بعد إعلان بايدن إنشاء ممر بحري لغزة.. تقارير: جيش الاحتلال غير موثوق به ومجزرة الرشيد خير دليل
رسالة بلهجة حادة وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال كلمته في حالة الاتحاد، تضمنت المطالبة بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معلنا عزم واشنطن إنشاء ميناء مؤقت لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، على أن يبدأ العمل به الأحد المقبل، حسبما أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية.
واشنطن تعلن إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
وفي تقرير لها قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة هي خطوة جريئة، تذكر بموانئ مولبيري التي تم بنائها بعد يوم الإنزال في نورماندي، وسط مخاوف من أن تلك المساعدات لن تكون كافية ومتأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الممر البحري سيستغرق أسابيع لإنشائه، في ظل المشهد القاتم لسكان القطاع الذين يتضورون جوعًا الآن، وسط مخاوف من كارثة إنسانية وشيكة.
وفي ذات السياق قال زياد عيسى، رئيس السياسة الإنسانية في منظمة أكشن إيد الخيرية: لقد رأينا بالفعل أطفالًا يموتون من الجوع.
وعلى الرغم من تولي واشنطن القيادة، لكن سيظل لحكومة الاحتلال الرأي في مدى فعاليتها في تقديم المساعدات، خاصة في شمال غزة، حيث أصبح خطر المجاعة وشيكًا.
ووفقًا للصحيفة، سيتواجد المفتشون الإسرائيليون في ميناء لارنكا القبرصي، لفحص شحنات المساعدات المتجهة إلى جنوب غزة، وستوفر عمليات التفتيش لإسرائيل أداة لتنظيم التدفق باسم التدقيق الأمني.
وقد يكون من الصعب على إسرائيل أن تفعل ذلك عندما تتعامل مباشرة مع ضباط الخدمات اللوجستية العسكريين الأمريكيين، بدلًا من مسؤولي الإغاثة، ولكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للحكومة الإسرائيلية، ذلك الائتلاف الذي يضم وزراء يعارضون دخول أي مساعدات إلى غزة؛ أن تلعب دورًا معرقلًا.
المخطط الأمريكي للممر البحري إلى غزة
وتتضمن الخطة قيام مهندسين عسكريين أمريكيين ببناء رصيف عائم قبالة شاطئ غزة، يمكن من خلاله تفريغ المساعدات الغذائية المنقولة على متن السفن من لارنكا، وإنشاء جسر لنقلها إلى الشاطئ.
وقال جيريمي كونينديك، مسؤول مساعدات كبير سابق في إدارة بايدن، ورئيس مجموعة الدفاع عن المساعدات الدولية للاجئين حاليًا، إن وجود منظمات الإغاثة في شمال غزة يقترب من الصفر؛ لأن الإسرائيليين يريدون خروج الجميع ومن ثم يقيدون الوصول إلى الشمال منذ ذلك الحين.
وأضاف أن إنشاء ممر المساعدات البحرية المقترح لا يتجنب مشكلة العرقلة من قبل إسرائيل، ولكن بدلًا من أن يكون مشكلة عند نقطة الدخول، فإنه سيصبح الآن مشكلة في مرحلة التوزيع، وعلى المدى القصير، قد يشمل ذلك قيام المجتمعات القريبة من الشاطئ بتوزيع الطعام فيما بينها.
وأشار كونينديك إلى أن جيش الاحتلال ليس ضامنا أمنيا موثوقا به للإشراف على عملية التوزيع، بعد حادثة دوار النابلسي، والتي أطلق فيها جنود الإحتلال النيران على المدنيين بعدما هرعوا إلى الشاحنات ما أودى بحياة ما لا يقل عن 150 فلسطينيًا.
وأكد أن الحصول على المساعدات في جميع أنحاء القطاع لن يتطلب شاحنات وسائقين فحسب، بل يتطلب أيضًا نوعًا من الأمن، مشيرًا إلى أن الأمر فوضويًا للغاية في الفترة الحالية، في ظل انهيار الأجهزة الأمنية التي كانت متواجدة في السابق.
وأضاف: تقديم المساعدات وإنشاء الممر المائي هو أمر مُلِح وهام جدًا في ظل 5 أشهر من عرقلة الوصول إلى الشمال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك التدهور المتعمد للقدرات الإنسانية في القطاع، وسط تساهل الولايات المتحدة مع ذلك منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي.