حبتور والآثار
تابعت مقابلة رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور في برنامج «على مسئوليتي» مع الإعلامي أحمد موسى وتصريحه عن قدرة مصر على استعادة مكانتها السابقة، لكن ذلك يتطلب فتح الباب أمام الاستثمارات ودعمها سواء كانت مصرية أو عربية أو أجنبية، داعيا إلى أهمية دعم المستثمرين ومساعدتهم وفتح الأبواب أمامهم، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية والازدهار.
وأنه لا يسعى إلى الربح من وراء مشروعاته في مصر ويحمد الله على استثماراته داخل وخارج الإمارات، لكن حبه لمصر هو الدافع أن يكون له شيء يقال في يوم الأيام إن خلف شارك ووضع شيئا له اسم في مصر، وأنا شخصيا أصدق ذلك الرجل الصادق المحب لبلدي بشدة، ومؤمن تماما أن الدافع الوحيد وراء الاستثمار في مصر هو حبه الشديد لمصر.
وما لفت نظري تصريحه عن إمكانية بيع أي شيء إلا الآثار المصرية التاريخية اللي عمرها 7 آلاف سنة مثل الأهرامات؛ لا أحد يستطيع الاقتراب منها، وهنا لا أتحدث عن المكانة التاريخية للأهرامات وغيرها بالنسبة للمصريين، بل تحليل لكلام ذلك الرجل العظيم عن نظرته في استثمار الأموال في محلها الصحيح، والذي تغير معه وجهة نظر السياحة العالمية في الـ 10 سنوات الماضية.
وما يؤكد صحة كلامه ما كانت مدينة ديزني لاند في باريس، حيث تعد المقصد السياحي الأول في باريس متخطية حتى عدد زائري متحف اللوفر وقصر فيرساي بإجمالي عدد زائرين أكثر من 12 مليونا وبمتوسط ثمن للتذكرة الواحدة حوالي 100 بنسبة حوالي 8% من إيرادات السياحة في فرنسا و17% من المبيعات في منطقة إيل دو فرانس.
ورغم عظمة وفخرنا الشديد بالآثار المصرية، ولكن يتعين علينا فهم وتقبل التغييرات التي طرأت مؤخرا على نوع السياحة الجاذبة للسياح، وأن الحقيقة هي أن المقاصد الأثرية لم تعد هي الأعلى، ومن ثم وجب مواكبة العصر، ولنا في دبي مول مثالا، حيث يجذب سنويا رقمًا قياسيًا بلغ 105 ملايين زائر في العام الماضي بقفزة تزيد عن 19 في المائة مقارنة بـ 88 مليونًا في عام 2022، مما يجعل المركز التجاري المكان الأكثر زيارة على مستوى العالم في عام 2023.
سياحة الشواطئ والتسوق أصبحت في المقدمة، ونمتلك كل المقومات بفكر جديد من القيادة السياسية لوضعنا في مصاف أولى البلاد الجاذبة للسياحة والاستثمار، بجانب أشقائنا المحبين لمصر أمثال الحبتور وغيره.
