادي طلائع الجيش.. الذي بدا تطوره لافتًا هذه المرة، حيث نجح في تسجيل 12 هدفًا وصنع خمس أهداف في 29 مباراة مع الفريق العسكري؛ ليعود إلى بوابة نادي الزمالك من جديد في يوليو من عام 2019.

الحكاية لم تنتهي عند هذا الحال فقط.. مصطفى أكمل تألقه في الزمالك "نادي طفولته".. البعض شبهه بـ محمد صلاح الذي كان يتألق في موسمه الأول مع ليفربول وتنبأ الجميع له بالتألق.. وهو ما أثبته الأناكوندا، حيث سجل هدفًا في مباراته الأولى مع الفارس الأبيض في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وقاده فيما بعد لنهائي تلك البطولة التي خسرها أمام الأهلي.

مصطفى محمد سجل 17 هدفًا في موسمه الأول مع الزمالك.. وما أدراك ما خلّفه هذا التألق الكبير.. حيث انهارت عليه العروض وأخيرًا سينال فرصة الاحتراف الأوروبي بعد التألق مع منتخب مصر الأولمبي في بطولة كأس أمم إفريقيا بمصر وقيادته الفراعنة للتتويج بها.. والتحق بصفوف نادي جلطة سراي التركي معارًا قبل أن يتم تفعيل بند الشراء بعد أن سجل 9 أهداف في موسمه الأول، وفي الموسم الثاني له هناك سجل 8 أهداف وصنع 5.. ليتم بيعه إلى صفوف فريق نانت الفرنسي معارًا أيضا وبنية الشراء التي تم تفعيلها بعد ذلك بعد تألقه في رحلته الفرنسية الواعدة.

هو المصري الوحيد الذي تألق في الكان الحالي.. مهاجم مصر الأول بلا أي منازع حصل على الحذاء البرونزي كـ ثالث أفضل هداف في بطولة كأس أمم إفريقيا الحالية برصيد 4 أهداف حيث ساهم في تأهل منتخب مصر إلى دور الـ 16 بتسجيله الهدف الأول أمام موزمبيق والهدف الثاني أمام منتخب غانا "هدف التعادل"، والهدف القاتل أمام منتخب الرأس الأخضر الذي منح الفراعنة التأهل، قبل أن يسجل في مباراة الكونغو الديمقراطية بثمن النهائي وكان هدف التعادل من ركلة جزاء ترجيحية.. لكن وبكل أسف ودّع البطولة من هذا الدور مع الفراعنة بعد الهزيمة من الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح.

عاد مصطفى إلى ناديه في فرنسا مرة أخرى وفي أول لقاء له تألق وسجل هدفًا رائعًا من ركلة حرة مباشرة ليصبح بذلك مسجلًا لـ 2 ركلات حرة في البطولة الفرنسية بعد 4 محاولات فقط.

النجاح لا يتحقق بسهولة

قصة مصطفى محمد تبعث لنا رسالة أن النجاح لا يتحقق بسهولة ولا بالصدفة.. اللاعب على الذي أعير إلى العديد من الأندية لم يستسلم حتى وصل إلى حلمه.. اللاعب الذي خرج من الزمالك معارًا في ثلاث مرات، فرض نفسه على الفارس الأبيض لتتم إعادته لصفوف الفريق مرة أخرى ومن بوابة العملاق المصري إلى أوروبا من بوابة تركيا وفرنسا.. وقريبًا إنجلترا، حيث أتته عروض من جانب كبار الأندية بالبريميرليج ومن الوارد وبشدة أن يذهب الأناكوندا بعيدا في رحلته الأوروبية الواعدة.. ويظل وجه مشرّف جديد لـ مصر في الخارج.

مفاجآت مقبلة

كانت هذه الحلقة السابعة من عدة حلقات في سلسلة “واقع يحتاج لـ سينما.. حكايات كان 2023 ولا في الأحلام” التي يقدمها القاهرة 24 لكل العشاق والمتابعين..