المصورة الصينية نيكول تانغ: أردت توثيق الفرق بين الحرب والسلام للناس.. وأقول لصحفيي غزة نحن معكم│حوار
- أشعر بالأسف الشديد لما يحدث للصحفيين في غزة وأقول لهم حافظوا على الأمل
- رصدت لحظات الأمل وعودة الحياة لطبيعتها بعد زوال داعش
- وثقت رعب الروهينجا وفرارهم من منازلهم وعبور الحدود هربا من الاضطهاد
للحرب ويلات لا يعرفها إلا من عاشوها وذاقوا حرقة فقدان حبيب أو أصبحوا مشردين في الشارع بعد هُدِمَت منازلهم، أو أصبحوا لاجئين بعد أن كانوا أعزاء آمنين في منازلهم وبلدانهم.. باختصار فإن حياة الناس تتحول بالكامل من الفردوس إلى الجحيم، بسبب الحروب.
والصورة واحدة من أقوى أسلحة نقل جرائم الحروب وفظائعها، وهو ما وجدناه في مهرجان اكسبوجر 2024، حيث احتضن المهرجان معارض لمصورين تنقل الحروب في عدة دول.
المصورة الصينية نيكول تانغ شاركت في الدورة الثامنة من مهرجان أكسبوجرالدولي للتصوير بمعرض لها تحت عنوان: كقوة الحب ولطافة السلام تستعرض حصيلة تغطيتها لتشكيلة واسعة من المواضيع على مدى السنوات الـ12 الماضية، بدءا من الحرب المستمرة في أوكرانيا ومرورا بالعواقب والآثار بعيدة الأمد للحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وحتى النضال من أجل الحرية والديمقراطية في هونج كونج وغيرها من الأحداث والأزمات التي عصفت بأنحاء وبقاع مختلفة من العالم.
وتسلط صورها الضوء على الشرائح الأكثر تضررًا ومعاناة من النزاعات والحروب والمنفى، لتبرز بذلك التأثير العميق للتصوير الصحفي على كيفية فهمنا للعالم وتشكيل تصوراتنا عن أحداثه وتذكرنا بما يربطنا جميعا من إنسانية وقواسم مشتركة، كما تطرح عبر صورها سؤالا عن معاني ومدلولات السلام في عالمنا الراهن الآخذ في الانقسام أكثر وأكثر، ولكنه في الوقت ذاته يعيش هوامش أوسع من الحرية على الرغم من اشتداد وطأة الحرب.
حروب في بلاد متعددة
القاهرة 24 التقى المصورة نيكول تانغ في حديث حول معرضها فبدأت بالقول: بعض من هذه الصور التي يضمها المعرض من سوريا ومن العراق عام 2016 أثناء فرض تنظيم الدولة الإسلامية نفسه في الموصل والعراق، وهذه هي الصور الأساسية في المعرض، بالإضافة أن هناك بعض الصور من ليبيا ومن هونج كونج ومن بنجلاديش وأيضًا من أوكرانيا.
وتابعت نيكول في حديثها لـ القاهرة 24: الصور من أماكن مختلفة أريد إظهار تأثير الحرب عليها على الناس وعلى المدنيين، وأن أجيب على سؤال لماذا يغادر الناس منازلهم؟ أعتقد أن هناك الكثير من سوء الفهم في العالم بشأن اللاجئين.
وتابعت: وأريد أن أوضح أن هذه هي الظروف التي يعيشونها ولهذا السبب يريدون المغادرة، أريد أن يتذكر الناس ذلك أن الحرب ليست شيئًا طبيعيًا، وعلينا أن نكون على دراية بما يحدث في هذه المواقف.
تشير نيكول إلى إحدى الصور وتقول: في ظل حكم داعش لم يكن مسموحًا للأبناء بالذهاب إلى مدارسهم وهذه صور ترصد عودة الحياة الطبيعية بعد زوال داعش، وعودة الأبناء إلى المدارس في لحظة كانت تمثل نوعًا من لحظة السلام ولحظة الأمل بالنسبة لهم.
توثيق مأساة الروهينجا
تنتقل نيكول تانغ إلى صورة أخرى من صور معرضها في أكسبوجر 2024، وتقول: هذه هي عائلات الروهينجا التي غادرت ميانمار في عام 2017، وكانوا قادمين إلى بنجلاديش وكانوا يعبرون الحدود ليلًا، يمكنك أن ترى مدى خوفهم ومدى رعبهم من تعرضهم لهجوم من قبل جيش ميانمار، وليس لديهم أي شيء لم يأخذوا أي شيء من منزلهم، لذلك كان هذا موقفًا صعبًا حقًا، لأنك رأيت أنه ليس لديهم أي مستقبل.
وتتابع: أردت أن أُظهر للناس من خلال الصور ماذا تعني الحرب وماذا يعني السلام؟ ربما السلام بالنسبة لي ليس هو السلام بالنسبة لك تمامًا كما هو الحال، علينا أن نتساءل عن هذه الأشياء.
وحول المصاعب التي تتعرض لها خلال التصوير، أوضحت أن فرصة النساء في التقاط في الظروف الصعبة تكون أفضل من فرصة الرجل، لأن الرجل يكون موضع شك، فقد يعتقد البعض أنه عسكري أو شيء من هذا القبيل، لذلك النساء لديهن فرصة أكبر لالتقاط الصور، وقت الحروب في المجتمعات المختلفة.
رسالة لصحفيي فلسطين
طلبنا من نيكول أن تقدم رسالة للمصورين والصحفيين في غزة، فقالت: نعم، نحن نقف معهم، نحن متضامنون معهم ونشعر بالأسف الشديد لما يحدث للصحفيين الفلسطينيين، لا يجب أن تموتوا أبدًا وابقوا أقوياء وحافظوا على الأمل.
معرض نيكول تانغ يرصد دمار الحروب في العالم
من صور نيكول تانغ المشاركة في معرض اكسبوجر صورة لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أثناء قيامهم بتفتيش للمنازل واحدًا تلو الآخر في حي غويران، بحثًا عن مقاتلي داعش يوم الإثنين 31 يناير 2022 في الحسكة بسوريا. حيث كانت الإجراءات الأمنية لا تزال مشددة في المنطقة المحيطة بمجمع السجون، حيث وقع هجوم بتاريخ 20 يناير، ويعتقد بأن خلايا التنظيم الإرهابي النائمة ما زالت تزاول أنشطتها في المدينة.
وترصد صور أخرى الحرب في أوكرانيا ومنها صورة إحدى اللاجئات اللاتي وجدن ملاذًا في دير زيمنينسكي للنساء في سفياتوهيرسك الأوكرانية، أثناء سيرها عبر الفناء يوم الإثنين الموافق 3 أكتوبر 2022.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على جزء من سفياتوهيرسك حتى 12 سبتمبر، وتعرض الدير لأضرار فادحة جراء المعارك التي أسفرت عن عودة الجيش الأوكراني وبسط سيطرته على المدينة مجددًا، وكذلك صورة لمبنى سكني كبير في مدينة دنيبرو الأوكرانية يوم السبت 14 يناير 2023 تم قصفه بصاروخ وأشارت الحصيلة الرسمية حتى لحظة التقاط الصورة إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 60 آخرين.
ومن أوكرانيا أيضا التقطت نيكول تانغ صورة جنود من لواء المدفعية الثقيلة 43 التابع للقوات البرية الأوكرانية أطلقوا قذائف باتجاه التحصينات الروسية داخل مدينة كريمينا باستخدام مدفع من طراز 257 بيون"، وذلك من منطقة غرب كريمينا بأوكرانيا، يوم السبت 31 ديسمبر 2022، كما رصدت نيكول تانغ صورة نازحين يستقلون قطار الإخلاء في بوكروفسك بأوكرانيا يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2022 حيث فر سكان باخموت وسلوفيانسك وسيفرزك من منازلهم مع اشتداد كثافة القصف والقتال بين القوات الأوكرانية والروسية.
وفي ليبيا توثق نيكول تانغ بعدستها صورة لمتمردين ليبيين يهربون من نيران القناصة أثناء سلسلة من الاشتباكات العنيفة ضد القوات الحكومية في المعركة النهائية للسيطرة على مدينة سرت الليبية، بتاريخ 7 أكتوبر 2011، قبل أيام من القبض على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ومقتله.
كما يظهر في صورة أخرى رجال ليبيون يهمون بالاستيلاء على أسلحة وآليات ثقيلة، بهدف القتال ضد أنصار القذافي خارج أجدابيا شرق ليبيا في 2 مارس 2011، وذلك بعد أن كانوا مجرد مدنيين قبل أيام فقط.
ومن العراق تنقل لنا نيكول تانغ صورة مدهشة لجندية من سيدات الشمس الأيزيديات تمشط شعرها أثناء الاستعدادات الصباحية في قاعدتهن بالقرب من سنجار، في كردستان العراق، أغسطس 2016.
وسيدات الشمس هي كتيبة تتكون من عدة مئات من النساء الأيزيديات، من بينهن أسيرات سابقات كان داعش يعاملهن كعبيد وسبايا.
وفي هونج كونج نجد صورة لمتظاهر يعيد رمي قنبلة غاز مسيل للدموع باتجاه شرطة مكافحة الشغب في حي تسوين وان في هونغ كونغ في 25 أغسطس 2019، بعد انتهاء مسيرة بمشاركة الآلاف، على مدى الأسابيع الـ12 الماضية، تصاعدت وتيرة أعمال العنف بين المتظاهرين والسلطات.