بين القوة والانهيار.. من الذي قضى على السلاجقة؟
تعتبر قبيلة السلاجقة إحدى القبائل التركية الشهيرة، يعود أصلهم إلى جدهم سلجوق بن دقاق الذي اعتنق الإسلام هو وجميع من تبعه من أفراد قبيلته، اشتهرت قبيلة السلاجقة في آسيا الصغرى، التي أطلق عليها المؤرخون المسلمون من قبل بلاد الروم، وحينما استقروا فيها السلاجقة أطلقوا عليهم سلاجقة الروم، إلى أن يعتبر مصطلح آسيا الصغرى مرادفًا لمصطلح الأناضول وهي اليوم دولة تركيا.
هل السلاجقة سنة ام شيعة؟
السلاجقة ينتسبون إلى إحدى قبائل الغز التركية، الذي كان يقودها زعيم يُدعى سلجوق بن دقاق في القرن 4 م، حيث اعتنق سلجوق الإسلام على المذهب السني، وعندما زاد عددهم كانت منازلهم في بلاد كشغر الواقعة في غرب بلاد الصين، ولكن نزحوا منها في عام 375 هـ / 985 م، نظرًا لما كانوا يواجهوا من ظروف اقتصادية سيئة والحروب الشديدة التي كانت تدور بين القبائل.
وحينما اشتدت الأوضاع اتجهوا نحو إقليم خراسان الذي كان تابع للدولة الغزنوية في ذلك الوقت، وأصبحوا تحت تبعية الغزنويين، ولكنهم نجحوا في الاستقلال بهذا الإقليم وأعلنوا عن قيام في عهد زعيمهم السلطان طغرل بك عام 429هـ / 1037م.
من هم السلاجقة؟
ورأس زعامة السلاجقة في البداية السلطان الشهير ألب أرسلان الذي استطاع أن يهزم الدولة البيزنطية هزيمة ساحقة في معركة ملاذكرد الشهيرة في عام سنة 463هـ / 1071م، والتي وُضعت في قوائم معارك المسلمين القوية، ومن ذلك حصل السلاجقة على فرصة اقتحام آسيا الصغرى والاستقرار في ربوعها وتأسيس دولتهم التي أطلق عليها التاريخ دولة سلاجقة الروم، واستطاعت أن تصمد من 470 هـ / 1077 م حتى 704 هـ / 1304 م، وكانت عاصمتها مدينة نيقية، ومؤسسها سليمان بن قتلمش.
معارك السلاجقة
واستطاع السلطان سليمان أن يخوض كثير من الانتصارات في أنطاكية وغيرها من بلاد الشام، مما حقق صدى كبيرًا وأدى إلى احتكاكه مع القوى المجاورة له بحلب والتابعة لدولة السلاجقة الكبرى بزعامة السلطان ملكشاه، وفي أول صراع مباشر بين القادة السلاجقة دخل سليمان سنة 479هـ / 1086م وعندما رأى هزيمة عسكره لم يتحمل تلك الأوضاع الصعبة وانتحر، ومع ذلك يُعد سليمان بن قتلمش شخصية تاريخية لها مكانتها في تاريخ سلاجقة الروم لأنه هو الذي وضع الأساس لهذه الدولة.
من الذي قضى على السلاجقة؟
وتوالت السنوات والحروب، وشهد تاريخ دولة السلاجقة كثير من العصور حتى شهد نهايتها من الضعف والانحدار في 641 هـ / 1243م على يد السلطان كيخسرو الثاني، الذي لم يستطع المحافظة على استقلال الدولة الواسعة وخضع تحت سلطان المغول، مما شكل خطر خارجي وسمح للدولة المغولية أن تمثل ما يعرف بالغزو المغولي، وقامت بهزيمة سلاجقة الروم في معركة كوسي داغ لتكون من أكبر الكوارث التي واجهتها دولة السلاجقة في آسيا الصغرى.
وسيطرت الفوضى في جميع أنحاء البلاد وانقسمت إلى 10 إمارات تركمانية، ولم ينقذ البلاد من الفوضى والعبث إلا ظهور الدولة العثمانية التي قامت بتوحيد آسيا الصغرى.