حمير إفريقيا في خطر بسبب الصين.. ما القصة؟
أزمة تشهدها قرى وأدغال القارة السمراء بسبب سياسة الصين المتزايدة في الحصول على جلود الحمير الإفريقية، ما دفع الحكومات في عدة دول إفريقية للحد من صادرات جلود الحمير إلى الصين بعدما هدد الطلب المتزايد من بكين الحيوانات التي تحتاجها الأسر الريفية في المواصلات البينية والعملية الزراعية.
الصين تحصد أرواح حمير إفريقيا
البداية كانت من قبل الشركات الصينية التي عملت منذ سنوات من خلال وكلائها على الحصول وذبح الحمير في جميع أنحاء القارة الإفريقية أملا في الحصول على الجيلاتين المستخرج من جلود الحيوانات التي تتم معالجتها وتحويلها إلى أدوية تقليدية وحلويات شعبية ومنتجات تجميل في الدولة التي بلغ تعداد سكانها ما يقرب من مليار ونصف المليار نسمة، وتتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية في صدارة اقتصادات العالم.
إلا أن الطلب المتزايد على الجيلاتين أدى حسب الاتحاد الإفريقي، إلى القضاء على أعداد مثيرة للقلق من الحمير في البلدان الإفريقية، ما دفع حكوماتها، حسب منظمة بيتا الأمريكية للمطالبة بمساواة حقوق الحيوانات، للتحرك لوضع حد لهذه التجارة غير المنظمة.
قرار إفريقي للمحافظة على الحمير
كما تبنى الاتحاد الإفريقي في فبراير الجاري خلال قمته التي عقدت في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية، قرارًا يقضي بحظر صادرات جلود الحمير على مستوى القارة، وحظر ذبحها من أجل الحصول على جلودها لمدة 15 عامًا، أملا في أن يصل القرار إلى منع ذبح عددٍ لا يحصى من الحمير قبل تصدير جلودها إلى الصين وغيرها لصنع الجيلاتين.
فيما قال إيمانويل سار، رئيس المكتب الإقليمي لغرب إفريقيا لمنظمة بروك، التي تعمل على حماية الحمير والخيول، إن الصين تسعى إلى الحصول على تغذية الطلبات الجيلاتينية الفاخرة من خلال ذبح ملايين الحمير الإفريقية عبر وكلائها وتصديرها إلى بكين، وذلك في منشور للمنظمة على موقعها الرسمي، وصفت خلاله القرار الإفريقي بأنه انتصار تاريخي لصالح الحيوانات.
سبب سعي الصين للحصول على حمير إفريقيا
وبحسب المنظمة ذاتها، يعتمد الطلب السنوي الهائل في الصين على أكثر من خمسة ملايين حمار، من أجل الحصول على منتج يعرف باسم الإيجياو، بشكل كبير على الجلود المستوردة بسبب النقص المحلي. في الصين، حيث تعتبر تجارة جلود الحمير في الصين عنصرا رئيسيا في صناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات لما يسميه الصينيون إيجياو، أو جيلاتين الحمير.
ويعرف الإيجياو بأنه دواء تقليدي معترف به من قبل السلطات الصحية في الصين، إلا أن فوائده الفعلية لا تزال موضع نقاش بين الأطباء والباحثين في الصين.
مؤسسة linuo الصحية الصينية، أفادت على موقعها، بأن من أشهر متطلبات تناول عقار إيجياو، المساعدة في علاج مشاكل الجهاز التنفسي المتكررة والعرق، وأن صناعة إيجياو الصينية تستهلك ما بين أربعة ملايين وستة ملايين من جلود الحمير كل عام، أي حوالي 10 بالمائة من تعداد الحمير في العالم، وفقًا لتقديرات منظمة Donkey Sanctuary.
تعداد الحمير عالميًا
وأشارت منظمة donkeysanctuary إلى أن العام يتواجد به أكثر من 50 مليون حمارًا مقسمة على عشرات السلالات، وأن ما يزيد عن ربع تعداد الحمير عالميًا يتواجد في إفريقيا، وهي الموطن الرئيسي لجلواد الحمير المستوردة إلى الصين للحصول على منتجات طبية تقليدية في بكين.