البنوك المركزية العالمية تتجه لتخفيض أسعار الفائدة بعد تراجع التضخم
تتجه البنوك المركزية العالمية لتخفيض سعر الفائدة في مؤشر لانحسار التضخم عالميا مع توقعات بتراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة، أبرز تلك البنوك هما البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا، الأربعاء الماضي، للاجتماع الخامس على التوالي، حيث ينتظر البنك المركزي المزيد من البيانات لتحديد موعد خفض أسعار الفائدة.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة خلال العامين الماضيين في محاولة لمحاربة أعلى معدل تضخم منذ عقود. ولكن في حين يواصل الأمريكيون التعامل مع أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم.
وتراهن بورصة وول ستريت على أن التخفيض الأول لسعر الفائدة سيأتي في الصيف.
ويواجه مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي مهمة صعبة تتمثل في الموازنة بين خطر التخفيض في وقت مبكر للغاية وخطر التخفيض في وقت متأخر للغاية - وكلاهما له عواقب، ولهذا السبب فإن توقيت التخفيض الأول لأسعار الفائدة أمر بالغ الأهمية، لأنه إما أن يؤدي إلى التراجع عن التقدم الذي شهده بنك الاحتياطي الفيدرالي، إذا خفض المسؤولون في وقت مبكر جدًا، أو قد يفشل في منع الاقتصاد من التدهور الحاد، إذا خفض المسؤولون سعر الفائدة في وقت متأخر جدًا.
وأصدر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا مجموعة جديدة من التوقعات الاقتصادية، والتي تظهر أنهم يتوقعون الآن تخفيضات أقل في أسعار الفائدة في السنوات المقبلة عما توقعوه في ديسمبر الماضي.
وعلى مستوى القارة الأوروبية قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، اليوم الجمعة، لقادة دول الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل، إن معدل التضخم في منطقة اليورو يتجه لمواصلة الانخفاض، في حين سيبدأ النمو الاقتصادي في التحسن خلال العام الجاري.
زيادة الإنتاجية والاستثمار
وأضافت في تصريحات لها اليوم أن المرونة الاقتصادية لمنطقة اليورو تحتاج إلى زيادة الإنتاجية، وهو ما يتطلب بدوره زيادة الاستثمار.
وأبقى البنك المركزي في منطقة اليورو أسعار الفائدة ثابتة منذ رفعها إلى مستوى قياسي في سبتمبر الماضي. حتى خلال اجتماعه في شهر مارس، وكانت رسالة البنك هي أنه من السابق لأوانه مناقشة موعد البدء في تخفيض أسعار الفائدة. ويجتمع بعد ذلك في أبريل، ثم يونيو.
ويعتبر اجتماع يونيو نقطة تحول محتملة من قبل العديد من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي - الذي يصوت على تحركات أسعار الفائدة - لأنه سيكون أول تجمع تتاح له بيانات من مفاوضات الأجور في فصل الربيع. والبنك المركزي الأوروبي في حالة تأهب للتأثيرات التضخمية المحتملة الناجمة عن ارتفاع الرواتب.
تخفيضات متوقعة للفائدة
ويتجه اهتمام السوق الآن إلى عدد التخفيضات التي من المرجح أن ينفذها البنك المركزي الأوروبي على مدار هذا العام. وتشير أسواق المال إلى إجراء ثلاثة تخفيضات بحلول ديسمبر إلى جانب خفض رابع محتمل.