الدور الوطني للأزهر الشريف
يعتبر الجامع الأزهر هو أقدم جامعة علمية ومن أهم المساجد في مصر ومن أشهرها وهو قبلة لملايين لطلاب العلم في العالم الإسلامي، وتشهد أروقته على علم مشايخه وطلابه حتى أصبح قِبلة العلم لكل المسلمين على وجه الأرض وأصبح بمنهجه الوسطي منارة الإسلام الشامخة منذ إنشائه من أكثر من ألف عام على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة.
استغرق بناء الجامع الازهر أكثر من عامين حتى افتُتِح للصلاة في أول صلاة وكانت يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونية 972م، ويرجع سبب تسمية الجامع الأزهر على أرجح الأقوال نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه، وينتسب إليها الفاطميون، وكان الغرض منه نشر المذهب الشيعي.
دخل السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من المحرم 567هـ/ 11 سبتمبر1171م وعطَّل فيه صلاة الجمعة لمدة 100 عام، وهزم الفاطميين وطردهم من مصر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، وبهذه الخطوة استطاع أن يعيد مصر الي المذهب السُني وأنهى وجود المذهب الشيعي في مصر والجامع الأزهر، حتى عادت إليه الدراسة وفقًا للمذهب السني في عهد الظاهر بيبرس سنة 672 هجرية.
الأزهر ومقاومة الاحتلال
الأزهر الشريف ليس مجرد جامع للصلاة بل له تأثير ودور في مختلف نواحي الحياة المصرية ليزخر بالمواقف الكثيرة الخالدة التي كان الأزهر فيها في مقدمة الأحداث، فالأزهر على مدار تاريخه يمثل المنبع الأصيل للوطنية والقلعة الحصينة للدفاع عن القضايا الهامة للامة المصرية، وضرب الأزهر خير مثال على التضحية والدفاع عن الوطن عندما دخل الاحتلال الفرنسي مصر عام 1798م فأغلقت الاحتلال الفرنسي الجامع الأزهر بسبب اغتيال الجنرال كليبر على يد الطالب الازهري سليمان الحلبي، وقرر الفرنسيون محاكمة الحلبي ومن عرفوا عن خطته بأعنف وأقسى طريقة ممكنة وذلك بهدف كسر الروح المعنوية لطلبة الأزهر، فقرروا قطع رؤوس الأزهريين الذين عرفوا مخططه، ثم تم حرق يده اليمنى بالنار وهو حي، ثم وضعه على الخازوق، وظل المسجد مغلقًا حتى خروج الفرنسيين من مصر، وذلك في 20 يونيو عام 1800، وعند اقتحام نابليون الأزهر الشريف بخيوله وجنوده حطموا قناديل الإضاءة، وأزالوا الآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه، ثم اتخذوا الجامع الأزهر اصطبلًا لخيولهم، حتى إصدار الأمر بإخلاء الأزهر من الجند.
ظل الأزهريون هم قادة الثورة ودعاة الوطنية والفــداء وفي ذلك يقول "هيرولد صاحب كتاب بونابرت في مصر": أمــا العناصر المجاهدة حقا فهم علماء الدين كالأئمة وطلاب الأزهر، وكان لعلماء الازهر دور في اختيار محمد علي ليكون حاكمًا على البلاد عام 1220ه/ 1805م، وذلك وفق الشروط التي اتخذوها عليه من إقامة العدل وعدم فرض الضرائب ومشورتهم في القرارات التي تخص عامة الشعب، كما كان الجامع الأزهر دور في مواجهه حملة فريزر الإنجليزية عام 1222/ 1807م، وضرب علماؤه أروع الأمثلة في الوطنية في مساندة الثورة العرابية عام 1299ه/ 1882م والمشاركة فيها، مواصلًا دوره الوطني في أحداث ثورة عام 1338ه/ 1919م، وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـــ 1945م) من عدم الزج بالبلاد في الحرب وتجنيبها ويلاتها، والدور الوطني الباسل على جميع المستويات إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1376ه/ 1956م، ودور الازهر في حرب أكتوبر في حث الجنود على عدم الاستسلام والدفاع عن مصرنا الحبيبة وعدوة سيناء.
شيوخ الازهر
ظهر منصب "شيخ الأزهر" بعد مرور 741 عاما على إنشاء الجامع الأزهر وتحديدا عام 1101هـ عندما تولى المنصب للمرة الأولى الشيخ محمد بن الخراشي كان الشيخ الخراشي هو أول من صدر له فرمان عثماني لتولى منصب شيخ الجامع الأزهر وتولي رئاسة علمائه، والاشراف على شئونه الإدارية والحافظ على الأمن والنظام بالأزهر، وظل المتبع منذ عهده أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شئونه، وللأزهر الشريف شيوخ لهم العديد من المواقف الوطنية التي لا حصر لها أمثال الشيخ جاد الحق وشلتوت ووصولًا الي الامام الأكبر أحمد الطيب.
الأزهر الشريف والبعثات إلى العالم الإسلامي
يرسل الأزهر الشريف البعثات إلى الخارج وتقوم الإدارة العامة للبعوث الإسلامية وهي إحدى الإدارات الهامة في وتقوم بإيفاد بعثات الأزهر من المدرسين والوعاظ للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية في مختلف دول العالم، فضلا عن إيفاد الوعاظ خلال شهر رمضان من كل عام لإحياء ليالي هذا الشهر الكريم في كثير من الدول بإمامة المصلين في الصلوات الخمس وصلاة التراويح والوعظ والإرشاد والإجابة على أسئلة الجاليات الإسلامية بهذه الدول.
واهم ما يميز التعليم بالأزهر الشريف، هو حفظ القرآن الكريم، بداية من المرحلة الابتدائية بالمعاهد الازهرية وحتى الانتهاء بالمرحلة الجامعية، ويوجد بجامعة الأزهر الكليات الشرعية والعلمية، ويتميز التعليم الأزهري بالمنهج الوسطي وتعليم المسلمين صحيح الإسلام ونشر المذهب السني ليس في مصر وحسب بل في أرجاء العالم.
- الدور الوطني للأزهر الشريف
- الأزهر
- الازهر الشريف
- الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر
- الشيخ الخراشي
- الامام الاكبر
- الأزهر ومقاومة الاحتلال
- الأزهر ونابليون بونابرت
- أول شيخ للأزهر
- التعليم الأزهري
- مقالات علي عبد الله
- علي عبد الله مساعد رئيس تحرير موقع القاهرة 24
- دكتور علي عبد الله مساعد رئيس تحرير القاهرة 24
- مساعد رئيس تحرير القاهرة 24